عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2014, 03:26 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الشائعات و آثارها السي‎



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / سعود الشريم - حفظه الله -
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان:
الشائعات وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع
والتي تحدَّث فيها عن الشائعات وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع،
وحذَّر من مغبّة تناقُل الأخبار بلا تثبُّت،
مُبيِّنًا الواجب على المسلمين عمومًا والصُّحفيين والإعلاميين خصوصًا نحو الأخبار
والتأكّد منها قبل إذاعتها.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إن الحمد لله نحمده ونستعينُه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102 ].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
[ النساء: 1 ].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[ الأحزاب: 70، 71 ].

أما بعد
فيا أيها الناس :
للبشر ولعٌ فطريٌّ بتلمُّس الأخبار وقبول الشائِعات، واصطِيادها في الهواء قبل وقوعِها،
في حين أنهم قد اعتادُوا الكسلَ المُفرِط عن التثبُّت والأناةِ والتُؤَدَة والتبيُّن.
هكذا معظمُ الناس، إلا من رحِم الله، وقليلٌ ما هم.
ولقد صدقَ الله:
{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }
[ الأنبياء: 37 ]
{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا }
[ الإسراء: 11 ].
إن من المُقرَّر عقلاً وشرعًا: أن الحوادِث المُستحكِمة والأخبار العامَّة
التي تتعلَّقُ بأساسات الأمة ليس لها إلا التثبُّتُ الدقيقُ والتأنِّي،
ونبذُ العجَلة من تصديقِها إلى إيقاعِها، حتى يجتمعَ فيها شروطُها،
وتنتَفي عنها موانِعُها، من خلال نفسٍ مُتَّئدةٍ نبيلةٍ تُحسِنُ التصرُّفَ في الأزمات،
بعيدًا عن الهَزل والاستِخفاف بالحقوق والذِّمَم والأعراض.
لأن من الناس من يجعلُ من العجَلَة في تلقِّي الأخبار والشائِعات
وإيقاعِها على خلافِ حقيقتِها سِتارًا يُوارُون به تفريطَهم المَعيب،
وضيقَ عطَنهم الذَّميم، ولا يُعدُّ مثلُ هذا إلا التِواءً يُعلِّقُ القلبَ بالرِّيَب،
ويطيشُ بالعقول عند الكُرَب، فلا يجلِبُ إلا معرَّةً وعودًا بالألم فيما طلبُوا منه السلامة.
إن عقلَ الرجل وميزانَه إنما هو فيما يحمِلُه عقلُه وفِكرُه من مُكتسَبات الأناة
والتثبُّت في أمورِه، وبالأخصِّ فيما يتعلَّقُ بحقوق الناس وذِمَمهم وأعراضِهم
وأموالِهم ودينِهم.
وكفَى بعدم التثبُّت ذمًّا أن جعلَ الله عاقِبَته الندامةَ والتحسُّر، ولاتَ ساعة مندَم،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
[ الحجرات: 6 ].






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس