عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-2002, 02:16 PM   رقم المشاركة : 10
××دمـ ألم ـعة××
سحــابة صيف
 
الصورة الرمزية ××دمـ ألم ـعة××
 





××دمـ ألم ـعة×× غير متصل

[gl]طعام أهل الجنة وشرابهم[/gl]

طعام وشراب أهل الجنة

في الجنة ما تشتهيه الأنفس من المآكل والمشارب ( وفاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون) ، وقال تعالى ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين )، وقد أباح الله لهم أن يتناولوا منها خيراتها وألوان طعامها وشرابها ما يشتهون (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )

وقد ورد أن في الجنة بحر الماء وبحر الخمر وبحر اللبن وبحر العسل ، وأن أنهار الجنة تنشق من هذه البحار ، وفي الجنة عيون كثيرة ، وأهل الجنة يشربون من تلك البحار والأنهار والعيون



خمر أهل الجنة

من الشراب الذي يتفضل الله به على أهل الجنة الخمر ، وخمر الجنة خالي من العيوب والآفات التي تتصف بها خمر الدنيا، فخمر الدنيا تذهب العقول ، وتصدع الرؤوس ، وتوجع البطون ، وتمرض الأبدان، وتجلب الأسقام ، وقد تكون معيبة في صنعها أو لونها أو غير ذلك ، أما خمر الجنة فإنها خالية من ذلك كله ، جميلة صافية رائقة قال تعالى ( يطاف عليهم بكأس من معين ، بيضاء لذة للشاربين ، لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) . فقد وصف الله جمال لونها ( بيضاء ) ثم بين أنها تلذ شاربها من غير اغتيال لعقله، كما قال ( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) ، ثم إن شاربها لا يمل من شربها ( ولا هم عنها ينزفون ) ، وقال في موضع آخر يصف خمر الجنة ( يطوف عليهم ولدان مخلدون، بأكواب وأباريق وكأس من معين ، لا يصدعون عنها ولا ينزفون )، قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات: " لا تصدع رؤوسهم، ولا تنزف عقولهم ، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة، وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال: في الخمر أربعة خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله خمر الجنة ونزهها عن هذه الخصال"ا

وقال الحق في موضع آخر ( يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك ) ، والرحيق: الخمر ، ووصف هذا الخمر بوصفين ، الأول: أنه مختوم أي موضوع عليه خاتم . الأمر الثاني : أنهم إذا شربوه وجدوا في ختام شربهم له رائحة المسك



أول طعام أهل الجنة

أول طعام يتحف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده ، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة ) ، فأتى رجل من اليهود ، فقال : بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال: " بلى " ، قال : تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر النبي صلى الله عيله وسلم إلينا ، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال : ( ألا أخبرك بإدامهم ؟ بالام والنون، وقالوا وما هذا ؟ قال : ثور ونون ، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا )

قال النووي في شرح الحديث ما ملخصه: ( النزل: ما يعد للضيف عند نزوله ، ويتكفأها بيده ، أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي ، لأنها ليسن منبسطة، كالرقاقة ونحوها ، ومعنى الحديث : أن الله تعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم ، ويكون طعاما ونزلا لأهل الجنة ، والنون : الثور ( والـ بالام ) : لفظة عبرانية ، معناها : ثور ، وزائدة كبد الحوت : هي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد ، وهي أطيبها )ا

وفي صحيح البخاري أن عبدالله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها : ( ما أول شيء يأكله أهل الجنة ؟ فقال : زيادة كبد الحوت )ا

وفي صحيح مسلم عن ثوبان أن يهوديا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال: زيادة كبد الحوت . قال فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها . قال فما شرابهم عليه ؟ قال : من عين تسمى سلسبيلا . قال : صدقت )ا



طعام أهل الجنة وشرابهم لا دنس معه

الجنة دار خالصة من الأذى ، وأهلها مطهرون من أوشاب أهل الدنيا ، ففي الحديث الذي يرويه صاحبا الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يمتخطون ، ولا يبزقون ) ، وليس هذا خاص بأول زمرة تدخل الجنة ، وإنما هو عام في كل من يدخل الجنة ففي رواية عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل، لا يتغوطون ، ولا يتبولون ، ولا يمتخطون، ولا يبزقون )ا

وقد يقال : فأين تذهب فضلات الطعام والشراب ، وقد وجه هذا السؤال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه ، فأفاد أن بقايا الطعام والشراب تتحول على رشح كرشح المسك يفيض من أجسادهم ، كما يتحول بعض منه إلى جشاء، ولكنه جشاء تنبعث منه روائح طيبة عبقة عطرة، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يتبولون ، ولا يتغوطون ولا يمتخطون . قالوا : فما بال الطعام ؟ قال : جشاء كجشاء المسك )ا



لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون

إذا كان أهل الجنة فيها خالدون، وكانت خالية من الآلام والأوجاع والأمراض ، لا جوع فيها ولا عطش ، ولا قاذورات ولا أوساخ ، فلماذا يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ، ولماذا يتطيبون ويمتشطون ؟ا

أجاب القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائلا : ( نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمأ، ولا تطيبهم عن نتن، وإنما هي لذات متوالية، ونعم متتابعة ، ألا ترى قوله تعالى لآدم ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ، وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحى) . وحكمة ذلك أن الله تعالى عرفهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزادهم على ذلك مالا يعلمه إلا الله عز وجل )ا



آنية طعام أهل الجنة وشرابهم

آنية طعام أهل الجنة التي يأكلون ويشربون بها من الذهب والفضة، قال تعالى ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب) ، أي وأكواب من ذهب ، وقال ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا، قواريرا من فضة قدروها تقديرا ) ، أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة

وقد روى البخارس ومسلم في صحيحهما عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ................ وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ) ا

[gl]دواب الجنة وطيورها[/gl]

في الجنة من الطيور والدواب مالا يعلمه إلا الله تعالى ، قال تعالى فيما يناله أهل الجنة من النعيم

(ولحم طير مما يشتهون)

وفي سنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: ( ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر) قال عمر إن هذه لناعمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكلتها أنعم منها )ا

وأخرج أبو نعيم في الحلية ، والحاكم في مستدركه عن ابن مسعود قال: ( جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله ، هذه الناقة في سبيل الله . فقال: لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة )، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ، ووافقهما الألباني، ورواه مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري، قال:جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)، رواه مسلم

[gl]نور الجنة [/gl]


قال القرطبي : ( قال العلماء : ليس في الجنة ليل ونهار ، وإنما هم في نور دائم أبدا ، وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب ، ذكره أبو الفرج بن الجوزي )ا

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ،، تلك الجنة نورث من عبادنا من كان تقيا )، أي في مثل وقت البكرات ووقت العشيات ، لا أن هناك ليلا ونهارا ولكنهم في أوقات تتعاقب يعرفون مضيها بأضواء وأنوار ).ا

ويقول ابن تيمية في هذا الموضوع : ( والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش ).ا

[gl]صفة أهل الجنة [/gl]


يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة وأجملها، على صورة أبيهم آدم عليه السلام ، فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة والخلقة التي خلق الله عليها أبا البشر آدم ، فقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقه ، وأحسن تصويره ، وكل من يدخل الجنة يكون على صورة آدم وخلقته ، وقد خلقه الله طوالا كالنخلة السحوق ، طوله في السماء ستون ذراعا ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خلق الله عز وجل آدم على صورته ، طوله ستون ذراعا .............. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، وطوله ستون ذراعا ، فلم يزال الخلق ينقص بعده )ا

وإذا كان خلقهم الظاهري متفق ، فكذلك خلقهم في باطنهم واحد ، نفوسهم صافية ، وأرواحهم طاهرة زكية ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث الذي يصف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم دخول أهل الجنة ومنهم الزمرة الذين يدخلون الجنة نورهم كالبدر قال ( أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء )ا

ومن جمال صورتهم أنهم يكونون جردا مردا مكحلون ، وكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين ، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يدخل أهل الجنة جردا مردا ، كأنهم مكحلون ، أبناء ثلاث وثلاثين )ا

وأهل الجنة كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ( لا يبصقون ولا يمتخطون ولا يتغوطون )ا

وأهل الجنة لا ينامون ، فقد جاء في حديث جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( النوم أخو الموت ولا ينام أهل الجنة )ا

وروى مسلم في صحيحه عن حارثة بن وهب الخزاعي : قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ألا أخبركم بأهل ‏ الجنة ‏ كل ضعيف ‏ ‏متضعف ‏ ‏لو أقسم على الله ‏ ‏لأبره ‏ ‏ألا أخبركم بأهل النار كل ‏ ‏جواظ ‏ ‏زنيم ‏ ‏متكبر ‏


[gl]أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة[/gl]


جعل الله لكل واحد من بني آدم منزلين : منزلا في الجنة ومنزلا في النار ، ثم إن من كتب له الشقاوة من أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل الجنة التي كانت لهم في النار ، والذين كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة ، قال تعالى في حق المؤمنين المفلحين بعد أن ذكر أعمالهم التي تدخلهم الجنة : ( أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) ، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ( قال ابن أبي حاتم – وساق الاسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة ويهدم بيته الذي في النار ) ، وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك

فالمؤمنون يرثون منازل الكفار ، لأنهم خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، فلما قام هؤلاء بما وجب عليهم من العبادة ، وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له ، أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل ، بل أبلغ من هذا أيضا ، وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء ناس يوم القيامة من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى ) وفي لفظ له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهوديا أو نصرانيا ، فيقال : هذا فكاك من النار ) ، وهذا الحديث كقوله تعالى ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) ، وقوله ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) ، فهم يرثون نصيب الكفار في الجنان