عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2014, 04:09 AM   رقم المشاركة : 19
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
رقم الآية ‏(‏75 ‏:‏ 77‏)‏
أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ‏.‏ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ‏.‏ أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ‏}

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏فتطمعون‏}‏ يا أيها المؤمنون
{‏أن يؤمنوا لكم‏} أي ينقاد لكم بالطاعة هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود، الذين شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه، ثم قست قلوبهم من بعد ذلك {‏وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه‏} أي يتأولونه على غير تأويله {‏من بعد ما عقلوه‏} أي فهموه على الجليّة، ومع هذا يخالفونه على بصيرة ‏{‏وهم يعلمون‏}‏ أنهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله‏.‏ وهذا المقام شبيه بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسة يحرفون الكفم عن مواضعه‏}‏ وليس كلهم قد سمعها، ولكن هم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة فيها، قال السدي‏:‏ هي التوراة حرّفوها‏.‏ وقال قتادة في قوله‏:‏ {‏ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون‏} هم اليهود كانوا يسمعون كلام اللّه ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ووعوه، وقال أبو العالية‏:‏ عمدوا إلى ما أنزل اللّه في كتابهم من نعت محمد صلى اللّه عليه وسلم فحرفوه عن مواضعه، وقال السدي‏:‏ ‏{‏وهم يعلمون‏}‏ أي أنهم أذنبوا، وقال ابن وهب في قوله ‏{‏يسمعون كلام اللّه ثم يحرفونه‏}
‏ قال‏:‏ التوراة التي أنزلها اللّه عليهم، يحرفونها يجعلون الحلال فيها حراماً، والحرام فيها حلالاً، والحق فيها باطلاً والباطل فيها حقاً‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ {‏وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا‏}‏، قال ابن عباس {‏وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا‏} أي قالوا‏:‏ إنَّ صاحبكم رسول اللّه ولكنه إليكم خاصة‏.‏ ‏{‏وإذا خلا بعضهم إلى بعض‏}‏ قالوا‏:‏ لا تحدثوا العرب بهذا فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم،{‏وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح اللّه عليكم ليحاجوكم به عند ربكم‏}‏ أي تقرون بأنه نبي وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه، وهو يخبرهم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا، اجحدوه ولا تقروا به‏.‏ يقول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏أولا يعلمون أن اللّه يعلم ما يسرون وما يعلنون‏}‏‏؟‏
وقال الضحاك‏:‏ يعني المنافقين من اليهود كانوا إذا لقوا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم قالوا آمنا، وقال السدي‏:‏ هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا‏.‏ وكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة نحن مسلمون، ليعلموا خبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمره، فإذا رجعوا رجعوا إلى الكفر، فلما أخبر اللّه نبيّه صلى اللّه عليه وسلم قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون، وكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون فيقولون‏:‏ أليس قد قال اللّه لكم كذا وكذا، فيقولون‏:‏ بلى‏.‏
قال أبو العالية {‏أتحدثونهم بما فتح الله عليكم‏} يعني بما أنزل عليكم في كتابكم من نعت محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقال قتادة‏:‏ {‏أتحدثونهم بما فتح اللّه عليكم ليحاجوكم به عند ربكم‏} كانوا يقولون سيكون نبيّ فخلا بعضهم ببعض فقالوا‏:‏ ‏{‏أتحدثونهم بما فتح الله عليكم‏} وعن مجاهد في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أتحدثونهم بما فتح اللّه عليكم‏}قال‏:‏ قام النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم، فقال‏:‏ يا إخوان القردة والخنازير، ويا عبدة الطاغوت فقالوا من أخبر بهذا الأمر محمداً‏؟‏ ما خرج هذا القول إلا منكم ‏{‏أتحدثونهم بما فتح الله عليكم‏}‏ بما حكم اللّه للفتح ليكون لهم حجة عليكم‏.‏ وقال الحسن البصري‏:‏ هؤلاء اليهود كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قال بعضهم‏:‏ لا تحدِّثوا أصحاب محمد بما فتح اللّه عليكم، مما في كتابكم ليحاجوكم به عند ربكم فيخصموكم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولا يعلمون أن اللّه يعلم ما يسرو وما يعلنون‏}‏يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوباً عندهم‏.‏ وقال الحسن‏:‏ ‏{‏إن اللّه يعلم ما يسرون‏} كان ما اسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم وخلا بعضهم إلى بعض، تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم بما فتح اللّه عليهم مما في كتابهم، خشية أن يحاجّهم أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم بما في كتابهم عند ربهم ‏{‏وما يعلنون‏}‏ يعني حين قالوا لأصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم آمنا‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
رقم الآية ‏(‏78 ‏:‏ 79‏)‏
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ‏.‏ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ومنهم أميون‏}‏ أي ومن أهل الكتاب، والأميون جمع أمي وهو الرجل الذي لا يحسن الكتابة، وهو ظاهر في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يعلمون الكتاب‏}‏ أي لا يدرون ما فيه، ولهذا في صفات النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ أنه الأمي لأنه لم يكن يحسن الكتابة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون‏}‏، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا‏)‏ الحديث‏.‏ وقال تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم‏}‏ قال ابن جرير‏:‏ نسبت العرب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتاب دون أبيه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إلا أماني‏}‏ عن ابن عباس‏:‏ ‏{‏إلا أماني‏}‏ يقول إلا قولاً يقولونه بأفواههم كذباً، وقال مجاهد إلا كذباً، وعن مجاهد‏:‏ ‏{‏ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني‏}‏ قال‏:‏ أناس من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئاً، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب اللّه ويقولون هو من الكتاب أماني يتمنونها، والتمني في هذا الموضع هو تخلق الكذب وتخرصه، ومنه الخبر المروي عن عثمان رضي اللّه عنه ‏(‏ما تغنيت ولا تمنيت‏)‏ يعني ما تخرصت الباطل ولا اختلقت الكذب، وقيل‏:‏ المراد بقوله ‏{‏إلا أماني‏}‏ بالتشديد والتخفيف أيضاً أي إلا تلاوة‏.‏ واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته‏}
الآية، وقال كعب بن مالك الشاعر‏:‏
تمنَّى كتاب اللّه أول ليله * وآخره لاقى حِمَام المقادر
‏{‏وإن هم إلا يظنون‏}‏ يكذبون، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند اللّه ليشتروا به ثمناً قليلاً‏}‏ الآية‏.‏ هؤلاء صنف آخر من اليهود وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على اللّه، وأكل أموال الناس بالباطل، والويلُ‏:‏ الهلاك والدمار، وهي كلمة مشهورة في اللغة‏.‏ وعن ابن عباس الويل‏:‏ المشقة من العذاب، وقال الخليل الويلُ‏:‏ شدة الشر، وقال سيبويه‏:‏ ويل لمن وقع في الهلكة، وويح لمن أشرف عليها، وقال الأصمعي‏:‏ الويل تفجع، والويح ترحم، وقال غيره‏:‏ الويل الحزن‏.‏ وعن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‏:‏ ‏{‏فويل للذي يكتبون الكتاب بأيديهم‏}‏ قال‏:‏ هم أحبار اليهود، وقال السُّدي‏:‏ كان ناس من اليهود كتبوا كتاباً من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم أنه من عند اللّه ليأخذوا به ثمناً قليلاً، وقال الزهري عن ابن عباس‏:‏ ‏(‏يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابُ اللّه الذي أنزله على نبيّه أحدث أخبار اللّه تقرأونه غضاً لم يشب، وقد حدَّثكم اللّه تعالى أن أهل الكتاب قد بدّلوا كتاب اللّه وغيّروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند اللّه ليشتروا به ثمناً قليلاَ، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا واللّه ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذي أنزل عليكم‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون‏}‏ أي فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والإفتراء، وويلٌ لهم مما أكلوا به من السحت، كما قال الضحاك عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ‏{‏فويل لهم‏}‏ يقول‏:‏ فالعذاب عليهم من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب ‏{‏وويل لهم مما يكسبون‏}
يقول‏:‏ مما يأكلون به أولئك الناس السفلة وغيرهم‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
رقم الآية ‏(‏80‏)
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون
‏}‏
يقول تعالى إخباراً عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم، من أنهم لن تمسّهم النار إلا أياماً معدودة، ثم ينجون منها، فردَّ اللّه عليهم ذلك بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل أتخذتم عند اللّه عهداً‏}‏ أي بذلك، فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده، ولكن هذا ما جرى ولا كان، ولهذا أتى بأم التي بمعنى بل أي بل تقولون على اللّه ما لا تعلمون من الكذب والإفتراء عليه‏.‏ قال مجاهد عن ابن عباس‏:‏ إن اليهود كانوا يقولون‏:‏ إن هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذّب بكل ألف سنةٍ يوماً في النار، وإنما هي سبعة أيام معدودة، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏خالدون‏}‏ وقال العوفي عن ابن عباس‏:‏ قالوا لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة وهي مدة عبادتهم العجل، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة‏}‏ يعني الأيام التي عبدنا فيها العجل، وقال عكرمة‏:‏ خاصمت اليهود رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا‏:‏ لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا فيها قوم آخرون، يعنون محمداً صلى اللّه عليه وسلم واصحابه، فقال‏:‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيده على رؤوسهم‏:‏ ‏"‏بل أنتم خالدون ومخلدون لا يخلفكم فيها أحد‏"‏، فأنزل اللّه عز وجلّ‏:‏ ‏{‏وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة‏}‏ الآية‏.‏ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ لما فتحت خيبر أهديت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاة فيها سمُّ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏اجمعو لي من كان من اليهود هنا‏"‏فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من أبوكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ فُلان، قال‏:‏ ‏(‏كذبتم بل أبوكم فلان‏)‏ فقالوا‏:‏ صدقت وبررت، ثم قال لهم‏:‏ ‏(‏هل أنتم صادقيَّ عن شيء إن سألتكم عنه‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من أهل النار‏؟‏‏)‏ فقالوا‏:‏ نكون فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ اخسئوا واللّه لا نخلفكم فيها أبداً‏)‏ ثم قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏هل أنتم صادقيَّ عن شيء إن سألتكم عنه‏؟‏‏)‏، قالوا‏:‏ نعم يا أبا القاسم، قال‏:‏ ‏(‏هل جعلتم في هذه الشاة سماً‏؟‏‏)‏ فقالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏فما حملكم على ذلك‏؟‏‏)‏، فقالوا‏:‏ أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك
‏"‏رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن مردويه واللفظ له عن أبي هريرة رضي اللّه عنه‏"‏‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
رقم الآية ‏(‏81 ‏:‏82‏)‏
بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ‏.‏ والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ليس الأمر كما تمنيتم ولا كما تشتهون، بل الأمر أنه من عمل سيئة ‏{‏وأحاطت به خطيئته‏}‏ وهو من وافى يوم القيامة وليست له حسنة، بل جميع أعماله سيئات، فهذا من أهل النار‏.‏ ‏{‏والذين آمنوا وعملوا الصالحات‏}‏ أي آمنوا باللّه ورسوله، وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة، فهم من أهل الجنة، وهذا المقام شبيهٌ بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعملْ سوءاً يُجز به ولا يجدْ له من دون اللّه ولياً ولا نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ ‏{‏بلى من كسب سيئة‏}‏ أي عمل مثل أعمالكم، وكفر بمثل ما كفرتم به، حتى يحيط به كفره فما له من حسنة، وفي رواية عن ابن عباس قال‏:‏ الشركُ‏.‏ وقال الحسن‏:‏ السيئة الكبيرة من الكبائر، وقال عطاء والحسن‏:‏ ‏{‏وأحااطت به خطيئته‏}‏ أحاط به شركه، وقال الأعمش‏:‏ ‏{‏وأحاطت به خطيئته‏}‏ الذي يموت على خطاياه من قبل أن يتوب‏.‏ وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إيَّاكم ومحقراتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجُل حتى يهلكنه‏(‏ وإن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ضرب لهم مثلاً كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً وأجَّجوا ناراً فأنضجوا ما قذفوا فيها ‏"‏رواه الإمام أحمد عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه مرفوعاً‏"‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيه خالدون‏}‏ أي من آمن بما كفرتم وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها، يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبداً لا انقطاع له‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس