عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2014, 03:39 AM   رقم المشاركة : 6
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏52 ‏:‏ 53‏)‏
‏{‏ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ‏.‏- هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ‏}‏
يقول تعالى مخبراً عن إعذاره إلى المشركين بإرسال الرسل إليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول، وأنه كتاب مفصل مبين كقوله‏:‏ ‏{‏كتاب أحكمت آياته ثم فصلت‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏فصلناه على علم‏}‏ للعالمين، أي على علم منا بما فصلناه به كقوله‏:‏ ‏{‏أنزله بعلمه‏}‏، ولما أخبر بما صاروا إليه من الخسارة في الآخرة، ذكر أنه قد أزاح عللهم في الدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب كقوله‏:‏ ‏{‏وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا‏}‏، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏هل ينظرون إلا تأويله‏}‏ أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار، قاله مجاهد وغير واحد، وقال مالك‏:‏ ثوابه، وقال الربيع‏:‏ لا يزال يجيء من تأويله أمر حتى يتم يوم الحساب، حتى يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيتم تأويله يومئذ، قوله‏:‏ ‏{‏يوم يأتي تأويله‏}‏ أي يوم القيامة، ‏{‏يقول الذين نسوه من قبل‏}‏ أي تركوا العمل به وتناسوه في الدار الدنيا، ‏{‏قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا‏}‏ أي في خلاصنا مما صرنا إليه مما نحن فيه ‏{‏أو نرد‏}‏ إلى الدار الدنيا ‏{‏فنعمل غير الذي كنا نعمل‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون‏}‏ كما قال ههنا‏:‏ ‏{‏قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون‏}‏ أي خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها، ‏{‏وضل عنهم ما كانوا يفترون‏}‏ أي ذهب عنهم ما كانوا يعبدون من دون اللّه فلا يشفعون فيهم ولا ينصروهم ولا ينقذونهم مما هم فيه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏54‏)‏
‏{‏ إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ‏}‏
يخبر تعالى أنه خالق العالم؛ سماواته وأرضه وما بين ذلك في ستة أيام، كما أخبر بذلك في غير ما أية من القرآن، واختلفوا في هذه الأيام هل كل يوم منها كهذه الأيام كما هو المتبادر إلى الأذهان‏؟‏ أو كل يوم كألف سنة كما نص على ذلك مجاهد والإمام أحمد بن حنبل‏؟‏ فأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق لأنه اليوم السابع، ومنه سمي السبت، وهو القطع‏.‏ وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم استوى على العرش‏}‏ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها،

وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح وهو إمرارها، كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن اللّه فإن اللّه لا يشبهه شيء من خلقه و‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏، بل الأمر كما قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال‏:‏ من شبَّه اللّه بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف اللّه به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت للّه تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال اللّه، ونفى عن اللّه تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً‏}‏ أي يذهب ظلام هذا بضياء هذا، وضياء هذا بظلام هذا، وكل منهما يطلب الآخر طلباً حثيثاُ أي سريعاً لا يتأخر عنه،

بل إذا ذهب هذا جاء هذا وعكسه، كقوله‏:‏ ‏{‏وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏}‏، إلى قوله‏:‏ ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون‏}‏، فقوله‏:‏ ‏{‏ولا الليل سابق النهار‏}‏ أي لا يفوته بوقت يتأخر عنه بل هو في أثره بلا واسطة بينهما، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره‏}‏ أي الجميع تحت قهره وتسخيره ومشيئته، ولهذا قال منبهاً‏:‏ ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ أي له الملك والتصرف ‏{‏تبارك اللّه رب العالمين‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏تبارك الذي جعل في السماء بروجا‏}‏ الآية، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏من لم يحمد اللّه على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط عمله، ومن زعم أن اللّه جعل للعباد من الأمر شيئاً فقد كفر بما أنزل اللّه على أنبيائه‏)‏، لقوله‏:‏ ‏{‏ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه رب العالمين‏} ‏"‏رواه ابن جرير‏"‏، وفي الدعاء المأثور عن أبي الدرداء وروي مرفوعاً‏:‏ ‏(‏اللهم لك الملك كله، ولك الحمد كله، وإليك يرجع الأمر كله، أسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله‏)‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس