عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2010, 07:06 AM   رقم المشاركة : 28
مـعانق الـظلام
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مـعانق الـظلام
 





مـعانق الـظلام غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة





( مِينـاء ومَرسـَى الجزء الأوَّل )


كَم أبكَتني هذه الذكريات ..!
كَم تَحَطَّمت كَثيراً برغم ذلِك " إبتَسمت " ..//
ذهبت إلى مستشفى لأقوم بتحليل " دمِّي لفحص الزَواج " وهذه الحادِثَة قبل 8 أشهر أو 9 أشهر تَقريباً ..,
وبعد أسبوعين إتصلت بهم ..
أخصَّائيَّة فحص الزواج :- إسمك إيش؟! ..
أنا :- عبدالله العَوَّاد ! ..
الأخصَّائيَّة :- عبدالله العوَّاد صح؟ .
أنا :- أيوه نعـم ..,
الأخصَّائيَّة :- والله في مشكلة ياعبدالله لازِم تجي مانقدر نشرح لك عن طريق التلفون ..,
أنا :- المشكلة من ناحية إيش ؟! ..
الإخصائيَّة :- ما أقدر أشرح لك لازِم تجي لأن عندي خبر سيّء لك ..,
أنا إنفجعت واستغربت من هذا الإستفهام بصراحة ..
حاولت الهدوء ثم ارتديت أجمَل ما أملك ضارباً موضوع الإستفهام عرض الحائِط ..,
وذهبت إلى المستشفى ودخلت على الدكتورة ..
بدأت الدكتورة تقلّب بأورافي وأوراق الفتاة التي تقدّمت لها ..,
ثم قالت :- انتَ عبدالله العوَّاد صح؟ ..
قلت :- نعم ..
قالت :- للأسف ياعبدالله ما أعرف كيف أشرح لك الخَبَر ..
فقلت :- ماذا حصل؟! ..
فقالت وهي تتأفف :- هل عملت عمليَّة قبل 18 سنَة أو عشر سنوات؟ ..
فقلت :- نعم في بريطانيا ..
قالت :- نقلوا لك دم صح؟ ..
فقلت لها :- نعم ..
فقالت :- للأسف أنت مصاب بمرض خطير وبطيء وسيتسبَّب لك الكثير من المتاعب الصحيَّة ..
أنا لَم أستوعِب ذلِك ..
فابتسمت وقلت لها :- لا أفهم ماذا تقولين لي؟! ..
فشرحت لي الموضوع مِن جديد وكيف الإصابة به وماذا يحصل للمريض وأنا ذهني مشتّت لا أعرف ماذا تقول لي .
غير أسئلتها لي هل تعاني مِن كذا وكذا؟
فقلت لها :- أبداً الحمدلله ..
فقالت :- للأسف ياعبدالله انتَ مصاب وعليك التوقيع على هذه الورقة ..!
ابتسمت بسخرية تجاهها وقلت :- كل صبري وكفاحي وكل شي تحمّلته في هذه الدنيا ولَم أستسلِم في حياتي وآخر قصَّة حياتي ونهايتي تكون هكذا؟!!!!! ..
إنصدمت وحاولت كثيراً أن أتمالك نفسي وأن لاتسقط دمعتي أبداً ولا أرضاها لنفسي .
حاولت وحاولت ولَم أستطع وغضبي وضحكي في وجهي .
هل هذه آخر حلقة من حلقات حياتي؟! ..
أن تكون نهايتي هكذا؟ ..
وقفت بشكل بطيء من الكرسي كدت أن أسقط على وجهي .
ونظرت إلى الأعلى وقلت بصوت عالي :- ياااااااااااااااارب ..
ياااااااااارب اذا هذا الإبتلاء الأخير فيه لي من الأجر الكبير زيدنــــــــــــــــي أكثـــــــر .
لَن أيأس ياربـّي ..,
مسكت دموعي ووقعت على الورقة والدكتورة تحاول أن تمسك دموعها من أجلي .
وخرجت بشكل رهيب لا أعلم أين أمشي لا أعرف أين أذهب .
لَم أعد أرى أمامي سوى ضَباب . سوى ظلام .. وداخلي يبكي كالطفـل ..,
خرجت من المستشفى في وقت الظهر لَم تعد حرارة الشمس فقد اعتدتها في كفاحي في الرياض .
مَرّت أمامي شريط ذكرياتي كل شيء كافحت من أجله وجاهدت أن لا أخضع ولا أستسلِم ,. تمنّيت أن أحطِّم كل شيء أمامي وأنا أصرخ بداخلي " ليست هذه نهايتك ياعبدالله ستموت بطل "