عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-2011, 11:29 PM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
► التاريخ الإسلامي الهجري‎



التاريخ الإسلامي الهجري


الحمد لله رب العالمين، والصـلاة والسـلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعـد..

إنه من المؤسف حقا أن يعدل المسلمون أكثرهم اليوم عن التاريخ الإسلامي الهجري إلى تاريخ النصارى الميلادي الذي لا يمت إلى دينهم بصلة ولئن كان بعضهم شبهة من العذر حين استعمر بلادهم النصارى وأرغموهم على أن يتناسوا تاريخهم الإسلامي الهجري فليس لهم الآن أي عذر في البقاء على تاريخ النصارى الميلادي وقد أزال الله عنهم كابوس المستعمرين وظلمهم وغشمهم.




قال الله تعالى..إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ...). (التوبة



اليوم استقبلنا عاما إسلاميا هجريا جديدا، ابتداء عقد سنواته من أجل مناسبة في الإسلام ألا وهي هجرة النبي التي ابتدأ بها تكوين الأمة الإسلامية في بلد إسلامي يحكمه المسلمون.




ولم يكن التاريخ السنوي معمولا به في أول الإسلام حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب ، ففي السنة الثالثة

أو الرابعة من خلافته ..سنة ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة..كتب إليه أبو موسى الأشعري .."إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ".




فجمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم ، فيقال إن بعضهم قال..أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده..، فكره الصاحبة ذلك، فقال بعضهم..أرخوا بتاريخ الروم..فكرهوا ذلك أيضا، فقال بعضهم..أرخوا من مولد النبي .؛ وقال آخرون..من مبعثه..وقال آخرون..من مهاجره.، فقال عمر..الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها فأرخوا من الهجرة ..واتفقوا على ذلك.




ثم تشاوروا، من أي شهر يبدئون السنة؟ فقال بعضهم..من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي مهاجرا إلى المدينة وقال بعضهم..من رمضان لأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن واتفق رأي عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على ترجيح البداءة بالمحرم لأنه شهر حرام ويلي ذي الحجة الذي فيه أداء الناس حجتهم الذي به تمام أركان الإسلام لأن الحج آخر ما فرض من الأركان الخمسة ثم أنه يلي الشهر الذي بايع فيه النبي الأنصار على الهجرة وتلك المبايعة من مقدمات الهجرة فكان أولى الشهور بالأولية شهر المحرم..




أما بالنسبة لتسميـة الشهـور، فالمحرم سمى المحرم لأن العرب كان يحرمون القتال فيه، وصفر سمي صفراً لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع ، وشهر ربيع الأول لأن العرب كانوا يرتبعون فيه أي لرعيهم فيه العشب فسمى ربيعاً، وجمادى لجمود الماء فيه، ورجب سمي رجباً لترجيبهم الرماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وشعبان لأنه شعب بين رمضان ورجب، ورمضان لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه، وشوال لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت، وذو القعدة سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو لا يطلبون كلأًً ولا ميرة، وذو الحجة سمي ذا الحجة لأنهم يحجون فيه.




قال تعالى..إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..فمن هذه الأشهر التي ذكرها الله في كتابه أربعة حُـرم، ثلاثة منها متوالية وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والرابع منها مفرد وهو رجب بين جمادى وشعبان. قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع..أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ..ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)).




وسميت هذه الأشهر الأربعةُ حرماً لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها، روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس ..رضي الله عنهما..قال ...اختص الله تعالى أربعة أشهر جعلهن حرماً وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيها أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم، وخصّ الله تعالى الأربعة الأشهر الحُرُم بالذكر, ونهى عن الظلم فيها بقوله سبحانه ..فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أنفسكم..تشريفاً لها، وإن كان الظلم منهيّاً عنه في كل الزمان. والمقصود بقوله تعالى ..(فلا تظلموا فيهن أنفسكم..أن لا تظلموا فيهن أنفسكم بالقتال, ولا تظلموا فيهنّ أنفسكم بارتكاب الذنوب والآثام.










التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة