عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2010, 01:31 PM   رقم المشاركة : 8
الهدار
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية الهدار

صورة لقبر السلطان سليمان باسطنبول المسلمة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




ما قيل فى السلطان سليمان من الشعراء والعلماء والمؤرخين :


يقول صاحب نزهة الأنظار : " وهو سلطان غاز فى سبيل الله , مجاهد فى إعلاء كلمة الله , كان رحمه الله مؤيدا فى حروبه ومغازيه , أين سلك ملك , وصلت سراياه مشارق الأرض ومغاربها , فافتتح البلاد الشاسعة والأقطار بالقهر والحجة والسيف , وأقام السنة وأحيى الملة , ورفع شعائر الشريعة وأعلى منارها , واحيى ما اندرس من آثارها , فكان من المجددين لهذه الأمة دينها فى القرن العاشر لكثرة علمه وعمله وأدبه وفضله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ... "


وقال ايضا : " .. كان رحمه الله تعالى ورضى عنه كأسلافه الطيبين محبا للجهاد فى سبيل الله , باذلا نفسه وخزائن أمواله لإعلاء كلمة الله , بحيث لم تُرفع راية الإسلام فى زمانه للإسلام على رأس أحد من السلاطين العظام مثله !! , ولم يكن أكثر جهادا ونصرة للدين , وأكملُ عّدَّة وآلة لقطع الملاعين , وأقمع لأهل البغى والبدعة والكفرة الملحدين , وأشدّ عضدا وأشدّ نصراً لأهل السنة والدين منه رحمه الله , فهو سليمان زمانه وفريد عصره وأوانه , فكم دوّخ بلاد الكفر واجتاحها وجاس خلال مغانيها ورباعها , وافتتح صياصيها وقلاعها , وأخرب معاهد الأصنام , وبنى مساجد للإسلام . " أ.هـ


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

طغراء السلطان سليمان القانونى رحمه الله


-------------------------------------------------------


يقول صاحب أخبار الدول : " وكان رحمه الله , عالى الهمة , عالما , شجيعا الى الغاية , طويل القامة , حسن الصورة , وهو ممن اشتهر فى الآفاق بالعدل والخيرات ... "


-------------------------------------------------------


يقول صاحب العقد المنظوم : " .. السلطان سليمان بن سليم خان عاشر سلاطين آل عثمان فاتح ديار فارس وبغداد , قالع قلاع انكروس وبغدان بلغراد , قامع آثار الكفرة والملحدين , معفر جباه عتاة المشركين صاحب الوقائع المشهورة , والمناقب المذكورة , ملك ملك الآفاق بسطوته وتطاطا سراة العالمين عند سرادقات عزته , هو الذى هرب ملك المشرق من بين يديه دربا فدربا , ودانت لهيبته الملوك شرقا وغربا , فياله من ملك مجاهد تناول الكواكب وهو قاعد أصبح البحر من صارمه الصمصام فى اضطراب ..... "


وقال ايضا : " ... كان رحمه الله ملكا ممدوحا ومحمودا مقداما مظفرا مسعودا , وقع منه عداة الدين فى العذاب الأليم ... وكان رحمه الله ذا حظ من المعارف والنوادر وله معرفة تامة بالتواريخ من الأوائل والأواخر , وكان ينظم الشعر بالتركى والفارسى .. "


-------------------------------------------------------


يقول صاحب شذرات الذهب : " .. كان سلطانا سعيدا ملكا , أيده الله لنصرة الإسلام تأييدا ... وهو سلطانٍ غازٍ فى سبيل الله , مجاهد لنصرة دين الله , مُرغم أنواف عداه بلسان سيفه وسنان قناه , كان مؤيدا فى حروبه ومغازيه , مسدداً فى آرائه ومعازيه , مسعودا فى معانية ومغانية , مشهودا فى وقائعه ومراميه , أيّان سلك ملك , وأنّى توجه فتح وفتك , وأين سافر سفر وسفك , وصلت سراياه الى أقصى الشرق والغرب , وافتتح البلدان الشاسعة الواسعة بالقهر والحرب , وأخذ الكفار والملاحدة بقوة الطعان والضرب , وكان مجدد دين هذه الأمة المحمدية فى القرن العاشر , مع الفضل الباهر , والعلم الزاهر , والأدب الغص الذى يقصر عن شأوه كل أديب شاعر , إن نظم نضد عقود الجواهر , أو نثر آثر منثور الأزاهر , أو نطق قلّد الأعناق نفائس الدرّ الفاخر ... كان رؤوفا , شفوقا , صادقا , صدوقا , إذا قال صدق , وإذا قيل له صدّق , لا يعرف الغلّ والخداع , ويتحاشى عن سوء الطباع ولا يعرف المكر والنفاق , ولا يألف مساوىء الأخلاق , بل هو صافى الفؤاد , صادق الإعتقاد , منّور الباطن , كامل الإيمان , سليم القلب , خالص الجنان ..... "


-------------------------------------------------------


يقول الجبرتى فى تاريخه عن السلطان سليمان وعن دولة آل عثمان : " .. المغازى السلطان سليمان عليه الرحمة والرضوان , فأسس القواعد , وتمم المقاصد , ونظم الممالك , وآنار الحوالك , ورفع منار الدين , وأخمد نيران الكافرين , وسيرته الجميلة أغنت عن التعريف , وتراجمه مشحونة بها التصانيف .... "


ثم قال عن الدولة العثمانية : " ... ولم تزل البلاد منتظمة فى سلكهم , ومنقادة تحت حكمهم , من ذلك الأوان الذى استولوا عليها فيه إلى هذا الوقت الذى نحن فيه , وولاة مصر نوابهم , وحكامها أمراؤهم , وكانوا فى صدر دولتهم من خير من تقلد أمور الأمة بعد الخلفاء المهديين , وأشد من ذب عن الدين , وأعظم من جاهد فى المشركين , فلذلك اتسعت ممالكهم , بما فتحه الله على ايديهم وايدى نوابهم , وملكوا أحسن المعمور من الأرض , ودانت لهم الممالك فى الطول والعرض , هذا مع عدم إغفالهم الأمور , وحفظ النواحى والثغور , وإقامة الشعائر الإسلامية والسنن المحمدية , وتعظيم العلماء وأهل الدين , وخدمة الحريمين الشريفين , والتمسك فى الأحكام والوقائع , بالقوانين والشرائع , فتحصنت دولتهم , وطالت مدتهم , وهابتهم الملوكم , وانقاد لهم الممالك والملوك . " أ.هـ


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

جامع السليمانية


-------------------------------------------------------


وما قيل من الشعر فى حقه , وبما رثاه العلماء والشعراء , وهذه القصائد لم يوردها المعاصرين فى كتبهم , وهى تنشر الآن لأول مرة ولله الحمد والمنة فى هذا المنتدى الشامخ :


كان من أعظم ما قيل من الشعر هو ما نظمه المفتى أبى السعود صاحب التفسير فى وفاة السلطان سليمان :



أصوت صاعقةٍ أم نفخةُ الصورِ *** فالأرض قد مُلئت من نقرِ ناقورِ


أصاب منها الورى دهياء داهيةٍ *** وذاق منها البرايا صعقةَ الطورِ


تهدّمت بقعة الدنيا لوقعتها *** وانهدّ ما كان من سور ومن دورِ


أمسى معالمها تَيْمَاءَ مُقفرةً *** ما فى المنازل من دار ودَيُّورِ


تصدّعت قُلَلُ الأطواد وارتعدت *** كأنها قلب مرعوب ومذعورِ


واغبرَّ ناصيةُ الخضراءِ وانكدرت *** وكاد ان تمتلىء الغبراء بالمورِ


فمن كئيب وملهوف ومن دَنِف *** عَانٍ بسلسلة الأحزانِ مَأسورِ


فيا له من حديث موحش نكد *** يعافه السَّمع مكروه ومنفورِ


تاهت عقول الورى من هول وحشته *** فأصبحوا مثل مسجون ومسحور


تقطَّعت قِطعاً منه القلوب فلا *** يكاد يوجد قلبٌ غير مكسورِ


أجفانهم سفن مشحونةٌ بدم *** تجرى ببحر من العبْراتِ مسجورِ


أتى بوجه نهار لا ضياء له *** كأنّها غارة شنّت بديْجورِ


أم ذاك نعى سليمان الزمان ومن *** مضت أوامره فى كل مأمورِ


من ملا جملة الدنيا مهابته *** وسخّرت كل جبّار وتيْهورِ


مدار سلطنة الدنيا ومركزها *** خليفةُ الله فى الآفاق مذكورِ


مُعلى معالم دين الله مُظهرها *** فى العالمين بسعى منه مشكورِ


وحسن رأى الى الخيرات مُنصرف *** وصدقُ عزم على الألطاف مقصورِ


بآية العدل والإحسان مُمْتثِلٍ *** بغاية القسطِ والإنصافِ موفورِ


مجاهد فى سبيل الله مجتهد *** مؤيد من جناب القسط منصورِ


بلهذمىّ إلى الأعداء منعطفٍ *** ومشرفىّ على الكفار مشهورِ


وراية رُفعت للمجد خافقةً *** تحْوى على علمٍ بالنصر منشورِ


وعسكر ملأ الآفاق مُحتشدٍ *** من كل قطر من الأقطار محشورِ


له وقائع فى الأعداء شائعةٍ *** وأخبارها زُبرت فى كل طامورِ


يا نفس ما لكِ فى الدنيا مخلّفةٌ *** من بعد رحلته عن هذه الدورِ


وكيف تمشين فوق الأرض غافلة *** أليس جثمانه فيها بمقبورِ


فللمنايا مواقيت مقدّرة *** تأتى على قدرٍ فى اللوح مسطورِ


وليس فى شأنها للناس من أثر *** ومدخل ما بتقديم وتأخيرِ


إذ لستِ مأمورةً بالمستحيل ولا *** بما يُنْوى بمجذولٍ ومسرورِ


وا تظنّنّه قد مات بل هو ذا *** حىٌ بنصٍ من القرآنِ مزبورِ


له نعيم وأرزاق مقدرة *** تُجرى عليه بوجه غير مشعور


إن المنايا إن عمّت محرّمة *** على شهيد جميل الحال مبرورِ


مرابطٌ فى سبيل الله مقتحمٌ *** معارك الحتف بالرضّوان مأجورِ


ما مات بل نال عيشا باقيا ابدا *** عن عيش فانٍ بكل الشر مغمورِ


إبتاع سلطنة العقبى بسلطنة *** الدنيا فأعظم بربح غير محصورِ


بل حاز كلتيْهما إذ حلّ منزله *** من لم يغايره فى أمر ومأمورِ


أما ترى ملكه المحمى آل إلى *** سرّ سَرِىٍ له فى الدهر مشهورِ


ولىّ سلطنة الآفاق مالكها *** برا وبحرا بعين اللطف منظورِ


-------------------------------------------------------


ومن أعظم ما قيل وهى مؤثرة جدا , أوردها عبد الرحيم العباسىّ فى كتابه منح البرية , ولعلها من نظمه هو وقد كان شاعرا فحلا , قال رحمه الله :-



