الجزء الثالث:
الحلقة السآبعه و التسعون
كيف صُلِّيَ على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
ج لما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الثلاثاء،
وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس يُصلُّون عليه أَرْسالاً
- أي جماعات -
الرجال ثم النساء ثم الصبيان.
ولم يَؤُمَّ الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم أَحد.
كيف اتفق الصحابة رضي الله عنهم في اختيار موضع
قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
ج اختلف الصحابة رضي الله عنهم في اختيار موضع
قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قائل: بالبقيع،
فإنه كان يُكثر الاستغفار لهم.
وقال قائل منهم: عند منبره. وقال قائل منهم: في مصلاه.
فجاء أبو بكر رضي الله عنه فقال: إن عندي من هذا خَبراً وعلماً:
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
( ما قُبِضَ نَبِيٌ إلا دُفِنَ حيث توفى )،
فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه.
كيف اختار العباس رضي الله عنه حَفْرَ قبر رسول الله صلى الله
عليه و سلم ؟
ج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أرادوا أن
يحفروا لرسول الله صلى الله عليه و سلم،
وكان أبو عبيدة يَضْرح حفر أهل مكة، وكان أبو طلحة
يَلْحِدُ لأهل المدينة،
فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة وللآخر اذهب إلى أبي طلحة،
" اللهم خَرْ لرسولك صلى الله عليه و سلم.
فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به فَلَحَدَ لرسول الله
صلى الله عليه و سلم.
من هم الذين نزلوا قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
ج الذين نزلوا قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم هم :
= علي بن أبي طالب،
= والفضل وقثم ابناء العباس،
= وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ماذا فعل شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
حين وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته ؟
ج حين وضع شقران مولى رسول الله صلى الله عليه
و سلم في حفرته،
أخذ قطيفة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبسها
ويفترشها فدفنها في القبر
وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
( افرشوا لي قطيفة في لحدي فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء ).
كيف سُوِّيَ قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
ج بني لحد رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع لبنات
نُصِبْن نصباً، وَرُشَّ على قبره،
وجُعِلَ عليه حصباء حمراء من حصباء العرصة، ورفع قدر
شبرين من الأرض.
فكان قبر رسول الله مُسَنَّماً.
لماذا لم يُبْرِز الصحابة رضي الله عنهم قَبْرَ رسول الله صلى الله
عليه و سلم ؟
ج لم يُبْرِزْ الصحابة رضي الله عنهم قَبْرَ رسول الله صلى
الله عليه و سلم،
لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
في مرضه الذي لم يقم منه :
( لَعَنَ الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )،
ولولا ذلك لأُبرز قبره صلى الله عليه و سلم، غير أنه خُشِيَ أن يتخذ مسجداً.
ما هو موقف السيدة فاطمة رضي الله عنها
لما دُفِنَ رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
ج قالت فاطمة رضي الله عنها لما دُفِنَ
رسول الله صلى الله عليه و سلم:
يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه
و سلم التراب؟
وَرُوِيَ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
لما رُمِسَ رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءت فاطمة رضي الله عنها
فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر،
فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول:
ماذا على من شَمَّ تُربَةِ أحمدٍ أن لا يشم مَدَى الزمان غَوليا
صٌبت عًليَّ مصائبُ لو أنها صُبّت علي الأيام عُدن ليَالِيا
كما رُوِيَ، أنه ما رُؤيت فاطمة رضي الله عنها بعد أبيها ضاحكة،
ومكثت بعده ستة أشهر