عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2014, 02:35 AM   رقم المشاركة : 379
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

عيادة المريض
v حكمها :

قال الصنعاني في سبل السلام : أما قوله " إذا مرض فعده [1]" ففيه دليل على وجوب عيادة المسلم للمسلم وجزم البخاري بوجوبها فقيل يحتمل إنها فرض كفاية ، وذهب الجمهور الى انها مندوبة ، ونقل النووي الإجماع على عدم الوجوب . انتهى .
واليك بعض النصوص الواردة فيها :
* عن أبي موسى الاشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني " [2] .
* وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع نهانا عن خاتم الذهب ولبس الحرير والديباج والاستبرق وعن القس والميثرة وأمرنا أن نتبع الجنائز ونعود المريض ونفشي السلام " [3] .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس " [4] .
* وعنه أيضاً رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، قال : يارب كيف أعودك أنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ ... [5] .
والأحاديث التي وردت في الامر بها كثيرة نكتفي بما أوردناه.

v أما فضلها :-
عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزيل في خرقة الجنة حتى يرجع " قيل : يا رسول الله وما خرقه الجنة ؟ قال : جناها " [6] .
وعن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يعود مسلماً غدوة الا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة " [7] , الحزين : هو الثمر المجتبى .
وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضاً لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها " [8] .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله عزوجل من عاد مريضاً او خرج في جنازة او خرج غازياً في سبيل الله او دخل على امام يريد ذلك تعزيزه وتوقيره او قعد في بيته فسلم وسلم الناس منه [9] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة , من عاد مريضاً وشهد جنازة وصام يوماً راح الى الجمعة وأعتق رقبته" [10] .
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضاً نادى مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً " [11] .

v الحكمة منه :-

زيارة المريض تعد عامل من عوامل شفائه حيث يروٌح بها عن المريض وفيها تسلية ومواساة له , يستشعر من خلالها المريض منزلته عند الناس , نتيجة إهتمامهم به وانزعاجهم لمرضه , مما يؤدى به إلى التفاؤل وارتفاع معنوياته ومقاومته للمرض وعدم استسلامه له , و يولي العلم الحديث أمر الراحة النفسية للمريض عناية فائقة حيث يعد الأطباء الاستقرار النفسي للمريض بأنه أول مراحل الشفاء , ولا يجدي العلاج مع القنوط واليأس مهما بلغ قوته .
فضلاً عن أنها تزيد من ارتباط افراد المجتمع المسلم وتعمق شعور الإحساس بالجسد الواحد فهي تبعث على المحبة وتزيد منالألفة و هى تعبيراً وامتثالاً للرحمة التى يجب أن تكون بين المسلمين .
فضلاً عن اشتمالها على فوائد للعائد ، فهي تذكره بنعم الله عليه ، حينما يرى من بلاه الله بالمرض فيستشعر نعمة الصحة ويتذكر ويشكر ربه ومن ثم يبادر بالتوبة إن كان مسيئاً وفيها أيضاً حث على الإكثار من عمل الخيرات وفعل الطاعات .
وقد اعتل الفضل بن سهل بخراسان ثم برأ فجلس للناس فهنئوه بالعافية وتصرفوا الكلام فلما فرغوا أقبل على الناس فقال : إن في العلل نعماً ينبغي للعاقل أن يعرفها : تمحيص الذنب والتعرض للثواب والايقاظ من الغفلة والاذكار بالنعمة في حال الصحة الاستدعاء للتوبة والحض على الصدقة وفي قضاء الله وقدره الخيار .

v عيادة النساء الرجال

قال الإمام البخاري في صحيحه - باب عيادة النساء الرجال , "وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار- حدثنا قتيبة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما قالت فدخلت عليهما قلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول :
كل امرئ مصبح في أهله --- والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه يقول :
وهل تبدون لي شامة وطفيل --- بواد وحولي إذخر وجلـيـل
وهل أردن يوما مياه مجنـة --- ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
قالت عائشة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة " [12].

ومما سبق يجوز عيادة المرأة ، ولكن إذا آمنت الفتنة ، كأن تكون كبيرة في السن مثل أم الدرداء ، وتكون العيادة في المسجد ، أو أن تكون بحضرة محرم مثلما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها مع بلال رضي الله عنه فكان بحضرة أبيها ومعلوم أن بلال كان خادماً لأبيها وأعتقه , أما إذا لم تأمن الفتنة فلا , لأنها من باب سد الذرائع ، فربما عادت رجلاً وأحس منها بالاهتمام فحدث نفسه وتحرك قلبه نحوها وذلك ما يأباه الإسلام .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس