عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2013, 05:13 AM   رقم المشاركة : 145
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
تاااااااابع


وها هو صلى الله عليه وسلم قد أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم ـ يُقال له بيحرة بن فراس ـ: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك

[السيرة النبوية، ابن كثير، (2/158-159)].
دعها فإنها منتنة:
وتأمل الشاب كيف حرص الشارع الكريم على اجتثاث أي راسب من رواسب الجاهلية من قلوب الرعيل الأول، ممن سلك طريق الأنوار من الصحابة الأبرار، من الصادقين والصادقات.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى الجاهلية)، قالوا: يا رسول الله، كسع [أي ضرب دُبُره] رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة) [متفق عليه].
وتنتصب هذه القصة دليلًا واضحًا على الأهمية القصوى لأن يتفقد كل وافد إلى طريق الله نفسه وعمله، حذرًا من أن تخدعه شهوة خفية، أو طبع غالب؛ فيُكَدِّر عليه صفاء نوره الجديد، وقد يتكاثر عليه الكَدَر، فيصبح سوادًا غالبًا يسد أمامه الأفق، فيعود القهقرى، ويحور بعد كوره، ويزيغ بعد هُداه عياذًا بالله.
هل فيك جاهلية؟
ولعل هذا المعنى هو الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم، حينما حدث من صاحبه أبو ذر رضي الله عنه ما ينافي صفاء إيمانه، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يُذَكِّره ويذكرنا، ويربيه ويربينا في درس تربوي بليغ، نقله إلينا البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن أبا ذر وبلالًا الحبشي رضي الله عنهما تغاضبا وتسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء، فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية) [متفق عليه].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تحمل مسئولية نفسك، قم بمراقبة أفعالك جيدًا وليكن معك مفكرة صغيرة، وكل يوم تقوم بكتابة السلوكيات التي لاحظتها عن نفسك في هذا اليوم ثم قم بمحاسبة نفسك قبل نومك، وتقوم بوضع سبل للتغلب على السلوكيات السيئة.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس