عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2013, 08:27 PM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


ولكن كيف نبرمج العقل الباطن وهو جزء لا شعوري
لا نعرفه ولا نحسّ به ولا نراه؟
هنالك أمر اسمه التكرار والإصرار والمتابعة، فعندما تكرر أمراً ما وتعتقد
بصحته وتستمر على ذلك لفترة من الزمن، فإن العقل الباطن سيستجيب
لهذا الأمر ويعتقد به. وقد وجدتُ أن أفضل طريقة لإعادة برمجة العقل الباطن
هي أن تتم برمجته على تعاليم القرآن الكريم
وهكذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام
( كان خُلُقُهُ القرآن ).
إن عملية حفظ القرآن تتم أثناء تكرار الآيات لمرات عديدة، هذا التكرار له
أثر على العقل الباطن، وبخاصة إذا كانت عملية الحفظ مترافقة بالفهم
والتدبر والتأمل. فعندما نحفظ
قوله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}
[فاطر: 10].
هذه الكلمات عندما نكررها مراراً ونحاول أن نعتقد بها فإن النتيجة
ستكون أن عقلنا الباطن سيوقن بأن القوة والعزة والكرامة لا يمكن
أن تكون خارج كتاب الله، ولا يمكن لإنسان أن يكون عزيزاً
وقوياً إلا بمرضاة الله تعالى.
فالعزة لله ونحن نستمد العزة منه، ولذلك وبعدما تنطبع هذه الآية في العقل
الباطن، فإن سلوكنا سيتغير بالكامل، لن يكون هنالك أي خوف من أي مخلوق
لأننا سندرك أن العزة والقوة لن تكون إلا مع الله، وبما أننا نعيش مع الله
تعالى بكل أحاسيسنا وعواطفنا فهذه هي القوة الحقيقية.
إن الحياة عبارة عن مجموعة من المواجهات، قد تكون ناجحة أو تكون فاشلة
ويكفي أن تحس بالانتصار في كل مواجهة حتى يتحقق ذلك الانتصار،
ولذلك عندما نقرأ
قوله تعالى:
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
[آل عمران: 160]،
فإن ثقة عظيمة تتولد في داخلنا بشرط أن نثق بهذا الكلام وندرك أن الله
سيعيننا ويكون بجانبنا في مواجهة أي مشكلة، فقد تكون مشاكل الحياة
أكثر صعوبة من المعارك والحروب!!
والعجيب في هذه الآية أنها صورت لنا جانبين:
إيجابي وسلبي والطريقة العملية لتحقيق الجانب الإيجابي. فهنالك نصر
وهنالك خذلان وكلاهما بأمر الله وإرادته، فإذا توكلت على الله أي اعتمدت
عليه وسلّمته شأنك وأيقنت بأن الله قادر على كل شيء،
فإن الله سينصرك وسيحلّ لك مشاكلك، وهذه الثقة
تشكل كما يقول العلماء نصف الحلّ!!
أدرك قوتك الحقيقة
يعتقد العلماء أن القوى الموجودة في الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم
منها إلا أقل من 5 بالمئة! فكل إنسان لديه قوة التأثير، ولديه قوة الإرادة
ولديه قوة التركيز والتفكير ولديه كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها.
إذن يجب علينا أن نتعلم كيف نحرر ونطلق هذه القوى ونستفيد منها.
فإذا أردت أن تكون قوي الشخصية فيجب عليك أن تعتقد أن شخصيتك
قوية بما فيه الكفاية لمواجهة أي مشكلة أو أزمة بثقة ونجاح.
لذلك يجب أن تتعرف على هذه القوى وتتعلم كيف تستثمرها بنجاح.
ويمكنك ذلك من خلال دراسة سير بعض الناجحين في الحياة،
وتعتقد أنه بإمكانك أن تكون مثلهم.
أذكر منذ سنوات وأنا في الجامعة وقد كُلفتُ بإلقاء محاضرة
بسيطة لمدة ربع ساعة، وقد كان اعتقادي أنني سأواجه صعوبات في ذلك،
وعندما حان موعد المحاضرة وجدت نفسي أتحدث عدة جمل
ثم اختلطت الأفكار عندي ولم أعد أعرف كيف أكمل أو كيف أنهي هذه المحاضرة،
مع العلم أن حجم المعلومات التي حضرتها كان كبيراً جداً، وقد فشلت المحاضرة.
ولكن بعد ذلك"وبعدما تطورت معرفتي بنفسي" طُلب مني أن أقوم بشرح
نظريتي في الإعجاز الرقمي، وذلك من أجل إعداد فيلم عن هذا الموضوع،
ومع أن هذا الفيلم سيُعرض على لجان علمية وشرعية وهو على قدر من الأهمية
والمنطق يفرض أن أكون أكثر ارتباكاً من المحاضرة التي ألقيتها أمام
زملائي وفي جو مريح.
ولكن هذه المرة قمت بعمل جديد، فقد أقنعتُ نفسي أنه باستطاعتي
أن ألقي محاضرة طويلة وأتحدث فيها عن أشياء مهمة وأن هذا الأمر
سهل جداً بالنسبة لي، وكانت النتيجة أن لساني انطلق بشكل مذهل ولم
أحس بالوقت مع أن المحاضرة استمرت أكثر من ساعتين!!
إذن لم يتغير شيء سوى أنني أدركت أن القوى موجودة في داخلي
وتحتاج لمن يحررها وأن باستطاعتي أن أقوم بأي عمل يقوم به شخص آخر.
وبعبارة أخرى ولكي نتمكن من القيام بأي عمل مهما كان صعباً فما علينا
إلا أن نظن ونعتقد ونوقن أنه باستطاعتنا أن نقوم بهذا العمل،
وسوف ننجح في ذلك.
قوة اللغة
إن اللغة هي الوسيلة الأساسية للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم.
ولذلك فهي جزء مهم من قوة الشخصية. وفي علم البرمجة اللغوية
العصبية تلعب اللغة دوراً كبيراً في إعادة برمجة المعتقدات والأفكار.
وقد يعاني كثير من الناس من مشكلة التعبير بدقة عما يريدون.
فقد تجد شخصاً لديه أفكار كثيرة ولكنه عندما يريد أن يتكلم لا يعرف
ما يجب أن يتكلم به، أو ربما ينسى ما يريد قوله أو يتردد في هذا القول،
فما هي الطريقة المناسبة للتغلب على هذه الصعوبة
والتي تضعف من الشخصية والتأثير على الآخرين.
بعد تجربة طويلة مررت بها لم يكن باستطاعتي التعبير عما أريد،
وغالباً ما كنت أتردد في قول العبارات الكثيرة، وأحياناً أرتبك في بعض المواقف.
وعندها لم أجد حلاً مناسباً على الرغم من أنني قرأت العديد من كتب علم النفس.
لقد وجدتُ طريقة رائعة لامتلاك اللغة السليمة
والقوية وهي حفظ القرآن الكريم.
فقد بدأتُ ألاحظ على نفسي وأنا أحفظ القرآن وأكرر آياته أن لساني أصبح
أكثر مرونة وأكثر تعبيراً. فالقرآن يكسبك قوة هائلة في التعبير عما تريد،
فالله تعالى هو القائل:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
[الإسراء: 9].
إذن القرآن يقوّم أي خلل تعاني منه، وهذا الكلام عن تجربة مؤكدة.
وأنا أظن بأن البرمجة التي فطر الله الناس عليها موجودة في القرآن الكريم،
فقراءتك للقرآن وحفظك له يعني أنك تعيد تشكيل وبناء وبرمجة دماغك
للحدود الطبيعية التي خلقك الله عليها، وإذا سألت أي إنسان يحفظ القرآن
يستطيع أن يخبرك الشيء ذاته.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس