عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2014, 04:44 AM   رقم المشاركة : 11
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏64‏)‏
‏{‏ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ‏}‏
هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن جرى مجراهم، ‏{‏قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة‏}‏، والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال ههنا، ثم وصفها بقوله‏:‏ ‏{‏سواء بيننا وبينكم‏}‏ أي عدل ونَصَف نستوي نحن وأنتم فيها، ثم فسرها بقوله‏:‏ ‏{‏أن لا نعبد إلا اللّه ولا نشرك به شيئاً‏}‏ لا وثناً ولا صليباً ولا صنماً ولا طاغوتاً ولا ناراً ولا شيئاً، بل نفرد العبادة للّه وحده لا شريك له، وهذه دعوة جميع الرسل قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت‏}‏، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللّه‏}‏ قال ابن جريج‏:‏ يعني يطيع بعضنا بعضاً في معصية اللّه، وقال عكرمة‏:‏ يسجد بعضنا لبعض، ‏{‏فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون‏}‏ أي فإن تولوا عن هذا النصف وهذه الدعوة فاشهدوا أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه اللّه لكم‏.‏
وقد ذكرنا في شرح البخاري عن أبي سفيان في قصته حين دخل على قيصر، فسأله عن نسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعن صفته ونعته وما يدعو إليه، فأخبره بجميع ذلك على الجلية، ثم جيء بكتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأه فإذا فيه‏:‏
‏(‏بسم اللّه الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول اللّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأسلم تسلم، وأسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين، و ‏{‏يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا اللّه ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً ارباباً من دون اللّه فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون‏}‏‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏65 ‏:‏ 68‏)
‏{‏ يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ‏.‏ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ‏.‏ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ‏.‏ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ‏}‏
ينكر تبارك وتعالى على اليهود والنصارى في محاجتهم في إبراهيم الخليل عليه السلام ودعوى كل طائفة منهم، أنه كان منهم، كما قال ابن عباس رضي اللّه عنه‏:‏ اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار‏:‏ ما كان إبراهيم إلا يهودياً، وقالت النصارى‏:‏ ما كان إبراهيم إلا نصرانيا، فأنزل اللّه تعالى ‏{‏يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم‏}‏ الآية‏.‏ أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهودياً وقد كان زمنه قبل أن ينزل اللّه التوراة على موسى‏؟‏ وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان صرانياً، وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر‏؟‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفلا تعقلون‏}‏ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم‏}‏‏؟‏ هذا إنكار على من يحاج فيما لا علم له به، فإن اليهود والنصارى تحاجوا في إبراهيم بلا علم، ولو تحاجوا فيما بأيديهم منه علم مما يتعلق بأديانهم التي شرعت لهم إلى حين بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم لكان أولى بهم، وإنما تكلموا فيما لا يعلمون، فأنكر اللّه عليهم ذلك وأمرهم برد ما لا علم لهم به إلىعالم الغيب والشهادة الذي يعلم الأمور على حقائقها وجلياتها، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون‏}‏‏.‏
ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلما‏}‏ أي متحنفاً عن الشرك قاصداً إلى الإيمان ‏{‏وما كان من المشركين‏}‏ وهذه الآية كالتي تقدمت في سورة البقرة‏:‏
‏{‏وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا‏}‏ الآية، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا واللّه ولي المؤمنين‏}‏ يقول تعالى‏:‏ أحق الناس بمتابعة إبراهيم الخليل الذين اتبعواه على دينه ‏{‏وهذا النبي‏}‏ يعني محمداً صلى اللّه عليه وسلم والذين آمنوا من أصحابه المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بعدهم‏.‏ عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏: ‏(‏إن لكل نبي ولاية من النبيين وإن وليي منهم - أبي وخليل ربي عزّ وجلّ - ابراهيم عليه السلام‏)‏، ثم قرأ‏:‏ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا‏} ‏"‏أخرجه وكيع في تفسيره‏"‏الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏واللّه ولي المؤمنين‏}‏ أي ولي جميع المؤمنين برسله‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏69 ‏:‏ 74‏)‏
‏{‏ ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ‏.‏ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ‏.‏ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ‏.‏ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ‏.‏ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ‏.‏ يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ‏}‏
يخبر تعالى عن حسد اليهود للمؤمنين وبغيهم إياهم الإضلال، وأخبر أن وبال ذلك إنما يعود على أنفسهم، وهم لا يشعرون أنهم ممكور بهم، ثم قال تعالى منكراً عليهم‏:‏ ‏{‏يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه وأنتم تشهدون‏}‏ أي تعلمون صدقها وتتحققون حقها، ‏{‏يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون‏}‏ أي تكتمون ما في كتبكم من صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم وأنت تعرفون ذلك وتتحققونه، ‏{‏وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره‏}‏ الآية‏.‏ وهذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، وهو أنهم اشتَوَروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار، ويصلوا مع المسليمن صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم، ليقول الجهلة من الناس إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا‏:‏ ‏{‏لعلهم يرجعون‏}‏ قال مجاهد‏:‏ يعني يهوداً صلت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة الصبح، وكفروا آخر النهار مكراً منهم، ليروا الناس أن قد بدت لهم الضلالة منه بعد أن كانوا اتبعوه، وقال ابن عباس‏:‏ قالت طائفة من أهل الكتاب إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا، وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم، لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم‏}‏ أي لا تطمئنوا أو تظهروا سركم وما عندكم إلا لمن تبع دينكم، ولا تظهروا ما بأيديكم إلى المسلمين فيؤمنوا به ويحتجوا به عليكم، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن الهدى هدى اللّه‏}‏ أي هو الذي يهدي قلوب المؤمنين إلى أتم الإيمان، بما ينزله على عبده ورسوله صلى اللّه عليه وسلم من الآيات البينات، والدلائل القاطعات والحجج الواضحات، وإن كتمتم أيها اليهود ما بأيديكم من صفة محمد النبي الأمي، في كتبكم التي نقلتموها عن الأنبياء الأقدمين‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم‏}‏ يقولون لا تظهروا ما عندكم من العلم للمسلمين فيتعلموه منكم، ويساوونكم فيه، يمتازون به عليكم لشدة الإيمان به، أو يحاجوكم به عند ربكم، أي يتخذوه حجة عليكم بما في أيديكم فتقوم به عليكم الدلالة وترتكب الحجة في الدنيا والآخرة، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏قل إن الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء‏}‏ أي الأمور كلها تحت تصرفه وهو المعطي المانع، يمنُّ على من يشاء بالإيمان والعلم والتصرف التام، ويضل من يشاء فيعمي بصره وبصيرته، ويختم على قلبه وسمعه ويجعل على بصره غشاوة، وله الحجة والحكمة البالغة
{‏واللّه واسع عليم * يختص برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم‏} أي اختصكم أيها المؤمنون من الفضل بما لا يُحدُّ ولا يوُصف، بما شرف به نبيكم محمداً صلى اللّه عليه وسلم على سائر الأنبياء، وهداكم به إلى أكمل الشرائع‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏75 ‏:‏ 76‏)‏
‏{‏ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ‏.‏بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ‏}‏
يخبر تعالى عن اليهود بأن منهم الخونة، ويحذر المؤمنين من الإغترار بهم، فإن منهم ‏{‏من إن تأمنه بقنطار‏}‏ أي من المال ‏{‏يؤده إليك‏}‏ أي وما دونه بطريق الأولى أن يؤديه إليك، ‏{‏ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً‏}‏ أي بالمطالبة والملازمة والإلحاح في استخلاص حقك، وإذا كان هذا صنيعه في الدينار، فما فوقه أولى أن لا يؤديه إليك‏.‏ وقوله ‏{‏ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل‏}‏ أي إنما حملهم على جحود الحق أنهم يقولون‏:‏ ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال الأميين وهم العرب فإن اللّه قد أحلها لنا، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ويقولون على اللّه الكذب وهم يعلمون‏}‏ أي وقد اختلقوا هذه المقالة، وائتفكوها بهذه الضلالة، فإن اللّه حرّم عليهم أكل الأموال إلا بحقها وإنما هم قوم بُهت‏.‏ عن أبي صعصعة بن يزيد أن رجلاً سأل ابن عباس، فقال‏:‏ إنا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة، قال ابن عباس‏:‏ فتقولون ماذا‏؟‏ قال، نقول‏:‏ ليس علينا بذلك بأس، قال‏:‏ هذا كما قال أهل الكتاب‏:‏ ‏{‏ليس علينا في الأميين سبيل‏}‏، إنهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب أنفسهم ‏"‏أخرجه عبد الرزاق عن أبي صعصعة بن يزيد‏"‏وعن سعيد بن جبير قال‏:‏ لما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل، قال نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏كذب أعداء اللّه، ما من شيء كان في الجاهلية إلى وهو تحت قدميَّ هاتين إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر‏)
‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏بلى من أوفى بعهده واتقى‏}‏ أي لكن من أوفى بعهده واتقى منكم يا أهل الكتاب‏.‏ اتقى محارم اللّه واتبع طاعته وشريعته التي بعث بها خاتم رسله وسيدهم ‏{‏فإن اللّه يحب المتقين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏77‏)‏
‏{‏ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ‏}

يقول تعالى‏:‏ إن الذي يعتاضون عماعاهدوا اللّه عليه، من اتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم وذكر صفته للناس وبيان أمره، وعن أيمانهم الكاذبة الفاجرة الآثمة، بالأثمان القليلة الزهيدة، وهي عروض هذه الحياة الدنيا الفانية الزائلة، ‏{‏أولئك لا خلاق لهم في الآخرة‏}‏ أي لا نصيب لهم فيها ولا حظ لهم منها، ‏{‏ولا يكلمهم اللّه ولا ينظر إليهم يوم القيامة‏}‏ أي برحمة منه لهم، يعني لا يكلمهم اللّه كلام لطف بهم ولا ينظر إليهم بعين الرحمة، ‏{‏ولا يزكيهم‏}‏ أي من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار، ‏{‏ولهم عذاب إليم‏}‏، وقد وردت


أحاديث تتعلق بهذه الآية الكريمة فلنذكر منها ما تيسر‏.‏

الحديث الأول:عن أبي ذر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ثلاثة لا يكلمهم اللّه ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم‏)‏، قلت‏:‏ يا رسول اللّه من هم‏؟‏ خسروا وخابوا، قال‏:‏ وأعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاث مرات قال‏:‏ ‏(‏المسبل، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان‏)‏
رواه أحمد ومسلم ‏,‏اصحاب السنن‏"‏
الحديث الثاني‏:‏ عن عدي بن عميرة الكِندي قال‏:‏ خاصم رجل من كِنْدة يُقال له امرؤ القيس بن عامر رجلاً من حضرموت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أرض، فقضى على الحضرمي بالبّينة فلم يكن له بيّنة، فقضى على امرىء القيس باليمين، فقال الحضرمي‏:‏ أمكنته من اليمين يا رسول اللّه‏؟‏ ذهبت ورب الكعبة أرضي، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي اللّه عزّ وجلّ وهو عليه غضبان‏)‏، وتلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏إن الذين يشترون بعهد اللّه وأيمانهم ثمناً قليلاً‏}‏ فقال امرؤ القيس‏:‏ ماذا لمن تركها يا رسول اللّه ‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏الجنة‏)‏ قال‏:‏ فاشهد أني قد تركتها له كلها ‏"‏رواه أحمد والنسائي‏"‏

الحديث الثالث‏:‏ عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من اقتطع مال امرىء مسلم بغير حق لقي اللّه وهو عليه غضبان‏)‏، قال‏:‏ فجاء الأشعث بن قيس فقال‏:‏ ما يحدثكم أبو عبد الرحمن‏؟‏ فحدثناه فقال‏:‏ كان فيّ هذا الحديث، خاصمت ابن عم لي إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم في بئر كانت لي في يده فجحدني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏بينتك أنها بئرك وإلا فيمينه‏)‏، قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول اللّه ما لي بينة، وإن تجعلها بيمينه تذهب بئري، إن خصمي امرؤ فاجر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من اقتطع مال امرىء مسلم بغير حق لقي اللّه وهو عليه غضبان‏)‏، قال‏:‏ وقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية‏:‏ ‏{‏إن الذين يشترون بعهد اللّه وأيمانهم ثمناً قليلاً‏}‏ ‏"‏رواه أحمد‏"‏

الحديث الرابع: قال أحمد، عن سهل بن معاذ بن أنَس عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن للّه تعالى عباداً لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم قيل‏:‏ ومن أولئك يا رسول اللّه ‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏متبرىء من والديه راغب عنهما، ومتبرىء من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم تبرأ منهم‏)‏
الحديث الخامس‏:‏ عن عبد اللّه بن أبي أوفى، أن رجلاً أقام سلعة له في السوق فحلف باللّه لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلاً من المسلمين، فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏إن الذين يشترون بعهد اللّه وايمانهم ثمناً قليلاً‏} ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم ورواه البخاري من غير وجه عن العوَّام‏"‏الآية‏.‏

الحديث السادس ‏:‏ عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ثلاثة لا يكلمهم اللّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده، ورجل حلف على سلعة - بعد العصر - يعني كاذباً، ورجل بايع إماماً فإن أعطاه وفى له وإن لم يعطه لم يف له‏)"‏رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏"‏‏.‏







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس