عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 03:44 AM   رقم المشاركة : 16
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏114 ‏:‏ 115‏)‏
‏{‏ أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ‏.‏ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ‏}‏
يقول اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ قل لهؤلاء المشركين باللّه الذين يعبدون غيره ‏{‏أفغير اللّه أبتغي حكماً‏}‏‏؟‏ أي بيني وبينكم، ‏{‏وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً‏}‏ أي مبيناً، ‏{‏والذين آتيناهم الكتاب‏}‏ أي من اليهود والنصارى يعلمون أنه منزل من ربك بالحق أي بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدمين، ‏{‏فلا تكونن من الممترين‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين‏}‏ وهذا شرط، والشرط لا يقتضى وقوعه، ولهذا جاء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏لا أشك ولا أسأل‏)‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً‏}‏، قال قتادة‏:‏ صدقاً فيما قال، وعدلاً فيما حكم، يقول‏:‏ صدقاً في الأخبار وعدلاً في الطلب، فكل ما أخبر به فحق لا مرية فيه، ولا شك، وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه فباطل، فإنه لا ينهى إلا عن مفسدة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر‏}‏ إلى آخر الآية، ‏{‏لا مبدل لكلماته‏}‏ أي ليس أحد يعقب حكمه تعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة ‏{‏وهو السميع‏}‏ لأقوال عباده ‏{‏العليم‏}‏ بحركاتهم وسكناتهم الذي يجازي كل عامل بعمله‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏116 ‏:‏ 117‏)‏
‏{‏ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ‏.‏ إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ‏}‏
يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنه الضلال كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين‏}‏ وهم في ضلالهم ليسوا على يقين من أمرهم وإنما هم في ظنون كاذبة وحسبان باطل ‏{‏إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون‏}‏، فإن الخرص هو الحزر ومنه خرص النخل وهو حزر ما عليها من التمر، وذلك كله عن قدر اللّه ومشيئته ‏{‏هو أعلم من يضل عن سبيله‏}‏ فييسره لذلك، ‏{‏وهو أعلم بالمهتدين‏}‏ فييسرهم لذلك وكل ميسر لما خلق له‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏118 ‏:‏ 119‏)‏
‏{‏ فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ‏.‏ وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ‏}‏
هذا إباحة من اللّه لعباده المؤمنين أن يأكلوا من الذبائح ما ذكر عليه اسمه، ومفهومه أنه لا يباح ما لم يذكر اسم اللّه عليه، كما كان يستبيحه كفار قريش من أكل الميتات وأكل ما ذبح على النصب وغيرها، ثم ندب إلى الأكل مما ذكر اسم اللّه عليه فقال‏:‏ ‏{‏وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم اللّه عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم‏}‏ أي قد بين لكم ما حرم عليكم ووضحه ‏{‏إلا ما اضطررتم إليه‏}‏ أي إلا في حال الاضطرار، فإنه يباح لكم ما وجدتم‏.‏ ثم بين تعالى جهالة المشركين في آرائهم الفاسدة من استحلالهم الميتات وما ذكر عليه غير اسم اللّه تعالى، فقال‏:‏ ‏{‏وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين‏}‏ أي هو أعلم باعتدائهم وكذبهم وافترائهم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏120‏)‏
‏{‏ وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ‏}‏
قال مجاهد‏:‏ ‏{‏وذروا ظاهر الإثم وباطنه‏}‏ المعصية في السر والعلانية، وقال قتادة‏:‏ أي سره وعلانيته، قليله وكثيره، وقال السدي‏:‏ ظاهره الزنا مع البغايا ذوات الرايات، وباطنه الزنا مع الخليلة والصدائق والأخدان، وقال عكرمة‏:‏ ظاهره نكاح ذوات المحارم‏.‏ والصحيح أن هذه الآية عامة في ذلك كله، وهي كقوله‏: ‏{‏قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏}‏ الآية، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون‏}‏ أي سواء كان ظاهراً أو خفياً، فإن اللّه سيجزيهم عليه، عن النواس بن سمعان قال‏:‏ سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الإثم فقال‏:‏ ‏(‏الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع الناس عليه‏)‏ ‏"‏رواه ابن أبي حاتم عن النواس بن سمعان‏"‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏121‏)‏
