عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-2011, 10:31 AM   رقم المشاركة : 959
●MŭhâMmāĐ●
( مشرف عالم الجوال والرياضة )
 
الصورة الرمزية ●MŭhâMmāĐ●


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


من ذبح الهلال ..؟

محمد بينس

..القاعدة الفنية تؤكد أن كل مدرب يفوز يظل بعيدا عن الإنتقاد ..ويفوز أيضا ..ثم يفوز .يحرز لقبين ..وبهذا يظل محصنا من أي انتقاد يمس قناعته التقنية والتكتيكية ..


..وعندما كان الهلال يفوز ويمتع أحيانا لم أشأ أن أناقش كالديرون أخطاءه الأخرى ..رغم اختلافي معه ..بل ومعارضتي الصارخة لوجوده أصلا على رأس الطاقم التقني للهلال ..لقناعتي دوما أن المدرب اللاتيني فقير جدا فنيا مقارنة بالمدرب الأوروبي ..

..وسأكرر ما أشرت إليه سابقا ..في كرة القدم توجد مدرستان للعب فقط .. والباقي كله أساليب لعب ..هما المدرسة الأنجلوساكسونية والمدرسة اللاتينية ..كما أن فرنسا طرحت بعد مونديال 1998 م طريقة أخرى سماها الخبراء – الميكساج – وهي المزج بين لعب المدرستين مع متغيرات تكتيكية تكاد تكون أساسية ..
..ولعل البعض سيذكرني بتفوق البرازيل والأرجنتين والإسبان مؤخرا وجميعهم يمارسون كرة لاتينية .. وعلى مستوى الأندية الآن برشلونة الذي يكتسح الأخضر واليابس ..
وهذا صحيح لكن شرطه الأساسي قاسي جدا ..هو وجود فنانين وليس لاعبين عاديين أو حتى جيدين ..بل أن آخر كأس للعالم فازت به البرازيل مع ساكي ..ناله المدرب بتركيزه على اللياقة البدنية وأسمنة الدفاع والوسط الدفاعي على الطريقة الأوروبية .. على أن تفوق برشلونة ليس باللعب اللاتيني وحده ولكن بتوظيف اللعب القصير من أجل إمتلاك الكرة والسيطرة على المساحات وأيضا باستعادة الكرة بسرعة كبيرة جدا ..إضافة إلى تشكيلة من اللاعبين الفنانين ..

..والمدرب كما يقول فيلسوف المدربين اللاتين مينوتي...كالخياط ..يفصل الثوب حسب طول وحجم الرجل ..سمين .. نحيف ..قصير .. طويل وهذا هو المدرب الأوروبي لأنه مؤهل علميا ليعرف ذلك و أكثر ..وينجح كثيرا .. حتى لو لم تتوفر تشكيلة فريقه كلها أو جلها على الفنانين ..

.. وكالديرون في لقاء الإتحاد الأخير أكد أنه يفتقد للذكاء التقني والتكتيكي ..لأنه حول تدريجيا الروماني رادوي إلى صانع لعب و قائد للفريق ..فكل الكرات تمرر له .. وأصبح الاعتماد عليه كثيرا إن لم أقل كليا في تحريك وثيرة لعب الفريق . بينما هو أتى للهلال وتألق في مركزه كرجل وسط ميدان دفاعي ..يقدم أحيانا بعض الإجتهادات ..وفقط ذلك .. لكنه يستحيل أن يكون قائدا للعب أو صانع لعب ..
..كما أن تركيبة الوسط جندها بشكل يأخذ الأولوية للدفاع ..ويا ليته فعل ذلك ولعب بفكر أو بنمط دفاعي ..لما حدث كل هذا الإنكسار للهلال .. لأن ديميتري ولو أعدنا كل المباريات يلعب على المضادات الهجومية ويعتمد على ذكاء نور أو غيره من المتميزين المهاجمين في إتخاذ قرار الإقتحام والتسديد ..فقط ذلك ..

ويعرف كالديرون أن المحياني بقامته المتوسطة يستحيل أن يهدد مرمى الإتحاد لوحده .. ولابد من مهاجم قوي بجانبه ينزل له الكرات أو يوسع له المساحات .. بجر المدافعين وفك المراقبة الصارمة على فضاءات اللعب قرب أو داخل مربع ال 18 مترا ..

..وحتى وأن البعض أشار إلى أن لاعبي الهلال أصيبوا بالإرهاق نتيجة لعب متواصل لعشرة شهور وأكثر ..فهل كالديرون لا يعرف أن هبوطا ما سيحدث في الطراوة البدنية ..في تجمد إبداع اللاعبين عند وصولهم لمرحلة التكرار والروتين ..؟

إذا كان كالديرون لا يعرف هذا فهذه طامة ..و إذا كان يعرف ولم يجد حلا أو تصرفا فهي طامة كبرى ..وعذر أقبح من ذنب ..لأنه في هذه الحالة هناك تدبير عند المدربين إسمه اللعب باقتصاد .. وبقتل إيقاع اللعب ..وخفضه لدرجة المواجهة بالسلوموشن .. وأن تجري الكرة أكثر بكثير من اللاعب –وهذا موضوع آخر - .. ولكن كالديرون فتح اللعب وهاجم ..وضغط وأنهك كل مدخرات لاعبيه البدنية والتقنية فكانت النتيجة أنه تلقى أهدافا ..وأنه كان لابد في هذه الحالة أن يرتكب اللاعبون الأخطاء .. في التمرير ..في التواصل مع اللعب ..وفي الأخطاء الأخرى ..كضربة جزاء يونغ بيو وخطأ التوقيت لعبد اللطيف الغنام ..وللغنام عذر وهو نقص القتالية والعراكية لأنه عائد من إصابة وينقصه خوض المباريات التي بها يكتسب اللاعب عراكيته وقاليته ..

..وكثيرا ما أستغرب عندما يناقش البعض مسألة روح اللعب والحماسة والإرادة لدى اللاعبين و يحملون مسؤولياتها لإدارة الفريق ورئيسه ومدير النادي الفني ..لأن أي مدرب أوروبي يدرس سنة كاملة لمادة البيداغوجيا .. وكيف يهئ المدرب لاعبيه نفسيا قبل ووسط وأثناء وبعد المباراة ..و كيف يتعامل مع لاعبيه فردا فردا ..حسب الحالات المطروحة ..

..عندما جاء الأوروبي الروماني كوزمين تغير الهلال ..وعندما جاء الأوروبي البلجيكي غريتيس أمتع الهلال ..وأعتقد أن كالديرون لعب بما وجد غريتيس قد هيأه ..وتحول إلى متفرج عندما تطلب الأمر أن يستعمل قناعاته التقنية والتكتيكية .. فكان الإفلاس الفني ..


آخر الكلام ..
..سأتغلب على كل جرح وجداني بالصوم ..لأن ما فعله كالديرون بالهلال ..أنه وزع الشجن والقبح على كل قلوب عشاق الأزرق وضمن عمليات القلب المفتوح ..

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة