لَو نَظَرنَا لِحَيَاة الكَثِيرينَ من النَّاس لَوَجدَنَا إنَّ هُنَاكَ فِئَة كَبِيرَة منهُم لَم تُوَاصُل تَعلِيمُهَا ..
بِغَض النَّظَر عَن الظّرُوف الرَّامِيَة لِذَلك .. وَلَو دَقَّقنَا فِي تِفَاصِيل بَعض الشّعُوب لَوَجَدنَا..
إن الكَثِير منهُم دَخَلَ الحَبس أمَّا لسُوء سلُوكه أو لإنحِرَافه ..
وَلَو قَرَأنَا فِي تَارِيخُ البَشَر لَوَجَدنَا إن هُنَاكَ فِئَة ضَالَّة تَرفُض العَودَة إلَى جَادَّة الطَّريق ..
وَالإنخِرَاطُ فِي المُجتَمَع .. وفَتح صَفحَة جَدِيدَة ..
ولَو تَعَقَّبنَا بَعض الَّذِينَ يَحتَسُون الخَمْر .. وَيَتَعَاطُونَ المُخَدَّرَات .. وَيَنفَثُون الدُّخَّان ..
لَوَجَدنَاهُم بالألُوف إن لم يَكُونُوا بِالمَلايين .. وَلَو أحصَينَا عَدَد اللوَاتِي أضحِن عَوَانِس
وَفاتهُن قَطَار الزَّوجِيَّة وَأهمَلِن أنفُسهُن وَأوصَدِن عَلَيهُن أبوَابهِن .. لَوَجدنَاهُن كُـثُر ..
وَالسُّؤال هُوَ هَل يُمكِن أن نَقُول لمِثل هَؤلاء النَّفَر من النَّاس .. خَلاص إنتَهَى كُل شَيء ..
و ( رَاحَت عَلَيك )؟!
أقصُد ألَيسَ من المُمكِن أن نُعِيدُ النَّظَر فِي حَيَاتَنَا من جَدِيد وَنَفتَحُ صَفحَة جَدِيدَة بَيضَاء ..
عِنوَانهَا العَودَة إلَى الله .. دَستُورهَا لايَأسَ مَع الحَيَاه .. هَدَفُهَا الأمَل وَلاشَيءٍ سِوَاه؟!
ألايُمكِن مِمَن لم يُكمِلُ تَعلِيمَه أن يُوَاصِله عَن طَرِيق مَحو الأمِّيَّة فِي المَدَارِس الليلِيَّة؟!
الايُمكِن لِذَلك ( المُجرِم ) أن يُعِيد حِسَابَاته ..
وإن يُعَاهِدُ رَبّه لِيُصبِحُ بَذَرَة نَافِعَة للوَطَن .. وَيَعُود إلَى مَايُفتَرَض أن يَعُود إلَيه؟!
ألا يُمكِن لؤلئُكَ الَّذِينَ إنشَقـُّوا وَنَكَرُوا جَمِيل الوَطَن عَلَيهُم وَأصبَحُوا يُحَارِبُونه من بَعِيد ..
وَيَضمِرُونَ لَهُ الشَّر .. الايُمكِن أن يَعِيدُوا النَّظَر في أنفُسهُم؟!
ألايُمكِن لؤلَئِكَ الَّذِينَ أدمَنُوا الخَمر وَالمُخَدّرَات بِشَتَّى إنوَاعِهَا .. ألايُمكِن أن يَلجَاؤا ..
ومن تِلقَاءُ أنفُسهُم لإحدَى المَصَحَّات النَّفسِيَّة .. وَيَتَعَالَجُوا مِمَا إبتَلُوا فِيهِ بَدَل أن يَقُولُوا ..
خَلاص دُمِّرَت صحَّتُنَا وَإنتَهَت حَيَاتُنَا وَزُهِقَ كُل شَيء..
وَيُرَدّدُوا عِبَارَة ( رَاحَت عَلَيْك )؟!
حَتَّى تِلك الفَتَاة الَّتِي تَجَاوَزَت الثَّلاثِينَ رَبِيعَاً .. وَتَعتَقِدُ أنَّهَا كَبِرَت وفَاتُهَا قِطَارُ الزَّوجِيَّة ..
وَظَلَّت حَبِيسَة حُجرَتُهَا مُهمِلَة ُلِنَفسُهَا..بِإمكَانُهَا أن تُعِيدُ النَّظَر وَتَهتَمّ بِنَفسُهَا من جَدِيد ..
وَإن تنُشَارِك الآخرِينَ فِي مُنَاسِبَاتهُن وَأفرَاحهُن..عَلَى أمَل أن تَرَاهَا إحدَى كِبَار السُّن..
وَتَخطُبهَا لإبنِهَا أوقَرِيبهَا و ( رَاحَت عَلَيْك )؟!
/
/
إنتـَـــر