‏{‏ ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ‏}‏
استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أن الذبيحة لا تحل إذا لم يذكر اسم اللّه عليها وإن كان الذابح مسلماً، وقد اختلف الأئمة رحمهم اللّه في هذه المسألة على ثلاثة أقوال‏:‏ فمنهم من قال لا تحل هذه الذبيحة بهذه الصفة وسواء ترك التسمية عمداً أو سهواً وهو مروي عن ابن عمر ونافع والشعبي ومحمد بن سيرين، وهو رواية عن الإمام مالك وأحمد بن حنبل، وهو اختيار أبي ثور وداود الظاهري، واحتجوا لمذهبهم هذا بهذه الآية وبقوله في آية الصيد‏:‏ ‏{‏فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم اللّه عليه‏}‏، ثم أكد في هذه الآية بقوله‏:‏ ‏{‏وإنه لفسق‏}‏، والضمير قيل‏:‏ عائد على الأكل وقيل‏:‏ عائد على الذبح لغير اللّه، وبالأحاديث الواردة في الأمر بالتسمية عند الذبيحة والصيد كحديثي عدي بن حاتم‏:‏ ‏(‏إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم اللّه عليه فكل مما أمسك عليك وهو في الصحيحين، وحديث رافع بن خديج‏:‏ ما أنهر الدم وذكر اسم اللّه عليه فكلوه‏)‏ وهو في الصحيحين أيضاً، وحديث ابن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للجن‏:‏ ‏(‏لكم كل عظم ذكر اسم اللّه عليه‏)‏ ‏"‏رواه مسلم‏"‏؛ وعن عائشة رضي اللّه عنها أن ناساً قالوا‏:‏ يا رسول اللّه إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم اللّه عليه أم لا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏سموا عليه أنتم وكلوا‏)‏ قالت‏:‏ وكانوا حديثي عهد بالكفر ‏"‏رواه البخاري‏"‏‏.‏ ووجه الدلالة أنهم فهموا أن التسمية لا بد منها وخشوا أن لا تكون وجدت من أولئك لحداثة إسلامهم، فأمرهم بالاحتياط عند التسمية عند الأكل لتكون كالعوض عن المتروكة عند الذبح إن لم تكن وجدت، وأمرهم بإجراء أحكام المسلمين على السداد، واللّه أعلم‏.‏

والمذهب الثاني في المسألة‏:‏ أنه لا يشترط في التسمية، بل هي مستحبة، فإن تركت عمداً أو نسياناً لا يضر، وهذا مذهب الإمام الشافعي رحمه اللّه وجميع أصحابه، ورواية عن الإمام أحمد نقلها عنه حنبل، وهو رواية عن الإمام مالك، وحمل الشافعي الآية الكريمة‏:‏ ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه وإنه لفسق‏}‏ على ما ذبح لغير اللّه كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو فسقاً أهّل لغير اللّه به‏}‏، وقال عطاء ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه‏}‏ ينهى عن ذبائح كانت تذبحها قريش للأوثان وينهى عن ذبائح المجوس، وهذا المسلك الذي طرقه الإمام الشافعي قوي، وقال ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه‏}‏ قال‏:‏ هي الميتة‏.‏ وقد استدل لهذا المذهب بما
رواه أبو داود قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم اللّه أم لم يذكر إنه إن ذكر، لم يذكر إلا اسم اللّه‏)‏ وهذا مرسل يعضد بما رواه الدارقطني عن ابن عباس أنه قال‏:‏ ‏(‏إذا ذبح المسلم ولم يذكر اسم اللّه فليأكل فإن المسلم فيه اسم من أسماء اللّه‏)‏، واحتج البيهقي أيضاً بحديث عائشة رضي اللّه عنها المتقدم أن ناساً قالوا‏:‏ يا رسول اللّه إن قوماً حديثي عهد بجاهلية يأتوننا بلحم لا ندري أذكروا اسم اللّه عليه أم لا‏؟‏ فقال‏:‏‏(‏سموا أنتم وكلوا ‏)‏ قال‏:‏ فلو كان وجود التسمية شرطاً لم يرخص لهم إلا مع تحققها واللّه أعلم‏.‏

المذهب الثالث في المسألة‏:‏ إن ترك البسملة على الذبيحة نسياناً لم يضر، وإن تركها عمداً لم تحل، هذا هو المشهور من مذهب الإمام مالك وأحمد وبه يقول أبو حنيفة وإسحاق بن راهويه وهو مروي عن علي وابن عباس وطاووس والحسن البصري وغيرهم ، وقال ابن جرير رحمه اللّه‏:‏ من حرم ذبيحة الناسي فقد خرج من قول جميع الحجة، وخالف الخبر الثابت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك، يعني ما رواه الحافظ البيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏المسلم يكفيه اسمه إن نسي أن يسمي حين يذبح فليذكر اسم اللّه وليأكله‏)‏ ‏"‏قال ابن كثير‏:‏ هذا الحديث رفعه خطأ، أخطأ فيه معقل بن عبيد الله الجزري والأصح أنه من قول ابن عباس‏"‏، ثم نقل ابن جرير وغيره عن الشعبي ومحمد بن سيرين‏:‏ أنهما كرها متروك التسمية نسياناً، والسلف يطلقون الكراهة على التحريم كثيراً، واللّه أعلم، إلا أن من قاعدة ابن جرير أنه لا يعتبر قول الواحد ولا الإثنين مخالفاً لقول الجمهور فيعده إجماعاً، فليعلم هذا، واللّه الموفق‏.‏ واحتج لهذا المذهب بالحديث المروي من طرق عند ابن ماجه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن اللّه وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه‏)‏، وعن أبي هريرة قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه‏:‏ أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن يسمي‏؟‏ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏اسم اللّه على كل مسلم‏)‏ ‏"‏الحديث إسناده ضعيف كما نبه عليه ابن كثير رحمه اللّه‏"‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم‏}‏، قال ابن أبي حاتم عن أبي زميل قال‏:‏ كنت قاعداً عند ابن عباس وحج المختار بن أبي عبيد فجاءه رجل، فقال‏:‏ يا ابن عباس زعم أبو إسحاق أنه أوحي إليه الليلة، فقال ابن عباس‏:‏ صدق، فنفرت، وقلت‏:‏ يقول ابن عباس صدق‏؟‏ فقال ابن عباس‏:‏ هما وحيان، وحي اللّه، ووحي الشيطان، فوحي اللّه إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم، ووحي الشيطان إلى أوليائه، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم‏}‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏ وقد تقدم عن عكرمة في قوله‏:‏ ‏{‏يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً‏}‏ نحو هذا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ليجادلوكم‏}‏، عن سعيد بن جبير قال‏:‏ خاصمت اليهود النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا‏:‏ نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل اللّه‏؟‏ فأنزل اللّه‏:‏ {‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه وإنه لفسق‏}‏، وعن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه‏}‏ أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمداً وقولوا له‏:‏ فما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح اللّه عزَّ وجلَّ بشمشير من ذهب يعني الميته فهو حرام‏؟‏ فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون‏}‏ ‏"‏رواه الطبراني من حديث الحكم بن أبان‏"‏أي وإن الشياطين من فارس ليوحون إلى أوليائهم من قريش، وقال أبو داود عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم‏}‏ يقولون‏:‏ ما ذبح اللّه فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم فكلوه، فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم اللّه عليه‏}‏ ‏"‏رواه أبو داود وابن ماجه، قال ابن كثير‏:‏ وهذا إسناد صحيح‏"‏، وقال السدي في
تفسير هذه الآية‏:‏ إن المشركين قالوا للمسلمين‏:‏ كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة اللّه فما قتل اللّه فلا تأكلونه وما ذبحتم أنتم تأكلونه‏؟‏ فقال اللّه تعالى‏:‏ وإن أطعتموهم - في أكل الميتة ‏{‏إنكم لمشركون‏}‏ وهكذا قال مجاهد والضحاك وغير واحد من علماء السلف‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن أطعتموهم إنكم لمشركون‏}‏ أي حيث عدلتم عن أمر اللّه لكم وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره، فهذا هو الشرك، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه‏}‏ الآية، وقد روى الترمذي في تفسيرها عن عدي بن حاتم أنه قال‏:‏ يا رسول اللّه ما عبدوهم، فقال‏:‏ ‏(‏بلى إنهم أحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال، فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم‏)‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس