عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2010, 01:25 AM   رقم المشاركة : 8
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

تعودنا في طرحنا لموضوعاتنا فِي قِسم ( القَضَايَا السَّاخِنَة ) بالذَّات ان نكون موضوعيين

لا نفرق .. بين رجُل و ( إمرَأة ) وبعيدين عن التجريح الشخصي الذي لا يخدم قضية ..

حريصين كل الحرص على تلمُّس بعض الاشياء الدقيقة جداً والبسيطة في حياة الانسان..

تلك الاشياء التي لا ينتبهُ اليها رغم اهميتها ..

او انه ليس لديه من ينبهه اليها كمسألة التعميمات المجحفة بحق الآخرين ..

وتجاهل المشاعر الانسانية ..

وعدم تقدير الأحاسيس الصادقة والإلتفاتُ اليها حتى من اقرب الناس الى غير ذلك ..

من الأمور المهمة!!

ومن هذا المبدأ الذي قطعناه على أنفسنا سوف أتحدث بكُل شفافية أختي الأستاذه (العَرجَا)


عن اخطاء ( الرجل ) في مجتمعنا ومدى النظر اليها وهذا هو أسَاس موضُوعنا ..

وكيف ان افراد المجتمع في الكثير من تصرفاتهم يتركون الحبل على الغارب لـ ( الرجل )

يفعل ما يشاء وقت ما يشاء دون مساءلة بغض النظر عن الاسباب التي ادَّت به لذلك

وكيف يتعاملون مع تصرفاته بالمُدَارَاه والتـَّطنيش والسّكوت الذي قد يفهم منه تشجيعه

على ما يقوم به من اعمال غير منصفة .. ومباركته ايَّاها وربما امتد الأمر

لتماديه فيها لدرجة قد تؤثر على الآخرين ..

ممن لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة به وأقصُد الطرف الآخر ( المرأة ) تحديداً

او النساء بشكل عام .. ذلك الطرف الذي يجد نفسه في كثير من الأوقات ..

ورغماً عنه في مقارنة غير منصفة مع ( الرجل ) في تصرفاته مما يؤدي بهذه المرأة ..

لتصبح كبش فداء!!


بل والشماعة التي يعلق عليها ( الرجل ) اخطاءه كما قد ذكرتِ ..

اليس هذا هو ما يحدث في كثير من الأوقات ومع كثير من الرجال والنساء؟!

ارجو تصحيحي ان كنت مخطئاً أختي (العَرجَا) ونقول مقارنة غير عادلة لأنه في الوقت

الذي قد يصُول فيه الرجل ويجول كيفما شاء وبطريقة لا مسؤولة احياناً ..

في هذا الوقت بالذات !!

ينظر لتصرفات المرأة مهما كانت بسيطة ولرغباتها الشخصية مهما كانت بريئة

ومشروعة

ينظر اليها من قبل الكثير من ( الرجال ) على انها الخطيئة الكبرى التي لا تغتفر ..

ولا يجب ان تفكر بها مرة اخرى او تطالب بها وألاّ كان عقابها حرماناً وتضييق خناق ..

ونظرة دونية؟!

في الوقت الذي اعزها الاسلام ورفع من شأنها ومكانتها ولم يفرق بينها وبين ( الرجل )

الاّ في امور هو ادرى بها؟!

وتلك الاخطاء التي يجيزها ( الرجل ) ويحرِّمها على المرأة سواء كانت ابنته او اخته ..

او امه او زوجته

ليس هو السبب فيها .. بل هي نتيجة ترسبات اجتماعية تشربها منذ كان طفلاً صغيراً!!

منذ ان علمه والداه ان الابن افضل من البنت منذ ان رأى والديه يفضلان اخوته ..

على اخواته ؟!

دونما سبب منطقي منذ ان تعود ان يرى بنفسه صور التميز بين افراد الاسرة الواحدة

منذ ان شعر بالضُّوء الأخضر يعطى له من والديه لأن يكون هو المتحكم في اخواته ..

المسيِّر لتصرفاتهم .. الآمر الناهي فيما بينهم؟!

في الوقت الذي قد يكون اصغر منهن بكثير .. او انه لم يصل الى نصف ما وصلن اليه ..

من مراتب عالية ومراكز اجتماعية مرموقة او لا يكون له دور ايجابي في الاسرة أصلاً؟

بينما هذه المرأة امَّاً كانت ام زوجة .. اختاً كانت ام ابنة ليس من حقها حتى ان تبدي رأيها

او حتى تبرر؟!

اسباب تصرفاتها الطبيعية التي ترى غيرها ومن بنات جنسها يمارسنها دونما ضغوط تذكر

او قيود تفرض؟!

ومنبع الألم ان تصرفات المرأة تلك تقع ضمن دائرة المشروع المباح ..

ومع ذلك تعاتب عليها وتحاسب لدرجة تدعو للاسف ..

ولا اقصد بالضَّرب وان كان موجوداً لدى البعض

لكن صور تلك المحاسبة والعقاب عديدة ومتنوعة منها الاضطهاد النفسي المتكرر والنظرة المُبتَذَلَة

والتجاهل والشَّتم والإهانات اللفظية التي يَـنأى المسلم ان يتلفظ بها امام الآخرين ..

فما بالكِ امام اهله وأسرته .. وبالذات ( زِيجَتُه )؟!

ناهيك عن ممارسة اسلوب اللامبالاة بها .. وعدم الإنصاتُ اليها وتفهم ظروفها ..

وحرمانها من ابسط حقوقها الانسانية .. او تجاهلها في دخوله للمنزل وخروجه منه ..

وكأنها قطعة اثاث ..

هذا بالاضافة لحرمانها من الخروج او الزيارات ونحوها رغم انها لا تذهب لوحدها؟!

نحن والحقُ يُقَال نشجع ان يتابع الانسان اهله ويراقب تصرفاتهن من قريب وبعيد بل اننا في حاجة ماسة

لمثل هذه الإحترازات الضرورية .. وبالذات في مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه !!

ولكننا اليوم اكثر احتياجاً لأن نوجد الثقة فيما بيننا وزيجاتنا .. لأن نزرعها بداخل من نحب ..

لأن نشعرها بإحترامنا لها وتقديرنا لشخصيتها وذاتها..بحاجة لنوع معين من الصداقة بيننا وبين زيجاتنَا!!

نعم!!

نحنُ معشر ( الرجال ) بحاجة اليوم بالذات .. لأن نشعر اولئك ( الزيجَات ) اللواتي يعيشون معنا ..

وأولئك الللواتِي نتعامل معهن بإننا قريبون منهن .. وان ما نقدمه لهن ليس من باب التفضُّل او المنة ..

او حتى المجاملة؟!

ولكن لأنهن يعنين لنا الود .. واننا نريد ان نراهن سعيدات .. لأن سعادتهن من سعادتنا وألمهن من ألمنا

نحن بحاجة لأن نفهمهن ان ما نقوم به تجاههم .. انما هو واجب يمليه علينا ديننا الحنيف قبل كل شيء؟!

ذلك الدين الذي اوصانا بالمعاملة الحسنة .. والابتسامة الطيبة والتسامح وقت الغضب والعفو عند المقدرة

حتى بأبعد الناس فكيف باقربهم منا ..كيف بـ ( زِيجَاتنا )؟!

نحن لا نود ان نقول ذلك ولكن تصرفات بعض ( الرجال ) وأرجو ان اكون مخطئاً!!

عليها الكثير من المآخذ وبالذات فيما يتعلق بالنظرة تجاه المرأة وكيفية التعامل معها بل حتى في النظر ..

لما تفكر به هي شخصياً او فيما تكتبه من كتابات شخصية خاصة بها إذ يجب ان تبقى حبيسة الأدراج

ان لم يكن حبيسة الصدور؟!

والبعض حينما تسأله عن تصرفاته الفظـَّة مع اهله .. وتحديدا مع ( زيجته ) ..

او حينما يسأل من قبل اهل بيته هو شخصيا يقول وبكل ثقة الرجال قوامون على النساء ..

دون ان يكمل الآية التي تقول ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا ..

من أموالهم )!!

فهل مثل هؤلاء الرجال وهم يستشهدون بهذه الآية يدركون معناها ومغزاها هل هم فعلا ينفقون على اهلهم

بما امر الله وبما يقرّه الشرع .. ام اننا نأخذ ما يتوافق مع رغباتنا واهوائنا فقط؟!

يا سبحان الله .. هل هذا هو مفهوم القوامة لديهم .. هل هو التسلُّط .. هل هو التبعية ..هل هو فرض

ما نريده بالقول وعلى انسان وصينا به خيراً وهو الزوجة؟!

ومن المؤسف حقاً ان يسيء البعض مفهومًا ربانياً وأوامر الهية على غاية كبيرة من الاهمية والعمق ..

وان يوظف ما يريد على نحو يخدم مصالحه الذاتية واغراضه الشخصية؟!

هذه الوصاية التي في ايدينا .. وتلك الامانة التي في اعناقنا تجاه ( الزوجَة ) لا تعني بأي حال من الاحوال

قفل الباب امامها وهضمها حقوقها؟!

لا تعني ان نجيز لأنفسنا ما نحرمه عليها .. لا تعني استمتاعنا بالحياة وحرمانها منها؟!

صحيح انه قد يكون هناك ( تجاوزات ) منها في بعض الامور .. ولكن من منا معصوم من الخطأ؟!

وهناك ضوابط دقيقة حددها الشرع قبل ان نحددها نحن بني البشر .. هناك اسلوب انساني في التعامل معها

يفهمه كل بني البشر ..هناك دموع ما زالت محبوسة في مآقي المقهورات من بعض ( الرجال )..

يفترض الاّ تظل كذلك والى الابد .. هناك ابتسامات ما زال مفروض عليها حظر الخروج والتجول ..

والتعبير عن نفسها؟!

و ينبغي ان يسمح لها بالخروج كي ترى النور .. بل هناك مشاعر مكبوتة في الاعماق تريد من يسمعها

من يصغي اليها .. من يقول لها كفاكِ عيشاً في الظلام؟!

خذي مثلاً أختي ( العَرجَا ) هذا إن شِئتِ!!

مسألة مكابرة ( الرجل ) المستمرة وعدم اعترافه بالخطأ المتكرر منه او رغبته في الاعتذار ومبادرته اليه

من تلقاء نفسه رغم ان ذلك لا يكلفه شيئاً كثيراً .. بل على العكس يزيد احترام ( زيجته ) له ..

ويرفع قيمته لديها؟!

وهذه الاخطاء التي يرتكبها ( الرجل ) وبصفة متكررة وأحياناً بتعمد .. لا يمكن مواجهتها ..

وبالذات من قبل المرأة اياً كان وضعها الاجتماعي .. واذا كنت شاطراً فحاول الاعتراض او المواجهة

قد تستطيع ذلك ولكنك سوف تتعب سوف تصاب بالقهر .. سوف تشعر انك لا شيء ..

سوف تشعر انك وصلت معها لطريق مسدود .. والسبب بسيط جداً لأنك في موضع الضُّعف ..

وهي في موقع القوة لأن النظرة لك تختلف عن النظرة اليها .. لأنك بمفردك بينما الجميع معها !!

قد اكون مبالغاً ولكن أليست تلك هي الحقيقة؟!