عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2014, 07:26 AM   رقم المشاركة : 3
حايـ الدمعه ـر
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية حايـ الدمعه ـر
 






حايـ الدمعه ـر غير متصل

المجادلة هي : مقابلة الحجة بالحجة ، وكشف الشبه لدى من تجادله بالأدلة المقنعة والبراهين الواضحةفالمجادلة والجدل في الأصل هو الاحتجاج لتصويب رأي ورد ما يخالفه ، فهو حوار وتبادل في الأدلة ومناقشتها ؛ لأن من الناس من لا تقنعه الموعظة ولا التوجيه والإرشاد ، فيحتاج إلى مجادلة ومناظرة لإقناعه وتوجيهه ، فقد تكون عند البَعض شبهة ، أو يقع في تأويل ما ، فهذا الجنس من الناس يحتاج إلى مجادلة ومناظرة ، بما يراه المُجادل والمناظر مناسبا من حاله ، مع الأخذ بالاعتبار طبيعة الزمان والمكان ، وأيضا عقيدة المناظر ومذهبه ، فإن هذا من الحكمة

أساس المجادلة : الرغبة في الوصول إلى الحق

وغالب المناظرات التي وصلتنا كانت تقوم على أساس من الاحترام المتبادل ، والرغبة من الطرفين في الوصول إلى الحق ، واستخدام أدوات المجادلة الصحيحة ، وتصحيح النيات ، وعدم استعمال خلفيات مسبقة ، وإنما إحسان الظن بالخصم ، وعدم سحب نتائج المجادلة إلى الحياة العملية ، إنما تنتهي بانتهاء مجلسها ، يقول يونس الصفدي : ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني وأخذ بيدي ، ثم قال : يا أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة سير أعلام النبلاء 10/ 16

وأما مع غير المسلمين فالواجب أيضا استعمال الأسلوب الحسن في النقاش ، واحترام الخصم المقابل ، وإن سوء أدب المقابل ، وقلة حيائه لا يسوغ أبدا معاملته بالمثل ؛ لأن المسلم يتعامل من منطلق ما يمليه عليه دينه ، وما تفرضه أخلاقه إلا الذين ظلموا منهم



أدب القرآن السامي في هذا الباب

وقد أعطانا القرآن الكريم نماذج تطبيقية للمجادلة بالتي هي أحسن ، تربية لنا ، وتعليماً ، منها
قول الله تعالى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا آل عمران:64
وقد أمر الله تعالى نبييه موسى وهارون ، عليهما السلام ، أن يجادلا الطاغية فرعون بالتي هي أحسن ، وأن يلينا له القول ، قال تعالى : فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى طه:44
وقال تعالى مادحاً نبيه صلى الله عليه وسلم ، بما امتن عليه ، من جعله رحيماً بالمدعوين ، مشفقاً عليهم ، وأن ذلك من أسباب إقبالهم عليه فقال : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ آل عمران

على كل حال ؛ فإن حسن الخلق مع الغير قيمةٌ أعلى في الإسلام من شأنها ، وأكثر من الإشارة إليها ؛ فهي أحد معايير القرب من الله تعالى
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ








رد مع اقتباس