عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2014, 04:54 AM   رقم المشاركة : 10
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏96 ‏:‏ 99‏)‏
‏{‏ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ‏.‏ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ‏.‏ أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ‏.‏ أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ‏}‏

يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس‏}‏ أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس فإنهم آمنوا، وذلك بعدما عاينوا العذاب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فآمنوا فمتعناهم إلى حين‏}‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا في قرية من نذير‏}‏ الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا‏}‏ أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل، وصدقت به واتبعوه، واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات ‏{‏لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض‏}‏، أي قطر السماء ونبات الأرض، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون‏}‏ أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم، ثم قال تعالى مخوفاً ومحذراً من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره ‏{‏أفأمن أهل القرى‏}‏ أي الكافرة ‏{‏أن يأتيهم بأسنا‏}‏ أي عذابنا ونكالنا، ‏{‏بياتا‏}‏ أي ليلاً ‏{‏وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون‏}‏ أي في حال شغلهم وغفلتهم، ‏{‏أفأمنوا مكر الله‏}‏ أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم، وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم، ‏{‏فلا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون‏}‏، ولهذا قال الحسن البصري رحمه اللّه‏:‏ المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏100‏)‏
‏{‏ أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم
ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ‏}‏

قال ابن عباس المعنى‏:‏ أولم يتبين لهم أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم، وقال ابن جرير في تفسيرها‏:‏ أولم يتبين للذين يستخلفون في الأرض من بعد إهلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها فساروا سيرتهم، وعملوا أعمالهم، وعتوا على ربهم ‏{‏أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم‏}‏ يقول‏:‏ أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمن قبلهم، ‏{‏ونطبع على قلوبهم‏}‏ يقول‏:‏ ونختم على قلوبهم، ‏{‏فهم لا يسمعون‏}‏ موعظة ولا تذكيراً‏.‏ وهكذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم‏}‏؛ وقال‏:‏ ‏{‏أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وكم أهلكنا من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا‏}‏ أي هل ترى لهم شخصاً أو تسمع لهم صوتاً‏؟‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير‏}‏‏؟‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد‏}‏ إلى غير ذلك من الآيات الدالة على حلول نقمه بأعدائه، وحصول نعمه لأوليائه، ولهذا عقب ذلك بقوله وهو أصدق القائلين‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏101 ‏:‏ 102‏)‏
‏{‏ تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ‏.‏ وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ‏}‏

لما قص تعالى على نبيه صلى اللّه عليه وسلم خبر قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وما كان من إهلاكه الكافرين وإنجائه المؤمنين وأنه تعالى أعذر إليهم بأن بين لهم الحق بالحجج على ألسنة الرسل صلوات اللّه عليهم أجمعين، قال تعالى‏:‏ ‏{‏تلك القرى نقص عليك‏}‏ أي يا محمد ‏{‏من أنبائها‏}‏ أي من أخبارها، ‏{‏ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات‏}‏ أي الحجج على صدقهم فيما أخبروهم به، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل‏}‏ الباء سببية أي فما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم، كقوله‏:‏ ‏{‏وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون‏}‏، ولهذا قال هنا‏:‏ ‏{‏كذلك يطبع اللّه على قلوب الكافرين وما وجدنا لأكثرهم‏}‏ أي لأكثر الأمم الماضية ‏{‏من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين‏}‏ أي ولقد وجدنا أكثرهم فاسقين، خارجين عن الطاعة والامتثال‏.‏ والعهد الذي أخذه هو ما جبلهم عليه وفطرهم عليه،

وأخذ عليهم في الأصلاب أنه ربهم ومليكهم، فخالفوه وتركوه وراء ظهورهم، وعبدوا مع اللّه غيره بلا دليل ولا حجة، لا من عقل ولا شرع‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون‏}‏‏؟‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت‏}‏‏.‏ إلى غير ذلك من الآيات، وقد قيل في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل‏}‏، عن أبي بن كعب قال‏:‏ كان في علمه تعالى يوم أقروا له بالميثاق، أي فما كانوا ليؤمنوا لعلم اللّه منهم ذلك، واختاره ابن جرير، وقال السدي ‏{‏فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل‏}‏ قال‏:‏ ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرهاً‏.‏ وقال مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل‏}‏، هذا كقوله‏:‏ ‏{‏ولو ردوا لعادوا‏}‏ الآية‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏103‏)‏
‏{‏ ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر
كيف كان عاقبة المفسدين ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ثم بعثنا من بعدهم‏}‏ أي الرسل المتقدم ذكرهم كنوح وهود وصالح ولوط وشعيب صلوات اللّه وسلامه عليهم وعلى سائر أنبياء اللّه أجمعين، ‏{‏موسى بآياتنا‏}‏ أي بحجتنا ودلائلنا البينة إلى فرعون - وهو ملك مصر في زمن موسى - ‏{‏وملئه‏}‏ أي قومه، ‏{‏فظلموا بها‏}‏ أي جحدوا وكفروا بها ظلماً منهم وعناداً، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا‏}‏، ‏{‏فانظر كيف كان عاقبة المفسدين‏}‏ أي الذين صدوا عن سبيل اللّه وكذبوا رسله،

أي انظر يا محمد كيف فعلنا بهم وأغرقناهم عن آخرهم بمرأى من موسى وقومه، وهذا أبلغ في النكال بفرعون وقومه، وأشفى لقلوب أولياء اللّه موسى وقومه من المؤمنين به‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏104 ‏:‏ 106‏)‏
‏{‏ وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين ‏.‏ حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل ‏.‏ قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ‏}‏

يخبر تعالى عن مناظرة موسى لفرعون وإلجامه إياه بالحجة، وإظهاره الآيات البينات بحضرة فرعون وقومه من قبط مصر، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين‏}‏ أي أرسلني الذي هو خالق كل شيء وربه ومليكه ‏{‏حقيق على أن لا أقول على اللّه إلا الحق‏}‏، قال بعضهم‏:‏ معناه حقيق بأن لا أقول على اللّه إلا الحق، أي جدير بذك وحري به، قالوا‏:‏ والباء وعلى يتعاقبان، يقال‏:‏ رميت بالقوس وعلى القوس، وقال بعض المفسرين‏:‏ معناه حريص على أن لا أقول على اللّه إلا الحق، وقرأ آخرون من أهل المدينة‏:‏ حقيق عليَّ، بمعنى واجب وحق عليَّ ذلك، أن لا أخبر عنه إلا بما هو حق وصدق، لما أعلم من جلاله وعظيم شأنه، ‏{‏قد جئتكم ببينة من ربكم‏}‏ أي بحجة قاطعة من اللّه أعطانيها دليلاً على صدقي فيما جئتكم به، ‏{‏فأرسل معي بني إسرائيل‏}‏ أي أطلقهم من أسرك وقهرك ودعهم وعبادة ربهم، فإنهم من سلالة نبي كريم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، ‏{‏قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين‏}‏ أي قال فرعون‏:‏ لست بمصدقك فيما قلت، ولا بمعطيك فيما طلبت، فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقاً فيما ادعيت‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏107 ‏:‏ 108‏)‏
‏{‏ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ‏.‏ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ‏}‏

قال ابن عباس‏:‏{‏فألقى عصاه‏}
‏ فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها، مسرعة إلى فرعون، فلما رآها فرعون أنها قاصدة إليه اقتحم عن سريره، واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل، وقال قتادة‏:‏ تحولت حية عظيمة مثل المدينة،

قال السدي في قوله ‏{‏فإذا هي ثعبان مبين‏}‏‏:‏ الثعبان الذكر من الحيات، فاتحة فاها، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه، فلما رآها ذعر منها ووثب وأحدث، وصاح‏:‏ يا موسى خذها وأنا أؤمن بك، وأرسل معك بني إسرائيل، فأخذها موسى عليه السلام فعادت عصا، وقوله ‏{‏ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين‏}‏‏:‏ أي أخرج يده من درعه بعدما أدخلها فيه، فإذا هي بيضاء تلألأ من غير برص ولا مرض، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء‏}‏ الآية‏.‏ وقال ابن عباس ‏{‏من غير سوء‏}‏ يعني من غير برص، ثم أعادها إلى كمه، فعادت إلى لونها الأول‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏109 ‏:‏ 110‏)‏
‏{‏ قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم ‏.‏ يريد أن يخرجكم من
أرضكم فماذا تأمرون ‏}‏

أي قال الملأ وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون فيه بعدما رجع إليه روعه واستقر على سرير مملكته، بعد ذلك قال للملأ حوله‏:‏ ‏{‏إن هذا لساحر عليم‏}‏ فوافقوه، وقالوا كمقالته، وتشاوروا في أمره كيف يصنعون في أمره، وكيف تكون حيلتهم في إطفاء نوره، وإخماد كلمته وظهور كذبه وافترائه، وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون فيكون ذلك سبباً لظهوره عليهم، وإخراجه إياهم من أرضهم، والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون‏}‏ فلما تشاوروا في شأنه وائتمروا بما فيه اتفق رأيهم على ما حكاه اللّه تعالى عنهم في قوله تعالى‏:‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏111 ‏:‏ 112‏)‏
‏{‏ قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين ‏.‏ يأتوك بكل ساحر عليم ‏}‏

قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏أرجه‏}‏ أخره‏:‏ وقال قتادة‏:‏ احبسه ‏{‏وأرسل‏}‏ أي ابعث، ‏{‏في المدائن‏}‏ أي في الأقاليم ومدائن ملكك ‏{‏حاشرين‏}‏ أي من يحشر لك السحرة من سائر البلاد ويجمعهم، وقد كان السحر في زمانهم غالباً كثيراً ظاهراً، واعتقد من اعتقد منهم، وأوهم منهم أن ما جاء موسى به عليه السلام من قبيل ما تشعبذه سحرتهم، فلهذا جمعوا له السحرة ليعارضوا بنظير ما أراهم من البينات، كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال‏:
‏ ‏{‏أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى، فلنأتينك بسحر مثلهن فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى‏}‏‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏113 ‏:‏ 114‏)‏
‏{‏ وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ‏.‏
قال نعم وإنكم لمن المقربين ‏}‏

يخبر تعالى عما تشارط عليه فرعون والسحرة الذين استدعاهم لمعارضة موسى عليه السلام، إن غلبوا موسى ليثيبنهم وليعطينهم عطاء جزيلاً، فوعدهم ومنّاهم أن يعطيهم ما أرادوا ويجعلهم من جلسائه والمقربين عنده، فلما توثقوا من فرعون لعنه اللّه‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏115 ‏:‏ 116‏)‏
‏{‏ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ‏.‏- قال ألقوا فلما
ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم ‏}‏

هذه مبارزة من السحرة لموسى عليه السلام في قولهم‏:‏ ‏{‏إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين‏}‏ أي قبلك، كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏وإما نكون أول من ألقى‏}‏، فقال لهم موسى عليه السلام‏:‏ ألقوا أي أنتم أولاً، قيل‏:‏ الحكمة في هذا - واللّه أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا فرغوا من بهرجهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد التطلّب له والانتظار منهم لمجيئه، فيكون أوقع في النفوس وكذا كان، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم‏}‏ أي خيلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه له حقيقة في الخارج، ولم يكن إلا مجرد صنعة وخيال، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا حبالهم وعصيهم يخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى‏}‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً قال‏:‏ فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى، وقال محمد بن إسحاق‏:‏ ألقى كل رجل منهم ما في يده من الحبال والعصي‏:‏ فإذا حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً‏.‏ وقال السدي‏:‏ كانوا بضعة وثلاثين ألف رجل، ليس رجل منهم إلا ومعه حبل وعصا، ‏{‏فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم‏}‏ يقول‏:‏ فرقوهم أي من الفرق، حتى جعل يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وجاؤوا بسحر عظيم‏}‏‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس