عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2014, 03:21 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


حمدًا لله حمدًا، وشُكرًا لربِّي شُكرًا، جاوَزَ الحدَّ ونافَا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نلهَجُ بها اعتِقادًا واعتِرافًا،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أُسوةُ البريَّة استِرواحًا واصطِيافًا،
وعلى آلهِ وصحبِه كانوا على الهُدى أحلافًا،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما انهَمَر هاطِلٌ وكَّافًا.

أما بعـــد ...

فاتقوا الله - عباد الله -، وزكُّوا أوقاتَكم بالطاعاتِ واعمُروها،
واستكنِزُوا الأعمارَ بالقُرُبات واغمُروها.
أمة الإسلام:
ومع الانسِرابِ في صوارِف الإجازة الشخصيَّة التي تخلَعُ على المُجتمعات
مظاهِرَ البهجَة والاستِرواح، ومطارِفَ الحَضرة والانشِراح؛
فإنه لا معدَى لنا والمآسِي تقضِمُ أمَّتَنا أن نتذكَّر الأحوال المُعرِقة،
والمِحَن المُحرِقة في أرضِ الإسراء والمِعراج: فلسطين الجريحة المريعة،
وبلاد الشام المُلتاعَة الصريعة؛ حيث الدمُ الثَّجَّاج، والطُّغيان الأرعَنُ المُهتاج،
الذي هصَرَ إخوانَنا في العقيدة من قِبَل عُصبة التقتيل والتدمير.
سعيًا لنُصرة قضاياهم، وتخفيفًا من رزاياهم. فرَّج الله كُربَتهم،
وجمعَ فُرقتَهم، وحمَى بالتآزُرِ بيضتَهم، وقيَّضَ الغُيُرَ لنُصرتهم،
إن ربي سميعٌ مُجيبٌ رحيمٌ، جوادٌ كريمٌ.
وكذا من يتعرَّضُون للهِيبِ الشمسِ الحارِقة، ويعمَلون ويكدَحون تحت سِياطِها اللافِحة،
فلهم حقُّ الرِّفقِ والعَطفِ والمُواساة، وعدمِ نِسيانِهم من اللَّمَسات الإنسانيَّة الحانِية،
والتعامُلات الشَّفيفَة الحادِبة.
أيها الأحِبَّة :
وهمسةُ محبَّةٍ إلى من ولَّوا وجوهَهم صوبَ السياحة والأسفار،
ويمَّموا نواياهم شطرَ المُجتمعات والأقطار، يبغُون الفُسحةَ والإيناس،
والترويحَ بين الخمائِل والغِراس؛ أن كُونوا للإنسان خيرَ رادَة، وللشريعة أنبَل قادَة،
ولبلادِكم أنفَل سُفراءٍ وسَادَة، تُحقِّقُوا لأنفُسِكم وأمَّتكم الخيرَ والسعادة.
ولتكُن أسفارُكم دومًا مُفعمةً بالعِزِّ والطاعَة، والبرِّ والاغتِنام،
ولتحذَرُوا أن تشُدُّوا رِحالَكم للضَّعَة والتِّرَة والاغتِمام، ومباءَات الفُجور والأقتام.
مع الحِرصِ الأكيد على الازدِلافِ إلى المولَى العزيز الحميد؛
وذلك بالمُحافظة على الفرائِض والواجِبات والسُّنن، وأقوَم الآداب وأطهَر السَّنَن.
ساعتئِذٍ ما أبهَى السَّفرَ والسياحَة، في روحِ إيمانٍ وراحَة، ومعانٍ بالخير والهُدى فوَّاحة.
نستودِعُ اللهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتِيمَ أعمالِكم، زوَّدَكم الله التقوى، وغفرَ ذنوبَكم.
ومما يُذكَّرُ به من عزَموا على إقامةِ مُناسبَات الأفراح والزوَاجات:
اللهَ اللهَ في رِعاية الضوابِط الشرعيَّة في هذه المُناسبات الاجتماعيَّة؛
من الاقتِصاد والترشِيد والطاعة، والبُعد عن الإسرافِ والبَذخِ والمعاصِي
وضُروبِ الإضاعة.
بارَكَ اللهم لكم، وبارَك عليكم، وجمعَ بينَكم في خيرٍ.
هذا وصلُّوا وسلِّموا - رحمكم الله - على سيِّد الأوائِل والأواخِر
النبي المُجتبى ذي المناقِب الذواخِر، وآلِه ذوِي الطُّهر والمفاخِر،
وصحبِه أُولِي المكارِم والمآثِر، فقد أمرَكم بذلك المولَى الجليل،
فقال تعالى في أصدَق القِيل، ومُحكَم التنزيل:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
وأخرج الإمام مسلمٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصِ
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا )
فـصـلَّـى الله والأمـلاكُ جـمـعًـا
عـلـى داعِ الـبـريَّـة والـرَّشـادِ
وآلٍ صـالـحِـيــن لـهــم ثــنــاءٌ
بـنُـورِ الـقـلـبِ سـطَّــرَه مِــدادِ
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّد الأولين والآخرين،
ورحمةِ الله للعالمين: نبيِّنا وحبيبِنا وقُدوتنا محمدِ بن عبد الله،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانُوا يعدِلون:
أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن زوجاتِه الطاهرات أمهات المُؤمنين،
وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،
واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، وسائر بلاد المُسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في ديارِنا، وأصلِح أئمَّتنا ووُلاةَ أمورنا،
وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضَى،
وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، وهيِّئ له البِطانة الصالِحة التي تدلُّه على الخير
وتُعينُه عليه، اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه
وأعوانَه إلى ما فيه صلاحُ البلاد والعباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس