عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2014, 03:35 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه .

أما بعد
فاتقوا الله - عباد الله
واعلموا أن الله - جلَّ شأنُه - حينما أمرَ بالتثبُّت في الأنباء قبل نقلِها،
أو بناء الحُكم عليها؛ فإنما ذلكم مُراعاةٌ للخُطورة البالِغة،
ولما يترتَّبُ عليها من الآثار على الضرورات المعروفة:
في دينِ الناس، وعقولِهم، وأعراضِهم، وأموالِهم، ودمائِهم.
ناهِيكم عن قيمة الخبر وتأثيرِه على القضاء والحُكم والفتوى والإعلام بكل وسائلِه؛
فكم من خبرٍ كاذِبٍ قتلَ نفسًا؟! وكم من خبرٍ كاذبٍ أودعَ سِجنًا؟!
وكم من خبرٍ كاذِبٍ طلَّق زوجةً، ففرَّقَ أُسرةً برُمَّتها؟!
وكم من خبرٍ كاذِبٍ روَّع أقوامًا وأفلسَ آخرين، وسِيئَت به ظُنون،
فهُتِك به العِرضُ، واعتُدِيَ به على النفس والمال والدين.
والغالبُ أن سُوءَ التعامُل مع الأخبار إما من جهة صِدقِ المُخبِر به من عدمِه،
أو من جهة فهمِ الخبر وإيقاعِه موقِعَه الصحيح.
وهذا الأمرُ يجبُ أن يكون فيه لدَى المُتلقِّي للأخبار عُنصران رئيسان:
أحدهما: عنصر العلم.
وثانيهما: عنصر العدل.
ففي عنصر العلم:لأن الحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره.
وفي عنصر العدل: في أن يتعاملَ مع الخبر بعين الإنصاف،
فلا تطغَى عليه عينُ الرِّضا فيُحابِي، ولا تحجُبُه عينُ العداوة عن أن يعدِل.
ولو أن الناسَ اتَّصَفُوا بخَصلةِ التُّؤدَة والأناة لتلاشَت عنهم كثيرٌ من المُوجِعات
والمُفجِعات؛ لأن كثيرًا من الأخبار لا تصِحُّ من أصلِها،
ففي التثبُّت عند تلقِّيها كفايةٌ عن مغبَّتها إن كانت كاذِبةً،
وحُسن إيقاعٍ لها إن كانت صادِقةً. وكم من صامتٍ نُقِل عنه ما بلغَ الآفاق،
وسارَت به الرُّكبان !
وقد أحسنَ من قال:
وهُـم نـقَـلـوا عـنِّـي الـذي لـم أفُـهْ بــهِ
ومــــا آفــــةُ الأخـــبـــار إلا رُواتُـــهـــا
وفي سُنَّة المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - واقِعةٌ تُعطِي العِبرةَ والعِظَةَ،
وبالأخصِّ في أمور الدين؛
ففي "الصحيحين" :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى بأصحابِه صلاةً رباعيَّةً ركعتين ثم سلَّم،
فخرجَ سَرَعانُ الناس - أي: المُتعجِّلون منهم -،
فقالوا: قُصِرت الصلاة.
فقال رجلٌ يُقال له "ذو اليدين": أنسيتَ أم قُصِرت ؟
فقال - صلى الله عليه وسلم -: لم أنسَ ولم تُقصَر.
قال: بلى، قد نسيتَ. فصلَّى ركعتين ثم سلَّم .. الحديث )
فانظُروا - يا رعاكم الله - إلى أثر العجَلَة في نقل الخبر؛
إذ قد يُؤدِّي إلى تغييرٍ في أحكام الدين،
وانظُروا كذلك إلى أثر التثبُّت كيف حوَّل الفهمَ والظنَّ من كون الصلاة
قد قُصِرت إلى كون ذلك سهوًا وليس تشريعًا جديدًا.
ألا فاتقوا الله - عباد الله -، وصلُّوا وسلِّموا على من أمرَكم الله بالصلاة عليه،
فقد قال - جل وعلا -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى خُلفائِه الأربعة : أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين،
اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين،
واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين،
واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،
اللهم كُن لإخواننا المُضطهَدين في دينِهم في سائر الأوطان يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل ولايتَنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم،
اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نعوذُ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطَن،
وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مُفرِّطين ولا مفتُونين يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[ البقرة: 201 ].






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس