في إخراجها والبوح بها بشكل لا يشعرنا بالذنب أو أننا أسأنا في حق الآخرين؟
في قلوبنا مساحات خضراء كبيرة من الحب .. فـ ( من يَسْتطَيْع ) أن يعرف ..
كيف يدخل لنا من خلال قلوبنا ..
وكيف ( يَسْتَطِيْع ) أن يكسبنا ويحتوينا ويجعلنا في صفه ومعه؟
بل في داخلنا إستعداد فِطري ومكتسب للعطاء والبذل والتضحية ..
فـ ( من يَسْتَطِيْع ) أن يساعدنا في توظيف تلك الخصال الحلوة ..
وجعها احد عوامل تنمية المجتمع والنهوض به؟!
إن هذه التساؤلات الحائرة التي نشعر بها أحياناً ..
والرغبة في ان نعرف أنفسنا من قبل الآخرين لا تعني مطلقاً أن لدينا نقصاً ما
أو احتياجاً ما نحاول ان نشبعه من خلال الحديث مع الآخرين أبداً!!
ولكن الانسان منا أحياناً في حاجة ُربَّما لأن يتأكد من بعض المعلومات ..
أو ربما المشاعر !
وخاصة من أناس يكنُّ لهم كل التقدير والاحترام والثقة وبالذات في أمور تهمُّنا ..
في حياتنا اليومية وتزيد من مساحة فهمنا للحياة.؟
وهذا الإحتياج مشروع .. ولكن ما يقتله او يعيقه هو العادات التي تربَّينا عليها
والتقاليد وغيرها من الأمور التي تشعرنا بأن كل شيء يجب ان يخضع لحسابات ..
ومعادلات مجتمعية دقيقة جداً وصارمة .. مما يفقدنا مع الوقت أشياء حلوة ..
ومهمة في حياتنا!!
تلك الأشياء التي تتحقق بمبدأ التوازن والمعقولية خاصة وأننا في عصر ..
لايجب ان ندسُّ فيهِ رُؤوسنا في الرِّمال ونكتفي بما لدينا وبما يصلنا من الآخرين
دون ان يكون لنا مبادرات فعلية في السعي لهذه المعلومات أو تلك الأخبار؟
والانسان منا وهذه حقيقة حينما يرتبط بشيء ما ..
أو حتى بإنسان ما من خلال وسيلة ما .. فإنه مع مرور الوقت ..
يبدأ برسم صورة خيالية له في عقله .. تتطور مع مرور الأيام لدرجة ..
يريد من خلالها هذا الانسان ان يرى بنفسه هذا الشيء الذي ارتبط به ..
أو توحد معه
ولو من خلال صوره؟!
هذا فقط من خلال التسَاؤلات التِي طرحتيها أستاذه ( دِيْنَا ) ؟!
أما لو انتقلنا إلى مصادر القلق والتوتر وكذلك محطات الاحباط وخيبات الأمل
لرأيناها كثيرة وتكاد تصيبنا بشكل يومي لدرجة الرجوع لتلك الأسئلة الحائرة
والتي ربما منها ما الفائدة من وجودي ..
وما القيمة من كل عملي إذا كانت المحصلة النهائية هي الإحباط وخيبة الأمل؟
إن أحد عوامل تلك المشاعر المتعبة التي أتحدث عنها ربما يكون الملل ..
الناتج عن نمطية حياتنا .. والأدوار المفروضة علينا من قبل الآخرين المحيطين بنا
ممن نحن ملزمون بتنفيذ ما يريدون منا .. دون ان نكون مقتنعين بذلك ..
لدرجة نصل فيها أحياناً إلى أننا لا نريد ان نفهم شيئاً..لأن هذا الفهم من شأنه..
ان يتعبنا أكثر ويدخلنا في متاهات من الحيرة والتساؤلات التي لا أول لها من آخر
خاصة حينما نعلم أننا لا ينقصنا شيء ..
وخاصة حينما نشعر أننا نعامل بإجحاف ودون وجه حق ولا أدري ..
إن كان من حقِّي ..
أن أقول بأنه لا أحد بشكل عام على وجه هذه البسيطة راضٍ عن نفسه أو أنه قادر
على قراءة ما يجول في وجه الحياة .. فما هو الحال بقراءة ما يجول بداخلها؟!
أمر صعب فعلاً ان تحاولي سُبر غِبر هذه الحياة لتعرفي كنهها وان تحاولي وتحاولي
ثم تفشلي ان تُبذلي قصارى جهدكِ ..
وإذا بك تكتشفي أنكِ تعودي الى نفس النقطة التي ابتدأتي منها!!
تُرى هل هو خطأ فيكِ كإنسانة لا تعرفي ما يدور حولكِ أم خطأ فيمن حولكِ ..
ممن ظللتِ تسعي إليهم وتركضِي خلفهم طوال هذه السنين من عمركِ ..
لتكتشفِ في نهاية المطاف .. أنكِ غير قادرة .. على تفسير ماتبحثِ عنه؟!
وربما الإستثناء الوحيد ..
هي تلك الفئة القريبة من ربها بشكل أكثر .. وتعرف تحديداً ما هو الهدف الحقيقي
من وجودها في هذه الحياة التي بقدر ما تبتسم لكِ لحظة تبكيكِ لَحظَات ولَحْظَات؟
ورغم كل ذلك ..
فنحن بحاجة لاكتشاف مساحات الحب في كل منا .. بحاجة لأن نعطي الآخرين ..
وخصوصاً المقربين منا فرصة لكي يثبتوا لنا ان الحب ليس كلمات ..
أو شعارات تُقَال ..
وان المشاعر ليست قصائد تكتب فحسب .. بقدر ما هي مواقف حقيقية ..
وتضحيات متواصلة؟!
نحن بحق بحاجة لأن نريح اقرب الناس لنفوسنا بالاجابة على تساؤلاتهم الحائرة
حول من هم بالنسبة لنا .. وماذا يشكلون لحياتنا؟!
بحاجة لمُتَّسَع من الوقت لكي نعرف حقيقة مشاعرنا ونؤكد صدق حبنا وولائنا
لكل شيء يهمُّنا ويعز علينا؟
بحاجة لأن لا نشغل عقولنا بأكثر مما ينبغي كي نتفرغ لشيء واحد نكون قادرين ..
على العطاء فيه والتضحية من أجله أياً كان ذلك الشيء بشرط ان يكون مشروعاً؟
أراح الله قلبكِ بطاعته أستاذة ( دِيْنَا ) وأدخل السعادة لنفسُكِ ..
وأدام الابتسامة على شِفاتُكِ..وأبعد عنكِ كل عوامل النّكد .. وأسباب الحيرة
وجعل أيامكِ تفاؤلاً .. ومستقبلُكِ أملاً لا ينتهِ .. فماذا تُريدِي بعد أكثَر هَاه؟!
/
/
/
إنتـَــر