أيها الحلم المنكسر : لا تبتئسي... فلن أكتب بلغة السؤالات المربكة
..كنت حقا أحتاج إلإجابات ....كنت أقول أجيبي على أسئلتي ......الوقت ينقضي
لكن أدركت الآن أنك ذهبتي حقا فانقطع الأمل فالجواب لايسمن ولايغني من جوع
لقد رحلتي بكل تأكيد.... لقد ابتلعك ممر الغبار المعتم ولن تعودي
وكنت حقا أريد أن تعودي
لكنك غادرتي....... وعذرتي نفسك...تركتيني وخلفتيني وحيدا في الغربة
أعلم أنك لن تعودي ثانية ... لن تعودي لقراءة أسئلتي .....
ولو أن أسئلتي كانت درج السقوط المفجع المؤدي إلى ردهات الغياب الأبدي ... أو الرحيل المر
أيها الحلم المهموم : كل ذلك قد حدث لي ....فلا تأسفي أن صرخ الزمن على قلبي البريء فقد قتل في قلبي الأمل الأخير من قبل ...... وصرخ فيه بأن الوقت قد انقضى .
كنت أتخيل أن الوقت لم ينته بعد . كنت أتوهم أنني مازلت في ذلك الضحى الربيعي .. وأن هناك متسع للحلم . .
هاأنا انتزع منك ورقتي البيضاء التي كنت أريد أن تكتبي فيها إجاباتك الأنموذجية الصادقة عن أسئلتي القاسية المحزنة .
كم كنت أتمنى - أيها الحلم الخائف - أن تكتبي تلك الإجابات في ورقتي! كم انتظرتها!
كم كنت أرجو - أيها الحلم المتردد - أن أرى إجابة سؤالي الأول الإجباري المخيف!.
لكن الزمن سرق مني الورقة......وأنا - الآن - لا أملك إلا أن أبتئس حتى الجزع ، ومع ذلك أقول لك بصدق : لا تبتئسي ، لا تبتئسي !.
عندما عدت من أجازتي حبست الحزن في بيتي ..أوقدت شموعي .. وخلوت مع قلمي أسجل فوق أوراقي لحظات التناجي ...
وكان البوح حينها صلبا في مآذن الوقت .. والنبض يخترق الأشواق .. عواصف الروح تزأر ..جمرة المحبة تشتعل ..والدعوة تكشف تاريخها الوهن المغبون ..!!
(...) ..حين رنت همسة أروع من أزهى ربيع ..كشعاع حالم في عالم عذب ..أيقظت نفسي من غفوتها ..لأرتوي من بسمة وجهها المنير ...لأرسم الحب بذاتي ..لأنقش الشوق بجدران ضلوعي ..!!
هاأنا أصوغ قافيتي أرتعاشا ..وأرسمها بحلو الكلام فينساب الغناء على الدوالي لينزف لطيفها الساجي خفاقتي ..
التقينا ياقلمي من جديد .. التقينا وهاهو النخيل يتزين بأحلام المغيب ليدحر الدمع المجنون الذي يعبث في الضلوع الهشة وليبارك الوعد المنتظر ..!
فأمتطي صحوة اليقين التي جندتها الظروف ..إلى طيور المحبة حيث كانت الأبواب مفتوحة لنبضات القلب ..
وهاهي الكلمات كشراع يخفق بين قلبي وعينها ليعلن فرحة اللقاء ..التقينا ..لتأخذني الحقيقة إليها
..لتتصاعد الأشواق بداخلي لتبتسم عباراتي ..لتضيء أحرف حياتي من جديد ..لتعيش اللحظات في أنفاسي
..لتستقبل قلبا كان سبب بتر جرح أعماقي ..!!
فمن كان يصدق أن تغدر الدنيا بوعدها ..فالنهار فلق محارة الليل وكاشف زيفها .. وهطل صباح جديد يجرف حكاية صدئة وينبض بحكاية أخرى..!!!
فلاتغيبي ..واغمريني بنورك الوضئ .. وأبقي معي الآن وغداً وإلى الأبد .. وخذيني تحت رمشك لتحميني من هجير الشمس ..فوق صدرك ولحن أشواق تغنيني ..خذيني من يدي كطفل صغير وانطلقي لزاوية معطرة وضميني الى قلمك
لقد انتهى الحلم لكن أريد ان يزورني طيفك في كل وقت ...... لاتهجريني ولو بالذكرىىىى