عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2012, 10:20 PM   رقم المشاركة : 2
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

الحياة التي نحياها ونتشبث بها .. ليست الاّ مجموعة من الامانِ والأحلام والرغبات

والطموحات التي نعيش على امل تحقيقها ..

وليست الاّ مجموعة من التصورات والتخيلات .. لما نتمني ان تكون حياتنا عليه ..

تلك التخيلات الجميلة .. التي نتخيل انفسنا وقد اصبحت جزءاً لايتجزأ منا ..

هذا الجانب الذي نتمناه بالطبع هو ( مَتَى نَشعُر بِالرَّاحَة ) كَمَا جَاءَ فِي عِنوَان مَوضُوعكِ؟!

ذلك الجانب من(الرَّاحَة)الذي يعني الامل والتفاؤل والإشراق والخلود في السعادة التي ننشدها

تلك هي التخيلات الجميلة .. التي يتمنى ان يعيشها كل منا بجمالها الاخاذ .. بطعمها اللذيذ ..

ومواقفها الرائعة التي لاتنسى؟!

ولكنكِ احياناً من الصعب عليكِ تخيل امور لاتتصوري ان تحدث لكِ في يوم من الايام؟!

او ان تكوني انتِ طرفاً فيها .. لأن الحياة حينئذٍ تكون قاسية ومؤلمة .. إن لم تكن مستحيلة ..

لدى البعض منا وان شئتِ ان تعرفي ما أقصده.. ما أرمِ اليه.. فما عليكِ سوى تخيُّل المواقف


والصور الآتية؟!

تخيّل نفسكِ من دون ( رَاحَة ) بسيطة تحلمي بها ..

ولو بعد فترة من سنِي عمركِ .. من دون بصيص ضُوء

قادم ولو من بعيد .. ولو من نافذة صغيرة جداً .. تري العالم من خلالها؟!

تخيّلي نفسكِ مجرّدة .. حتى من ( الرَّاحَة ) في الأحلام الوردية .. والأمَانِ الشرعيَّة ..

التي لاتضر أو تسيء لأحد؟!

تخيلي نفسكِ محرومة حتى من الاطمئنان على ( رَاحَة ) اعز الناس لقلبكِ .. أقربهم لنفسكِ ..

بل توأم روحكِ؟!

تخيلي شعوركِ وأنتِ تعطي وعداً قاطعاً على نفسكِ بأن تنسي كل الاشياء المقلقة في حياتكِ

أن تدوسي على قلبكِ .. لمجرد ان تـُرضي غيركِ .. لمجرد أن الظروف تجبركِ على ذلك؟!

تخيلي احساسكِ .. وأنتِ مطلوب منكِ .. ان ( ترتاحِي ) وأن تمثلي دور ( الرَّاحَة ) ..

بينما انتِ في قمة الاحباط .. قمة التَّعاسَة؟!

بل تخيلي نفسكِ وأنتِ تقدمي كل شيء لغيركِ .. وتساعدي من حولكِ .. كي تـُريحي ضَميركِ ..

واذا بكِ لاتري منهم سوى النكران .. سِوَى الجحود؟!

وتخيلي نفسكِ من دون أمل .. من دون تفاؤل .. من دون الإحساس بـ ( الرَّاحَة ) والرغبة فيها

ومن دون هذا كله .. فكيف يمكن ان تعيشي .. كيف يمكن ان تتفاعلي مع من هم حولكِ ..

كيف يمكن للأشياء والأشخاص .. بل كيف يمكن أن يكون مستوى عطائكِ؟!

شعور فظيع لايحتمل ولايمكن تصوره .. أليس كذلك؟!

ولكن هكذا نحن حينما نخسر اجمل شيء في حياتنا .. حينما يضيع منا اغلى مافي ايدينا ..

حينما تسود الدنيا في وجوهنا وهكذا نحن حينما نفقد الامل فإننا لانرى من العالم المحيط بنا

سوى مايحزننا لأنه عالم مظلم في نظرنا؟!

هكذا نحن حينما لايكون لدينا تفاؤل .. نفقد الاحساس بكل شيء جميل في حياتنا ..

ولانفكر سوى في الاشياء القاتمة التي تعكر علينا صفو حياتنا؟!

هكذا نحن حينما نشعر اننا وحيدو زماننا رغم ان العالم يعج حولنا بالناس؟!

بل هكذا نحن حينما نعيش في جو محبط لانعود نثق بأي انسان لأن الكل في نظرنا لايستحق

اهتمامنا؟!

وهكذا نحن حينما تكون خيبات الامل المتتالية جزءاً لايتجزأ من حياتنا ..

لا نعود نفكر سوى في ان نعيش لمجرد الحياة فقط .. اما ان نحلم بـ ( الرَّاحَة )

فهذا آخر شيء نفكر فيه .. لأن كل شيء جميل قُتل فينا؟!

ولكن تخيلي والآن .. حينما يكون الوضع مختلفا تماماً بالنسبة لك،ِ ..حينما تكون الامور

اجمل من تلك التخيلات المزعجة .. فكيف ستكون حياتكِ عندئذٍ؟!

وماهي مشاعركِ وأحاسيسكِ حينها .. لاشك انها سوف تكون رائعة بل اروع مما تتخيلي؟!

تخيلي الآن حينما تضعي رأسكِ على وسادة نومكِ وأنتِ تنتظري صباح اليوم التالي ..

لأن هناك شيئا جميلاً ومهما ينتظركِ.. كيف سيكون هذا الغد وماذا سيعني بالنسبة لكِ؟

تخيلي نفسكِ وأنتِ تخلدي للنوم بشعور مريح لأن الله راضٍ عنكِ بشعور ينم عن الرضى

النفسي لأنكِ لم تحقدي على انسان او تتحاملي عليه .. او انكِ أسأتِ اليه؟!

بل تخيلي نفسكِ وأنتِ تسمعي دعوات غيركِ الصادقة لكِ لأنكِ موضع حُب وتقدير واحترام؟!

من المؤكد ان الله خلقنا في هذه الحياة لغاية نبيلة..غاية سامية..غاية خيرية هي عبادته

لكن هذا لايمنع ان نجرد انفسنا من كل شيء جميل او حلم رائع لايتعارض مع ما خلقنا من

اجله؟!

إذاً هيَّا لنتذكر انه لم يتبق لنا بهذا الزمن سوى ان نحلم بـ(الرَّاحَة) وليس من حق اي انسان

ان يحرمنا من هذه ( الرَّاحَة) لأن هذه (الرَّاحَة) الجميلة البريئة المشروعة هي ما يعطينا الامل

في الغد؟!