عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2012, 05:18 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر :

يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية !


ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا " النجاح " ،


بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع


على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ،


رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه! ..



ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل "


فقد إصيب بالإحباط ، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم .


الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ،


مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة .


وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع ..


فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات .


حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة .. وعاش حياته برضى وقناعة


ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية



في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟


هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجها ؟


أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ،


وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟!


لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول ..


و لو كنت مكان الثاني " الفاشل


" لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان ، .. " فشلي "



إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ،


أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان .



قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ،


وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك ، قل الحمد لله ..


فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر الله بها خطاياك ،


وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله ؟




تتقدم لطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها ، قل الحمد لله ..


فعمل ٌ أفضل منه ينتظرك ، وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك


فيه أطيب خلقاً ، أو تجد فيه صحبة طيبة ، أو يكون محل العمل أكثر قرباً


لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله ؟



تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها ،


فتعترض أمورك عوائق ، قل الحمد لله ...


فزوجتك الصالحة تتنظرك ، لتلد لك أبناءاً أصحاء ،


ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟



تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة


والوجاهة ، ولكنك تفوّت موعد الطائرة ، فتـفقد صفقتك .. قل الحمد لله ..



فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً


للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت


مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من


ذوي الصفقات اللاهثين خلف جمع المال ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟



لا تقل " فشلت " ..



بل قل .. " لم يوفقني الله في هذا الأمر ولعل توفيقي في امر آخر" ..


والحمد لله على كل حال


لا تقل " أنا فاشل " ..



بل قل ... " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .


وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب


لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " ..



بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه " ..


والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب



لا تقل " أنا لاشيئ " ..



بل .. أنت شيئ .. كما أنا شيئ .. والآخر شيئ


فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيئ .وأنت شيئ ..


أنت في نظري كل شيئ






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة