عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2010, 07:08 AM   رقم المشاركة : 30
مـعانق الـظلام
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مـعانق الـظلام
 





مـعانق الـظلام غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



( مينـاء ومَرسـى الجزء الثَّالـِث )



حاولت التَكَيّف مع وضعي الجَديد وأخذت 3 أسابيع على ذلِك ..
أرى أمامي الأشجار خَضراء ثًمّ تذبَل أمامي , ثُمّ أحاول أن أعيدها بنظراتي الحادَّة إلى خَضراء جَميلَة لا أريد اليأس أن يغلبني ولا أريد الشَيطان أن يضحَك عليّ ويسخَر ويرقِصُ على جُروحي .
لا أريد أن يعلَم مَن يحبّوني وينتحبون مِن أجلي ..
ولا أريد الأعداء أن تَعلَم ويتكبّرون على الله بحكمه /
سٌخريَة قَدر أن أرضَخ ..
تَبـّاُ , سُخريَة قَدر أن أضعف يَومـاً ..
أمسكت هاتفي الخلوي واتصلت بأحد أصدقائي :- فـلان ..
فقال :- نعم عبدالله كيف حالك أخبارك؟ ..
دخلت في الموضوع بسرعة :- أريد أن أعمل لي موقع , لديّ المال وكل شيء ..
فسألني :- ماذا بك؟! أشعر بأن صوتك غير طَبيعي ..
فقلت له :- لاعليك مني أريد أن أعمل موقع ينسّيني كل حزني وغضبي وآلامي . أريد أن أشغل نفسي به ..
فقال لي :- حاضر ياعبدالله وماذا تريد أن تسمّيه؟! ..
فقلت له :- نـارديـن . الزَهرَة النـادِرَة , الزهرَة البَيضاء النَقِيـَّة .. إنه مكان الأنقياء ..
فقال لي :- تم سنقوم بعمل ذلِك ..
وذهبت وحوّلت له المبلَغ وقمت بالبحث عَن مصمّمين وطلبت واستشرت من بعض المصمّمين ..
ومِن هنا خَرجَت " نارديـن " مِن تُراب آلامي ..
واسقيتها مِن دموعي ووقفوا معي أشخاصاً لًَن أنساهم لبناء ناردين .
ولَم يعرفوا السِرّ لعمل هذا الموقِع فهُم يعرفون بأن ليس لديّ وقت لكي أدير موقِعاً ..
مِنهُم مَن أسعدوني بوقوفهم معي ومِنهم مَن خيّبوا ظنّي بهم .
ولكنني واصلت بجعل ناردين زهرَة شامِخَة لا تأبه بأحد ..
وكتمت سِرّ ألَمي وأنا أتنفّس الصًعداء .
وحاولت أن أنسى .
وقد قاموا 10 أشخاصاً بتهكير موقعي في نفس الشَّهر وذلِك بسبب خلافهم مع أصحاب السيرفر وقد كنت ضَحيَّة بينهم لأني أعلم بأنني لَم أضرّ أحداً وأن فقط أعدائي على حسب عَدد أصابعي ..
وعادت ناردين مَرَّة أخرى ..
وأنا أزرعها مع مَن وقفوا معي ومنهُم " عبثيَّة حُلم " تِلك الفتاة التي أعتبرها أغلى مِن أختي واتخذتها أختي القَريبَة لي وهي الوحيدة التي كشفت لها سرّ ناردين ولماذا بنيته .
وحاولت تهدأتي وقالت :- ياعبدالله انتَ رجل شامِخ لَن تهزّك الرياح وناردين جزء مِننا وسنقف لأجلك ولَن نترك ناردين هكذا ..
وبدأت أبني ناردين واضع كل حكايات حياتي من عبث الذكريات .
وتسارعت الأعضاء بالتسجيل وهُم مِن محبّي هذه القصّة فقد علّمتهم الكثير مِن التجارِب ..
فأصبح " Google " يحكي لهم عَن قصّتي وعن حياتي ليفتّشوا عّني في كل مكان ..


---


أنا أصبحت أكثر هُدوءاً وصَبراً ولكِن أسرَع غَضَباً وتأثّراً أمام أي شيء يجرحني ..
فقد أتى موعدي لنتيجة تحاليل دَمّي مِن المتخصصة و3 مِن الدكاتِرَة . ولكن لَم أجد الدكتورة فقد كانَت في إجازة وقد غضبت كثيراً أمام الممرّضات لإنتظاري 3 أشهراً لنتيجة التَحليل وآخر شي تكون الدكتورة في إجازَة وقد أعطوني موعِداً بعد شهرين ..
وعدت إلى الخبر وأنا غاضِباً من ذلِك ..
مَرت الشَهرين ببطء ..
وأنا لَم أعد أشعر بأي شيء لا بأيامي ولا بوقتي مُجرَّد أتابع موقعي عَن بُعدْ ..
بعد أن مَر الشهرين , ارتديت نظّارتي الشمسيَّة وتلثّمت بشماغي ذاهباًُ ببطء إلى المستشفى .
عليّ الآن أن لا أنصدم بشيء وعليّ أن أتقبَّل إنها مشيئة الله ..
فبعد انتظاري دخلت ولَم أعد أبالي بالنتيجة وأعطيت يداي للقدر أن يضع الأصفاد عليها وجلست أمام الـ 3 الأطبـَّاء .
شبكت يداي وانزلت رأسي لأرى إلى الأرض وأرى إلى شكل حذائي التي كانَت تقِف أمام كل الصعاب ومجابهة كل جبابِرَة الظروف .
فبدأت الدكتورة تٌقلِّب أوراقي فقالت لي :- عبدالله ..
إرفع رأسك ..
فلَم أرفعها , فقالت :- مَبروك أنتَ سليم فقد ظهرت تحاليل دمّك بأن هُناك كانت أجسام مضادَّة وظننا بأن لديكَ هذا المرض ثم بعد التحليل التأكيدي ظهر دمك سليماً والحمدلله ..


لَم أرفع رأسي ولَم أستطع ..
فظلّيت صامِتاً واستغربوا الأطبّاء من سكوتي ولاحظوا بأن دموعي قد تساقطت على حذائي بكثرَة وعلى الأرض ..
فقالت لي الدكتورة :- عبدالله لماذا تبكي ؟ هل أنتَ سعيد بذلِك؟! ..
فقلت لها بصوت مَبحوح وبثقة كَبيرة :- لا .. إنها رحمَة ربّي فوق كل شيء وقد أحسنت الظنّ بالله برغم يأسي وكان خوفي أن أسخطه ..
فأمسكت ورقتي وقالت لي : وقّـّع أنتَ سليم وخذ تقريرك الكامل مِن مكتب التقارير الطبيَّة ألف مبروك ياعبدالله وسلّموا علي الأطباء الآخرين ..
وخرجت مِن غرفة الدكتورة .
وابتسمت والدموع على خدّي ولبست نظّارتي ونظرت إلى السماء مٌبتَسِماً فقلت :- ياكريم ما أكرمك ..
واخذت ورقتي وركبت سيَّارتي
واتصلت على أهلي وفرحوا بذلك ..



عبدالله العواد - عبث الذكريات