عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2013, 05:59 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



صيد الخاطر لابن الجوزي - الحذر من الحديث عن الناس
ليس في الدنيا أكثر بلاهة ممن يسئ إلى شخص و يعلم أنه قد بلغ إلى قلبه
بالأذى ثم يصطلحان في الظاهر ، فيعلم أن ذلك الأثر محي بالصلح .
و خصوصاً مع الملوك ، فإن لذتهم الكبرى ألا يرتفع عليهم أحد ،
و لا ينكر لهم غرض ، فإذا جرى شيء من ذلك لم ينجبر .
و اعتبر هذا بأبي مسلم الخراساني ،
فإنه غض من قدر المنصور قبل ولايته فحصل ذلك في نفسه فقتله .
و من نظر في التواريخ رأى جماعة قد جرى لهم مثل هذا .
و لا ينبغي لمن أساء إلى ذي سلطان لأن يقع في يده ،
فإنه إذا رام التخلص لم يقدر . فيبقى ندمه على ترك احترازه ،
و حسرته على مساكنة الضمان للسلامة ،
أشد عليه من كل ما يلقى به من الهوان و الأذى .
و من هذا الجنس الأصدقاء المتماثلون ، فإنك متى آذيت شخصاً و بلغ إلى
قلبه أذاك فلا تثق بمودته ، فإن أذاك نصب عينه ، فإن لم يحتل عليك لم
يصف لك .
و لا تخالط إلا من أنعمت عليه فحسب ، فهو لم ير منك إلا خيراً ،
فيكون في نفسه ، و كذلك الولد و الزوجة و المعاملون .
و يلحق بهذا أن أقول : لا ينبغي أن تعادي أحداً و لا تتكلم في حقه ،
فربما صارت له دولة فاشتفى .
و ربما احتيج إليه فلم يقدر عليه .
فالعاقل يصور نفسه كل ممكن ، و يستر ما في قلبه من البغض و الود ،
و يداري مع الغيظ و الحقد ، هذه مشاورة العقل إن قبلت .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس