عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2012, 05:46 AM   رقم المشاركة : 1
ملكة الخواطر
( شاعرة )
 
الصورة الرمزية ملكة الخواطر
عـــاشـــق 0 دمـــشـــق

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا0000فيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا
؟ حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍ0000على ذراعي، ولا تستوضحي السبا
ا أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ0000أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذ
با يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها0000فمسحي عن جبيني الحزن والتعب
ا وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي0000وأرجعي الحبر والطبشور والكتب
ا تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها0000وكم تركت عليها ذكريات صـب
ا وكم رسمت على جدرانها صـوراً0000وكم كسرت على أدراجـها لعب
ا أتيت من رحم الأحزان... يا وطني0000أقبل الأرض والأبـواب والشـهب
ا حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا0000فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها0000ومن دموعي سقيت البحر والسحب
ا فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً0000و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـب
ا هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي0000لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغترب
ا فلا قميص من القمصـان ألبسـه0000إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه0000وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ0000وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهب
ا فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ0000زهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلب
ا وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه0000فـيرجف القبـر من زواره غـضب
ا يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه0000ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـب
ا يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟0000فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـب
ا دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي0000أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
أدمـت سياط حزيران ظهورهم0000فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا0000متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً0000وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً0000تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا.
. هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني0000عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ0000يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟0000ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثةً0000عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا.
. تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا0000من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته0000فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ0000قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته0000وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي0000على العصـور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ0000أستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟0000حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ0000قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه0000ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعه0000ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي0000من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها0000نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا
لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره0000ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

للشاعر المراءه نزار قباني






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة