عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2012, 07:55 AM   رقم المشاركة : 1
الناي العبد الله
( مشرف الابداعات الادبيه )
 
الصورة الرمزية الناي العبد الله
رشفة كانت عالقةٌ في طرف شفتيك






من بين ذاكرة الفجر الممتد في أحداق السراب
أرتحل إليكِ وبيدي انكسارات رحيلك
وبقاياكِ المتناثرة في أجزائي
وأنا مازلت في خمره عشقكِ
أضرب كؤوس هواك كيف لا
وأنتِ نبيذي الأحمر
الذي سأودع أخر قطراتهِ كما بدأت أولها
برشفة تظل تطوف في فمي ما بقى الدهر
و قافلتها تسير بلذة تبلل ريقي كلما جف
في مسافات الاشتياق والحنين إليكِ
فخذيني قطرة حب
معلقةٌ في طرف كأسكِ
تتفرع كالأغصان فوق عروقك فتتشرب منكِ
بصمت في غمرة المساء الذي
قسمت ثوانيه ِحانات في شرايينكِ
أقيم فيها ليالي
لا يقف تنهيدها فوق كفي أعلق فيها أعمدةٌ من كؤوس
تحمل أنفاسكِ نوراً تحوم حولهُ فراشات قلبي
.
.
لتتراقص على طرف جناحيها
حاملةٌ طرف أصبعكِ
وتراً أعزف بهِ في قيثارة الليل
ليمتد نوراً بمد بصرك
فـ لا تري أحداً في ملكوت الليل سواي
لنمد جسدينا على ضفاف نهراً شُق من وسط نبضي
حاملاً مراكب ترتفع أشرعتها
بعناقيد شوقكِ
لتتمايل كلما احتضنتها غيمات دفئي
فتعتصرها خمراً شهيًا يسقي مواسم شوقي
فخذيني لعمرك عمراً
لا تنتهي أيامهُ فيكِ
ولروحك أنفاس
لا تهدأ شهقاتها المغموسة في رئتي
فخذيني وضعيني ورداُ بين مساماتكِ
تقطفينها كلما أشتقتي لعطري
خذيني كـ كل الأحلام المؤجلة
في دفاتر الغيم وفي الأقلام التي سُطرت بها
سُطور حبلى بمطر الاشتياق
.
.
خذيني جسداً عاري تكسيهِ من قلبكِ
وتلصقيهِ في جسدك
بخيوطًا سُلت من نبضكِ
لا يعرى أبداً إلا عندما يشدُ رحال الهوى إليكِ
يا من عانقتِ النبيذ في غيمات هواي
وأسقطي مطرهُ بداخلي
فتعالي إلي وحنكي أطفال عشقي
الذين تركتهم أعوام في رحمك يستسقون
من فرات دمكِ وأنا أقبلهم كل فجراً
ليأتوا بصرخات هواكِ بداخلي
لـ يُعيدوا إلي كل الثواني
التي ضاجعنا الشوق فيها
عند أخر رشفة كانت عالقةٌ في طرف شفتيك
وكنتُ أنا المتزمل فيها العاشق الهائم
المتصوف المرتل
بتمتماتكِ المتسربل فيها
المتموسق في سكرات هواك
.
.
كيف لا وأنتِ من جعلتِ عينيكِ مرآتي
التي تشبعت من ظلال ملامحكِ
وأنتِ فجري
الذي تتوضأ فيهِ أضلوعي
لتقيم طقوس الهوى
في محرابك طُهراً
ومسائي الذي يشعل قنديلهُ
بين خصلات شعرك
لتوقد شمعات السهد
فوق وسادات تحكي قصائد الهوى للقمر
وتأخذ من ضوئه قبسًا
لتضيء ليلي الذي تتقلص فيهِ وتتمدد خلاياي
فتوشم أسمي في كل زاويةٌ في جسدكِ
.
.
ألا تعلمي أنك حكاية الغيم التي حملتني
من جُزر ولد فيها الشوق
إلى أخرى تحمل الحنين
وأنكِ تلك الحروف
التي أشتهي قراءتها وأحتفظ بها
في فمي حتى تبتل بماء حبي
فينبت ربيعها
وأنك ألف ليلةٌ قطعت فيها أنفاسي
وجندت لها جيوش من الأنفاس
لتصل إلى قصرُ عينيكِ ولم تستطع
وأنكِ وطني الذي
رفعت لهُ رايات الولاء والقسم
و علمتني كيف أخوض معارك
العشق فوق جبينكِ لـ أقبلهُ انتصار
وعلمتني كيف تقاس مسافات الاشتياق
بين سلسال عنقك ونهاية عقدكِ
وألم تعلمي بعد أنكِ أنثاي
.
.
التي أمتطي من أجلها صهوة الأيام
وأتسابق في باحة صدرك
حتى أعتلي قمم الشوق فيها
وأنني لجمت كلمات العاشقين من أجلكِ
وحفرت كلماتي فوق السماء
ودونت تاريخ عشقكِ في شقوق الذكريات
وأحطها بزجاج يحفظ دفئها
يامن رججتي كأس نبيذكِ
وافقتني من غيبوبة العناق
لـتغمسيني من جديد في قوالب ثلجك لتسكريني
وتذيبيني بحرارة لقاءكِ
وأنزلي أخر القطرات
برفق ولين على شفتي
حتى أمتص جزيئاتها بكل لذتكِ ودفئكِ
فربما تتخدر كل أجزائي
لا تفيقها حتى قطرة وداعكِ
فكيف العيش دون أن تتمدد رئتي من أنفاسكِ
ويبزغ فجري دون أهدابك
وكيف تقفز الثواني
دون أن تعبر جسر قبلاتكِ
وتتكئ على ظلال أوداجك
وكيف يتخالط المساء دون أوتار همساتك
فلا تفرغي كأس نبيذكِ
واتركيني في أخر قطراتهِ أرتوي
وأنقش سكرة حبك في أقداح عيني
بحنائك التي لامستها
منذ أن صافحت يديكِ
وأصبحت أصابعي مرازيب شوق لكِ
تسقي أرض حبكِ
وتقطف ثمارها كؤوسًا من شفتيكِ
وأنا في أخر رشفاتكِ
أغتسل بين الوداع والحنين


بقلم النــــــاي في
4\7\2012






آخر تعديل الناي العبد الله يوم 05-07-2012 في 08:31 AM.