هناك عذابات غائرة لا تندمل
رغم انفلاتات الدهر من بين ايدينا
جراح عميقة لا تكف ابدا عن النزف
مهما حاولنا اسكاتها
اروقة قلوبنا ملأى بالذكريات العابثة
بالقادم من ايامنا
لتذكرنا دوما ان نستفيق
فهناك سياط لاذعة تردعنا عن الحلم
تتأمل فى دهاليز اوراقك
التى تستكين بها الاحرف المحتضرة
تشتم رائحة الاماكن
والعطر الذى اعتدت ان تتنفسه هناك
هل تبالى ان سقطت من عينيك
قطرات تبلل الاوراق
هل انت حريص عليها الى هذا الحد
فتهم لتجففها سريعا
كى تبقيها كما هى بشذاها المختنق
داخل اكوام الكتب الاسيرة
فهى الشىء الحقيقى المتبقى لديك
والذى يخصك وحدك
لا يقاسمك فيه غير ذاتك المكبلة
المتحررة على اعتاب البكاء
فى تلك الزاوية البعيدة
وضوؤها الخافت تلتقى معهم
تخبرهم انك تأتى فقط لملاقاتهم
كى تمنحهم بعضا من سكينة
انك ابدا لن تنسى ان تحملهم بين جوانحك
فأنت ملاذهم الآن
رتوش اقلامك على الصفحات البيضاء
وقصاصات الصور
اجندة محكمة الاغلاق
بغلافها الجلدى يبيت بداخلها حنين
غرفتك القديمة تحمل نفس المعالم
الثابتة المستقرة بهدوء
كل شىء ثابت ما عدا انت
فلست مثلهم بهذا الثبات المحكم
صرخة تود لو تشق بها الغيوم
لكنها مدفونة بداخلك
تسمعها وحدك حين تتمرد على الاشياء التى اتعبتك
فما جدواها ان ظلت حبيسة الضلوع
تنهض مسرعا لتلملم ما تبعثر بين يديك من ذكريات
وتكتفى ان ترشقهم بنظرة حسرة
وآهة حارقة ودمعات وداع
ثم تمضى
بقلمى
(بقايا روح)