عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-2011, 10:02 PM   رقم المشاركة : 1
قلب من ذهب
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية قلب من ذهب
 





قلب من ذهب غير متصل

’’’ هــــل تحبنــــي ....؟ ’’’’’

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أضنه الشوق جعلني لهذا القسم ابتكر أو اكتب بطريقة مختلفة لأني أحب أن أغير
الطريقة التي استخدمها أحياناً ليس لشيء ولكن لكسر الروتين المستمر ووضع الشيء في حلة جديدة ليتناولها القارئ بلهفة وتشويق مراعياً تفاصيلها وأحوالها وظروفها ووضع حلول من أعماقه وكل هذا لأنه استطاع أن يقرأ الموضوع بلهفة ...
سوف اسرد لكم قصة تحت عيني وقعت ولأنها تهم مجتمعي أحببت أن اعرضها أمامكم ولثقتي بأقلامكم العظيمة وعقولكم النيرة أخذتني الجرأة أن أقول لكم أني أحبكم وهذا الحب أضنه الاحترام الذي جمعني بكم فهناك من لا يفرق بين الحب والاحترام او أضنه يخلط بعضها ببعض أو يفسرها على هواه في معظم الأحيان ؟

تعودت معلمة اللغة الإنجليزية الأربعينية ماريا أن تتعامل مع طلابها كأبنائها تأكل معهم وتقرأ معهم وتصفق لهم وتضحك معهم كانت تفعل كل ذلك مع طلابها وأكثر لكن كان زميلنا خالد القادم لتوه من المملكة يصر على أنها تكن له مشاعر خاصة فقد كان يعتقد أنها وجدت فيه ضالتها المنشودة فهو يزعم أنه يقرأ العيون وعيناها تمتلئ ولعاً وإعجاباً به وبلونه وبخصاله البدوية ؟

ولا أنسى عندما جاء خالد إلى شقتي دافعاً صدره إلى الأمام وبيده بطاقة بريدية تعج بالورود تلقاها من ماريا حيث كانت تقضي إجازتها في إسبانيا وكتبت فيها : تمنيت أن تكون معنا الرحلة ممتعة والأجواء خلابة وقبل أن يدعني أكمل الرسالة قال لي ووجهه يكتظ بابتسامة واسعة : ألم أقل لك : أنها تحبني ؟! حينها أخرجت من حقيبتي بطاقة بريدية باسمي تلقيتها من السيدة ماريا التي أرسلت مثلها لكل طلابها مما بدد أحلامه وأوهامه .

تذكرت قصة خالد وأنا أجلس أمام مكتب الاستقبال في إحدى المستشفيات الخاصة عندما قطع حبل أفكاري أحدهم وسألني بصوت خفيض من دون مقدمات أو سابق معرفة ( هل موظفة الاستقبال تطالعني ؟ ) أجبته مازحاً بكل تأكيد ولم أكن أعلم مطلقاً أن جملة قصيرة ستهز هذا الشاب فمنذ أن أجبته وهو يركض في أروقة المستشفى دون هدف كعداء خائب يتحرك بقلق ويتصبب عرقاً ولم يذب ويختف إلا عندما اندلعت الموظفة صراخاً في وجهه بعد أن عرض عليها رقم هاتفه الجوال قائلة : أنت جئت هنا لتغازل أم لتعالج ؟!

وفي المستشفى نفسه شاهدت كيف توتر سعودي وهو يشرح حالته لممرضة مواطنة وكان يتكلم معها وهو يدير ظهره لها كان يتأتئ كأنه طفل يتكلم لأول مرة فلم تدعه الممرضة يواصل إذ استنجدت بممرض فلبيني لينقذها أيضاً مازلت أذكر جيداً ارتباكي أمام أول زميلة سعودية أعمل معها هل أبتسم وأنا أتحدث معها لأبدو طبيعياً أم أتجهم لأظهر غليظاً ؟ لا أعلم كيف سار اللقاء ولكن أدرك أنه يصلح ليكون مشهداً كوميدياً .

علاقة ملتبسة بين الرجل السعودي والمرأة تبرز خلال أي لقاء أو عمل يجمعهما واقعيا أو افتراضيا . لم يعد بإمكان أي منا التحكم في تمدد تواصل الرجل والمرأة وعملهما معاً .فهذه العلاقة تأخذ منحى تصاعدياً شئنا أم أبينا وليس بوسعنا إزاء ذلك سوى تطوير هذه العلاقة وتهذيبها والعمل على تأسيس مستقبل صحي لها يكفل حفظ كرامة الطرفين فاستمرار هذه العلاقة على هذا النحو المشوش سيدعو الكثير من الأسر للتمسك برأيها حيال عدم السماح لبناتهم بالعمل في أماكن يتداخلن فيها مع رجال فالكثير من شبابنا لا يفتؤون يرددون في الداخل على مسامعنا ماردده خالد في أمريكا ( ألم أقل لك : إنها تحبني أو أكيد تحبني ) عندما تبتسم أمامهم زميلة أو ممرضة أو مندوبة مبيعات أو حتى عاملة منزلية كما لا يتوانى الكثير من الشباب عن التعليق مع بعضهم على هيئات زميلاتهم في العمل إيجاباً وسلباً مما يدفع المعلقين والمستمعين على حد سواء للتفكير غير مرة قبل الموافقة على التحاق شقيقاتهم وبناتهم في وظيفة قد يمر بمحاذاتها رجل يؤذي إحداهن بكلمات من أمامها أو من خلفها هذا العزوف الجماعي أسهم في ترهل البطالة وشيوع الإحباط وغياب المرأة عن أمكنة جديرة بها ...؟؟


أخيراً ...
علينا أن نزرع في رأس كل يافع أن المرأة التي تقوم بتطبيبه وبتمريضه وبتدريسه وبالعمل معه أكيد لا تحبه لكنها تحترمه ومن المفترض أن يقابل هذا الاحترام باحترام يدفع مجتمعنا إلى الأمام .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

إن أعظم آلم في الحياة حينما يبدو لك

أن الشخص الوحيد الذي يهتم لأمرك

هو أنت ...؟