كأن لم تكن للكفر داراً ولم يقم *** بها قائم نعماء مولاه يكفرُ


وصار بها الإسلام فى أرفع الذُّرا *** تتيه بمجدٍ من عُلاه وتفخرُ


وأعلن بالتوحيد من كان ساكتاً *** وخافَتَ بالإشراك من كان يجهرُ


وقام منارٌ الدين بعد قعوده *** وظل به يزهو سريرٌ ومنبرُ


وتاهت على كل البلاد بدولة *** لها السعد عبدٌ طوع ما يأتى تأمّرُ


وأضحت وأعناق الممالك خُضعا *** لديها وجبهات الملوك تُعفّرُ


بِسَعدِ سليمانَ الزمان ومن له *** إله البرايا ناصرٌ ومظفّرُ


مليك حباه الله ملكا مُؤيداً *** يجدُّ على مر الليالى ويُذكرُ


مليكٌ له عمزٌ إذا ما انتضان لا *** يقاربه ماضٍ صقيلٌ وأبترُ


مليكٌ إذا ما همّ أيسر همّةٍ *** لقصدٍ تسنى مسرعاً لا يُقصرُ


مليكٌ أبادَ الكفرَ رعبا فلم يدع *** لهم أنفساً إلا بذكراه تُذعرُ


مليكٌ يرى أن ليس فى الأرض مشتهى *** سوى منع دين الله مما يُغيّرُ


مليكٌ له فوق السمّاكين رتبةٌ *** جميع المعالى دونها تتقهقرُ


مليكٌ بدا فى الكون للناس رحمة *** به كل مكسورٍ من الدهر يُجبرُ


مليكٌ يُحارُ الفهم فى كُنهِ وصفهِ *** ويعجز عنه التفكير حين يَفكّرُ


إذا قال فيه الشعرَ أشعرُ شاعرٍ *** ولو أنه الشعرى لما كان يشعرُ


ولكنه بالحلم يُغضى عن الذى *** يُقصّرُ بعد الجهد فضلاً ويعذرُ


فلا زال فى سعدٍ يدوم ودولةٍ *** مخلّدةٍ ما قال بِشراً مُبشّرُ


-------------------------------------------------------


ومما ذكره صاحب العقد المنظوم كذلك :-



مضى ملك الدنيا ولم يبق مشرق *** ولا مغرب إلا له فيه نائح


ولم يُغن عنه ماله ورجاله *** من الموت شيئا والخيول السوابح


وما انا من رزء وان جل فاجع *** ولا بحبور بعد موتك فارح


وقل للمنايا قد ظفرت سميدعا *** براجمه للمشرقين مفاتح


وقل للعطايا بعد ذاك تعطلى *** فإن ولى الجود والطول طائح


إمام الهدى بحر الندى قامع العدا *** سليمان من بالفضل للناس سامح


لقد دُفن المجد الرفيع بدفنه *** وعزّ منيع والخلال الصوالح


وجد لرايات السيادة ناصب *** وجد لآيات السعادة واضح


وقد بكت الأقلام اذ فاض بالاسى *** عليه كما رنت عليه الصفائح


ذر الموت يُفنى من أراد فإنه *** ثوى اليوم من يخشى عليه الفوادح


اذا أعجلت سهما من العيش ناعما *** فمن خلفه سهم من البؤس فادح


سلاف قصاراها زعاف ومركب *** شهى اذا استلذذته فهو جامح


وقد جاد ما قد قيل فى وصف حظها *** وماهو وصف ان تدبرت صالح


رويدك يا من غرهطيف عزها *** فعما قليل عنك ذاك نازح


وما هو إلا كالشهاب وضوئه *** يزول بآن بعدما هو لائح


وأودى ولكن طيب ذكراه خالد *** الى الحشر يبقى وهو كالمسك فائح


الا أيها الملك السعيد المكرم *** عليك سلام الله ماحن صادح



ونقل ايضا فى كتابه : -



نسيم الصبا رقت بأشجان فرقة *** حمامة ذات السدر جنت من الذعرِ


أحامى حمى الاسلام أودى وهل له *** نعيت لدين أنت مالك من عذرِ


أزالت من الدنيا مراسم بهجة *** وآلت مسرات الزمان الى الضرِ


دموعى جودى فى رزية عادل *** عديل ابن خطاب مثيل أبى بكرِ


لقد ذاق من كاس الحمام امامنا *** امام الهدى بحر الندى طيب البشرِ


أنام أنام العهد فى مهد عدله *** فراح الى دوح على سندس خضرِ


تفضلت الأيام بالجمع بيننا *** ففرق من أجل القصور عن الشكرِ


كذلك دهر الدهر بؤس ونعمة *** وناهيك تلك الحل فى الوعظ والذكرِ


فوا حسرتا ان أنزل الدهر مثله *** من القصر فى قعر الجنادل والصخرِ


فما اخضرّ بالمروين بعدك عوده *** وما غردت ورقاء فى الروض ذى النورِ


وما قلبت أيدى الفوارس بعده *** رماحا لدى الهيجاء ذى الكر والفرِ


سقى الله قبرا من سحائب نعمه *** تضمن بحرا فى الندى صافى البرِ


ألا أيها الملك الشهيد المجاهد حليما *** كريما قد مضى طيب الذكرِ


عليك من الرحمن فضل ورحمة *** وروح وريحان مدى الدهر والعصرِ


كما أنت فى الأولى بعز ونعمة *** كذلك فى الأخرى وفى الحشر والنشر


-------------------------------------------------------


وذكر فى النور السافر فى أخبار القرن العاشر :-



لعمرك ما الأعمار إلا مراحلُ ***وفيها مرور الحادثات مناهلُ


كأن بنى العباس سنت سوادها *** عليه وبالأعلام قاست دلائلُ


وكان عماد الدين فى كل حادث *** وسلطانه بالنصر للشرع حافلُ


وجثته فى الأرض أضحت دفينة *** ومن شأنها تحوى الكتوز الجنادلُ


فكم حىّ قلب قد تقلب فى الغضا *** عليه وكم عقل غدا وهو ذاهلُ


وكم أنفق الأموال فى الغزو قائلاً *** إلا فى سبيل الله ما أنا فاعلُ


شياطين أهل الكفر ولت لأنها *** سليمان وافا وهو للشرك خاذلُ


غزاهم بعزم كالشهاب وقد سما *** ومن حوله عد النجوم جحافلُ


أسود لها لهف الدروع مواطن *** وغاباتها سمر القنا والعواملُ


-------------------------------------------------------


وللأديب ماميه الانقشارى فى تاريخ وفاته شعراً :



انتقل العادل من دنيته *** جاور الرحمن والمولى الرحيم


قالت الأقطاب فى تاريخه *** "مات سليمان بن سلطان سليم"


-------------------------------------------------------






انتهى منقولي لكم ارجو ان يكون له فائدة للقاريء والمتخصص