عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-2002, 11:47 PM   رقم المشاركة : 2
××دمـ ألم ـعة××
سحــابة صيف
 
الصورة الرمزية ××دمـ ألم ـعة××
 





××دمـ ألم ـعة×× غير متصل

[gl]سعة النار وبعد قعرها [/gl]

النار شاسعة واسعة ، بعيد قعرها ، مترامية أطرافها ، يدلنا على هذا أمور :

الأول : الذين يدخلون النار أعداد لا تحصى ، ومع كثرة عددهم فإن خلق الواحد فيهم يضخم حتى يكون ضرسه في النار مثل جبل أحد ، وما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام ، ومع ذلك فإنها تستوعب هذه الأعداد الهائلة التي وجدت على امتداد الحياة الدنيا من الكفرة المجرمين على عظم خلقهم ، ويبقى فيها متسع لغيرهم وقد أخبرنا الله بهذه الحقيقة في سورة ق ، فقال ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ).

إن النار مثل الطاحونة التي ينحدر إليها ألوف وألوف من أطنان الحبوب فتدور بذلك كله لا تكل ولا تمل ، وينتهي الحب والطاحونة تدور انتظارا للمزيد . وقد جاء في حديث احتجاج الجنة والنار أن الله يقول للنار ( إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله – وفي رواية حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله – فتقول : قط قط ، فهنالك تمتلئ ، ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله من خلقه أحدا) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ، حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، فتقول: قط ، قط بعزتك وكرمك ) متفق عليه



الثاني : يدل على بعد قعرها أيضا أن الحجر إذا ألقي من أعلاها احتاج إلى آمادا طويلة حتى يبلغ قعرها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا، فهوى يهوي في النار إلى الآن

وروى الحاكم عن أبي هريرة والطبراني عن معاذ وأبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لو أن حجرا مثل سبع خلفات، ألقي من شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها )ا



الثالث: كثرة العدد الذي يأتي بالنار من الملائكة في يوم القيامة ، فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم مجيئ النار يوم القيامة ، الذي يقول الله فيه : ( وجيئ يومئذ بجهنم ) ، فقال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك ) رواه مسلم عن عبدالله بن مسعود، ولك أن تتخيل عظم هذا المخلوق الرهيب الذي احتاج إلى هذا العدد الهائل من الملائكة الأشداء الأقوياء الذين لا يعلم مدى قوتهم إلا الله تبارك وتعالى



الرابع : ما ورد في " مشكل الآثار " للطحاوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة )

فتأمل رعاك الله حال مخلوقين عظيمين كالشمس والقمر كيف يكونان كثورين مكورين في النار

[gl]دركات النار [/gl]

النار متفاوتة في شدة حرها ، وما أعده الله من العذاب لأهلها ، قال تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)

والعرب تطلق ( الدرك ) على كل ما تسافل ، كما تطلق ( الدرج ) على كل ما تعالى، فيقال للجنة درجات وللنار دركات، وكلما ذهبت النار سفلا كلما علا حرها واشتد لهيبها ، والمنافقون لهم النصيب الأوفر من العذاب لذلك كانوا في الدرك الأسفل من النار

وقد تسمى النار درجات أيضا ، ففي سورة الأنعام ذكر الله أهل الجنة والنار ثم قال : ( ولكل درجات مما عملوا ) وقال : (أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ، هم درجات عند الله ..... ) قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم : ( درجات الجنة تذهب علوا ، ودرجات النار تذهب سفلا )ا

[gl]أبواب النار [/gl]


أخبر الحق سبحانه وتعالى أن للنار سبعة أبواب ، كما قال تعالى : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) ، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ( أي قد كتب لكل منها جزء من اتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله منها ، وكل يدخل من باب بحسب عمله ، ويستقر في درك بحسب عمله) ا

وعندما يرد الكفار النار تفتح أبوابها ، ثم يدخلونها خالدين ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا ما جاؤها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) ، وبعد هذا الإقرار يقال لهم ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ) ، وهذه الأبواب تغلق على المجرمين فلا مطمع لهم في الخروج منها بعد ذلك ، كما قال تعالى : ( والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة ، عليهم نار مؤصدة ) ، قال ابن عباس ( مؤصدة ) مغلقة الأبواب ، وقال مجاهد أصد الباب بلغة قريش أي أغلقه

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أبواب النار تفتح وتغلق قبل يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ومردة الجن )

وخرج الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب ، وغلقت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب )ا

[gl]وقود النار [/gl]


الأحجار والفجرة الكفار هم وقود النار، كما قال تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )، وقال ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) ، والمراد بالناس هم الكفرة المشركون ، وأما الحجارة التي تكون وقودا للنار فالله أعلم بحقيقتها

وقد ذهب بعض السلف إلى أن هذه الحجارة من كبريت ، قال عبدالله بن مسعود : هي حجارة من كبريت ، خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين، وقال بهذا القول ابن عباس ومجاهد وابن جريج

وإذا كان القول بهذا مأخوذا من الرسول صلى الله عليه وسلم فنأخذ به ولا نجادل فيه ، وإن كان أمرا اجتهاديا مبنيا على العلم بطبائع الحجارة وخصائصها فهذا القول غير مسلم ، فإن من الحجارة ما يفوق الكبريت قوة واشتعالا . والأوائل رأوا أن حجارة الكبريت لها خصائص ليست لغيرها من الحجارة فقالوا أنها مادة وقود النار ، يقول ابن رجب ( وأكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة الكبريت توقد بها النار ، ويقال: إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها : سرعة الإيقاد ، ونتن الرائحة ، وكثرة الدخان ، وشدة الالتصاق بالأبدان ، وقوة حرها إذا حميت ) ، وقد يوجد الله من أنواع الحجارة ما يفوق ما في الكبريت من خصائص

ومما توقد به النار الآلهة التي كانت تعبد من دون الله ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ) ، وحصبها : أي حطبها ، قال أبو عبيدة ( كل ما قذفته في النار فقد حصبتها به )


[gl]شدة حرها وعظم دخانها وشرارها[/gl]


قال الله تعالى ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ، في سموم وحميم ، وظل من يحموم ، لا بارد ولا كريم) وقد تضمنت هذه الآية ذكر ما يتبرد به الناس في الدنيا من الكرب والحر وهو ثلاثة : الماء والهواء والظل، وذكرت الاية أن هذه لا تغني عن أهل النار شيئا ، فهواء جهنم : السموم وهو الريح الحارة الشديدة الحر ، وماؤها الحميم الذي قد اشتد حره ، وظلها اليحموم وهو قطع دخانها

وذكر سبحانه هول النار في آية أخرى ، فقال تعالى : (وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية ، وما أدراك ماهيه ، نار حاميه) ا

وأما الظل الذي اشارت إليه الآية ( وظل من يحموم ) ، هو ظل دخان النار ، والظل يشعر عادة بالنداوة والبرودة ، كما أن النفس تحبه وتستريح إليه ، أما هذا الظل فإنه ليس بارد المدخل ولا بكريم المنظر ، إنه ظل من يحموم. وقد تجدث القرآن عن هذا الظل الذي هو دخان جهنم الذي يعلو النار ، فقال: (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ، لا ظليل ولا يغني من اللهب ، إنها ترمي بشرر كالقصر ، كأنه جمالت صفر ) ، فالآية تقسم هذا الدخان إلى ثلاثة أقسام

وأخبر الحق سبحانه عن قوة النار ومدى تأثيرها في المعذبين فقال ( ساصليه سقر ، وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر ، لواحة للبشر )، إنها تأكل شيء ، وتدمر كل شيء ، لا تبقي ولا تذر ، تحرق الجلود وتصل إلى العظام وتصهر ما في البطون، وتطلع على الأفئدة

وقال عليه الصلاة والسلام ( نارنا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) قيل يا رسول الله إن كانت لكافية ، قال : ( فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلهن مثل حرها) ، رواه البخاري ومسلم ، واللفظ للبخاري

وهذه النار لا يخبو أوارها مع تطاول الزمان ، ومرور الأيام ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، وقال ( كلما خبت زدناهم سعيرا) ، ولذلك لا يجد الكفار طعم الراحة ، ولا يخفف عنهم العذاب مهما طال العذاب ، ( فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون )ا

والنار تسعر كل يوم كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن عمرو بن عبسه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صل صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة ،حتى تطلع الشمس ، وترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل )ا

وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم )ا

وتسعر النار يوم القيامة عندما تستقبل أهلها ( وإذا الجحيم سعرت ) ، أي : أوقدت وأحميت

[gl]أدنى أهل النار عذابا [/gl]

جاء في صحيح البخاري عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه )ا

وفي رواية أخرى في صحيح البخاري (إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل في القمقم )ا

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل نعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه )ا