عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 05:35 AM   رقم المشاركة : 23
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏158‏)‏
‏{‏ هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ‏}‏
يقول تعالى متوعداً للكافرين والمخالفين لرسله والمكذبين بآياته والصادين عن سبيله‏:‏ ‏{‏هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك‏}‏، وذلك كائن يوم القيامة ‏{‏أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها‏}‏ وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها، حين يرون شيئاً من أشراط الساعة، كما قال البخاري في تفسير هذه الآية‏.‏ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها‏)‏، فذلك حين ‏{‏لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏}‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏)‏، ثم قرأ هذه الآية ‏"‏أخرجه البخاري من طرق متعددة عن أبي هريرة‏"‏‏.‏ وقد ورد هذا الحديث من طرق أخر عن أبي هريرة، وقال ابن جرير عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً‏:‏ طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض‏)‏، وقال ابن جرير عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس كلهم وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏)‏ ‏"‏رواه أحمد عن أبي هريرة‏"‏‏.‏

حديث آخر ‏:‏ عن أبي ذر الغفاري قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت‏؟‏‏)‏ قلت لا أدري، قال‏:‏ ‏(‏إنها تنتهي دون العرش فتخر ساجدة ثم تقوم حتى يقال لها ارجعي فيوشك يا أبا ذر أن يقال لها ارجعي من حيث جئت، وذلك حين ‏{‏لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏}‏‏)‏
‏"‏أخرجه الشيخان عن أبي ذر الغفاري‏"‏‏.‏

حديث آخر ‏:‏ عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال أشرف علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات‏:‏ طلوع الشمس من مغاربها، والدخان والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم، وخروج الدجال، وثلاثة خسوف‏:‏ خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق، أو تحشر الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا‏)‏ ‏
"‏أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربعة، وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏"‏‏.‏

حديث آخر ‏:‏ عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏‏{‏يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها‏}‏ - قال طلوع الشمس من مغربها‏)‏، وفي لفظ‏:‏ ‏(‏إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها‏)‏، وفي حديث صفوان بن عسال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إن اللّه فتح باباً قبل المغرب عرضه سبعون عاماً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه‏)‏
‏"‏رواه الترمذي وصححه النسائي وابن ماجه‏"‏‏.‏

حديث آخر ‏:‏ عن عبد اللّه بن عمرو وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهم أجمعين قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل‏)‏ فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد اللّه بن عمرو بن العاص، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن الهجرة خصلتان إحداهما تهجر السيئات، والأخرى تهاجر إلى اللّه ورسوله، ولا تنقطع ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة تقبل حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل‏)‏ ‏"‏رواه أحمد، قال ابن كثير‏:‏ هذا الحديث حسن الإسناد‏"‏‏.‏ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏}‏ أي إذا أنشأ الكافر إيماناً يومئذ لا يقبل منه، فأما من كان مؤمناً قبل ذلك، فإن كان مصلحاً في عمله فهو بخير عظيم، وإن لم يكن مصلحاً فأحدث توبة حينئذ لم تقبل منه توبته، كما دلت عليه الأحاديث المتقدمة، وعليه يحمل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو كسبت في إيمانها خيراً‏}‏ أي ولا يقبل منها كسب عمل صالح إذا لم يكن عاملاً به قبل ذلك، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل انتظروا إنا منتظرون‏}‏ تهديد شديد للكافرين ووعيد أكيد لمن سوَّف إيمانه وتوبته إلى وقت لا ينفعه ذلك، وإنما كان هذا الحكم عند طلوع الشمس من مغربها لاقتراب الساعة وظهور أشراطها كما قال‏:‏ ‏{‏فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا باللّه وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا‏}‏ الآية‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏159‏)‏
‏{‏ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ‏}‏
نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى هذا قول مجاهد وقتادة والضحّاك والسدي ، وقال ابن عباس‏:‏ إن اليهود والنصارى اختلفوا قبل مبعث محمد صلى اللّه عليه وسلم فتفرقوا، فلما بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم أنزل اللّه عليه‏:‏ ‏{‏إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء‏}‏ الآية، قوله ‏{‏وكانوا شيعاً‏}‏ قال‏:‏ هم الخوارج، وقيل‏:‏ هم أصحاب البدع، والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين اللّه وكان مخالفاً له، فإن اللّه بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه ‏{‏وكانوا شيعاً‏}‏ أي فرقاً كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات، فإن اللّه تعالى قد برأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مما هم فيه وهذه الآية كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك‏}‏ الآية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد‏)‏، فهذا هو الصراط المستقيم وهو ما جاءت به الرسل من عبادة اللّه وحده لا شريك له، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء والرسل برآء منها كما قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏لست منهم في شيء‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما أمرهم إلى اللّه ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون‏}‏ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن اللّه يفصل بينهم يوم القيامة‏}‏ الآية‏.‏ ثم بين لطفه سبحانه في حكمه وعدله يوم القيامة فقال تعالى‏:‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس