عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2014, 04:05 AM   رقم المشاركة : 6
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏63 ‏:‏ 64‏)‏
‏{‏ فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون ‏.‏ قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ‏}‏

يقول تعالى عنهم إنهم رجعوا إلى أبيهم‏:‏ ‏{‏قالوا يا أبانا منع منا الكيل‏}‏ يعنون بعد هذه المرة إن لم ترسل معنا أخانا بنيامين ، فأرسله معنا نكتل ‏{‏وإنا له لحافظون‏}‏ أي لا تخف عليه فإنه سيرجع إليك، وهذا كما قالوا له في يوسف ‏{‏أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون‏}‏ ولهذا قال لهم‏:‏ ‏{‏قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل‏}‏ أي هل أنتم صانعون به إلا كما صنعتم بأخيه من قبل، تغيبونه عني وتحولون بيني وبينه‏؟‏ ‏{‏فاللّه خير حافظا‏}‏، ‏{‏وهو أرحم الراحمين‏}‏ أي هو أرحم الراحمين بي وسيرحم كبري وضعفي ووجدي بولدي وأرجو من اللّه أن يرده عليَّ ويجمع شملي به، إنه أرحم الراحمين‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏65 ‏:‏ 66‏)‏
‏{‏ ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير ‏.‏ قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ولما فتح إخوة يوسف متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، هي التي كان أمر يوسف فتيانه بوضعها في رحالهم، ولما وجدوها في متاعهم ‏{‏قالوا يا أبانا ما نبغي‏}‏ أي ماذا نريد، ‏{‏هذه بضاعتنا ردت إلينا‏}‏، كما قال قتادة‏:‏ ما نبغي وراء هذا إن بضاعتنا ردت إلينا وقد أوفى لنا الكيل، ‏{‏ونمير أهلنا‏}‏ أي إذا أرسلت أخانا معنا نأتي بالميرة إلى أهلنا، ‏{‏ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير‏}‏، وذلك أن يوسف عليه السلام كان يعطي كل رجل حمل بعير، ‏{‏ذلك كيل يسير‏}‏ هذا من تمام الكلام وتحسينه، أي إن هذا يسير في مقابلة أخذ أخيهم ما يعدل هذا، ‏{‏قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من اللّه‏}‏ أي تحلفون بالعهود والمواثيق، ‏{‏لتأتنني به إلا أن يحاط بكم‏}‏، إلا أن تغلبوا كلكم ولا تقدرون على تخليصه، ‏{‏فلما آتوه موثقهم‏}‏ أكده عليهم، ‏{‏قال اللّه على ما نقول وكيل‏}‏، قال ابن إسحاق‏:‏ وإنما فعل ذلك لأنه لم يجد بداً من بعثهم لأجل الميرة التي لا غنى لهم عنها فبعثه معهم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏67 ‏:‏ 68‏)‏
‏{‏ وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ‏.‏ ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ‏}‏

يقول تعالى إخباراً عن يعقوب عليه السلام‏:‏ أنه أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر أن لا يدخلوا من باب واحد، وليدخلوا من أبواب متفرقة، فإنه - كما قال ابن عباس والسدي وغير واحد - خشي عليهم العين، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء، فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم، فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه، وقوله‏:‏ ‏{‏وما أغني عنكم من اللّه من شيء‏}‏ أي أن هذا الاحتراز لا يرد قدر اللّه وقضاءه، فإن اللّه إذا أراد شيئاً لا يخالف ولا يمانع، ‏{‏إن الحكم إلا للّه عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون * ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها‏}‏، قالوا‏:‏ هي دفع إصابة العين لهم ‏{‏وإنه لذو علم لما علمناه‏}‏، قال قتادة‏:‏ لذو علم بعلمه، وقال ابن جرير‏:‏ لذو علم لتعليمنا إياه ‏{‏ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏69‏)‏
‏{‏ ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ‏}‏

يخبر تعالى عن إخوة يوسف لما قدموا على يوسف ومعهم بنيامين وأدخلهم دار كرامته ومنزل ضيافته، وأفاض عليهم الصلة والإلطاف والإحسان، واختلى بأخيه، فأطلعه على شأنه وما جرى له وعرفه أنه أخوه وقال له‏:‏ ‏{‏لا تبتئس‏}‏، أي لا تأسف على ما صنعوا بي، وأمره
بكتمان ذلك عنهم، وأن لا يطلعهم على ما أطلعه عليه من أنه أخوه، وتواطأ معه أنه سيحتال على أن يبقيه عنده معززاً مكرماً معظماً‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏70 ‏:‏ 72‏)‏
‏{‏ فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ‏.‏ قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون ‏.‏ قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ‏}‏

لما جهزهم وحمل معهم أبعرتهم طعاماً أمر بعض فتيانه أن يضع ‏{‏السقاية‏}‏ وهي إناء من فضة في قول الأكثرين، وقيل‏:‏ من ذهب، ويكيل للناس به من عزة الطعام إذ ذاك، قاله ابن عباس ومجاهد، وعن ابن عباس‏:‏ ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ كان من فضة يشربون فيه، وكان للعباس مثله في الجاهلية، فوضعها في متاع بنيامين من حيث لا يشعر أحد، ثم نادى مناد بينهم‏:‏ ‏{‏أيتها العير إنكم لسارقون‏}‏، فالتفتوا إلى المنادي، وقالوا‏:‏ ‏{‏ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك‏}‏ أي صاعه الذي يكيل به، ‏{‏ولمن جاء به حمل بعير‏}‏ وهذا من باب الجعالة، ‏{‏وأنا به زعيم‏}‏ وهذا من باب الضمان والكفالة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏73 ‏:‏ 76‏)‏
‏{ قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ‏.‏ قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين ‏.‏ قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين ‏.‏ فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ‏}‏

لما اتهمهم أولئك الفتيان بالسرقة قال لهم إخوة يوسف‏:‏ ‏{‏تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين‏}‏ أي لقد تحققتم وعلمتم منذ عرفتمونا، لأنهم شاهدوا منهم سيرة حسنة، إنا ‏{‏ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين‏}‏ أي ليست سجايانا تقتضي هذه الصفة، فقال لهم الفتيان‏:‏ ‏{‏فما جزاؤه‏}‏ أي السارق إن كان فيكم ‏{‏إن كنتم كاذبين‏}‏ أي‏:‏ أيُّ شيء يكون عقوبته إن وجدنا فيكم من أخذه‏؟‏ ‏{‏قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين‏}‏، وهكذا كانت شريعة إبراهيم عليه السلام أن السارق يدفع إلى المسروق منه، وهذا هو الذي أراد يوسف عليه السلام، ولهذا بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، أي فتّشها قبله تورية، ‏{‏ثم استخرجها من وعاء أخيه‏}‏ فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم وإلزمهم بما يعتقدونه، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏كذلك كدنا ليوسف‏}‏ وهذا من الكيد المحبوب المراد الذي يحبه ويرضاه لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة، وقوله‏:‏ ‏{‏ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك‏}‏ أي لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر، وإنما كان يعلم ذلك من شريعتهم، ولهذا مدحه اللّه تعالى فقال‏:‏ ‏{‏نرفع درجات من نشاء‏}‏، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يرفع اللّه الذين آمنوا منكم‏}‏ الآية، ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏‏.‏ قال الحسن البصري‏:‏ ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي إلى اللّه عزَّ وجلَّ‏.‏ عن سعيد بن جبير قال‏:‏ كنا عند ابن عباس فحدّث بحديث عجيب، فتعجب رجل فقال‏:‏ الحمد للّه، فوق كل ذي علم عليم، فقال ابن عباس‏:‏ بئس ما قلت، اللّه العليم فوق كل عالم أخرجه عبد الرزاق عن سعيد بن جبير ، يكون هذا أعلم من هذا وهذا أعلم من هذا، واللّه فوق كل عالم، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ حتى ينتهي العلم إلى اللّه، منه بدئ وتعلمت العلماء وإليه يعود‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏77‏)‏
{‏ قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون ‏}‏

وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامين ‏{‏إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل‏}‏ يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف عليه السلام‏.‏ قال قتادة‏:‏ كان يوسف عليه السلام قد سرق صنماً لجده أبي أمه فكسره، وقوله‏:‏ ‏{‏فأسرها يوسف في نفسه‏}‏ يعني الكلمة التي بعدها وهي قوله‏:‏ ‏{‏أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون‏}‏ أي تذكرون، قال هذا في نفسه ولم يبدها لهم، وهذا من باب الإضمار قبل الذكر، وله شواهد كثيرة في القرآن والحديث واللغة، قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏فأسرها يوسف في نفسه‏}‏ قال‏:‏ أسرَّ في نفسه ‏{‏أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏78 ‏:‏ 79‏)‏
‏{‏ قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين ‏.‏ قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ‏}‏

لما تعين أخذ بنيامين وتقرر تركه عند يوسف بمقتضى اعترافهم، شرعوا يترققون له ويعطّفونه عليهم ‏{‏قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا‏}‏ يعنون وهو يحبه حباً شديداً ويتسلى به عن ولده الذي فقده، ‏{‏فخذ أحدنا مكانه‏}‏ أي بدله يكون عندك عوضاً عنه، ‏{‏إنا نراك من المحسنين‏}‏ أي العادلين المنصفين القابلين للخير، ‏{‏قال معاذ اللّه أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده‏}‏ أي كما قلتم واعترفتم، ‏{‏إنا إذا لظالمون‏}‏ أي إن أخذنا بريئاً بمذنب‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏80 ‏:‏ 82‏)‏
‏{‏ فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ‏.‏ ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ‏.‏ واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ‏}‏

يخبر تعالى عن إخوة يوسف أنهم لما يئسوا من تخليص أخيهم بنيامين الذي قد التزموا لأبيهم برده إليه وعاهدوه على ذلك فامتنع عليهم ذلك ‏{‏خلصوا‏}‏ أي انفردوا عن الناس ‏{‏نجيا‏}‏ يتناجون فيما بينهم، ‏{‏قال كبيرهم‏}‏ وهو الذي أشار عليهم بإلقائه في البئر عندما هموا بقتله قال لهم‏:‏ ‏{‏ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من اللّه‏}‏ لتردنه إليه، فقد رأيتم كيف تعذر عليكم ذلك مع ما تقدم لكم من إضاعة يوسف عنه، ‏{‏فلن أبرح الأرض‏}‏ أي لن افارق هذه البلدة ‏{‏حتى يأذن لي أبي‏}‏ في الرجوع إليه راضياً عني، ‏{‏أو يحكم اللّه لي‏}‏ بأن يمكنني من أخذ أخي ‏{‏وهو خير الحاكمين‏}‏، ثم أمرهم بأن يخبروا أباهم بصورة ما وقع حتى يكون عذراً لهم عنده، ويتنصلوا إليه ويبرأوا مما وقع بقولهم، وقوله‏:‏ ‏{‏وما كنا للغيب حافظين‏}‏، قال قتادة‏:‏ ما علمنا أن ابنك سرق، ‏{‏واسأل القرية التي كنا فيها‏}‏ قيل المراد مصر، وقيل غيرها‏:‏ ‏{‏والعير التي أقبلنا فيها‏}‏ أي التي رافقناها عن صدقنا وأمانتنا وحفظنا وحراستنا، ‏{‏وإنا لصادقون‏}‏ فيما أخبرناك به من أنه سرق وأخذوه بسرقته‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس