باديء ذي بديء كل له الحق في تشجيع الفريق الذي يراه .. والوطنية أكبرمن أن نختزلها في تشجيع نادي ..!!
لكن ما لفت إنتباهي هو يطغي فرحك لهزيمة فريق ما أكثر من فرحك لانتصار فريقك .. فهذه تعتبرسابقة لم نشهدها مثلها في أي مكان ..!!
أنتظرواسقوط الهلال في دور 16 أمام الفريق الأوزبكي ولكن كعادته ألقمهم حجراً وضاقت بهم الأرض بما رحبت .. وتوعدوا بتشجيع الفريق الذي سيقابل الهلال في دور الثمانية ..!!
وضعت القرعة الهلال في مواجهة الغرافة وجيشوا أنفسهم وتحالفوا فيما بينهم .. فألجمهم مرة أخرى بثلاثية نظيفة .. فأصبحوا في هم وغم وكدر وهم يرون زعيم نصف الأرض قاب قوسين أو أدنى من تحقيق كأس أسيا للمرة الثالثة في تاريخه وتأهله لكأس العالم للمرة الثانية وهنا أقول تأهل لأنها ألغيت ..!!
جاءت مباراة الفرج بالنسبة لهم والتي عيشتهم في حلم جميل وهم يرون الغرافة في مباراة الإياب يتقدم على الهلال بأربعة أهداف نظيفة وهو يعني خروج الهلال ذليلا وبنتيجة ثقيلة .. وعاشوا لحظات وردية وتبادلوا الرسائل بينهم .. وجهزوا الطرائف والنكت ولم يتبقى إلا دقائق معدودة ويتحول حلمهم بخروج الزعيم إلى حقيقة .. ولكنها لحظات قاتلة وكابوس مزعج إيقضهم من حلمهم
وضربهم في مقتل وهو يرون الزعيم في ظرف أربع دقائق يسجل هدفين ويعلن تأهله لدور الأربعة .. ويقيني أن هذه الضربة أقوى بكثير ..
وكان خصم الهلال هذه المره فريق الروافض .. ولا يهمهم من يقابل الهلال فهدفهم خروجه من هذه البطولة وكعادتهم كجمهور مسيار والتنقل في تشجيع الفرق الأخرى التي تقابل (زعيمهم) تقمصوا دور (الرافضة) لعل وعسى أن يكون هو الفريق المنتظر الذي يخرج من زلزل لحظات الفرح في حياتهم .. ونغص عليهم أحلامهم ..!!
خرج الهلال مهزوما بشرف وبهدف وحيد وفي ارض الخصم .. فقامت الدنيا ولم تقعد فهي بالنسبة لهم فرصة قد لا تعود أبداً خاصة وأن هناك مباراة أخرى في درة الملاعب ستعيدهم كما كانوا في سواد حالك وكابوس ما زا ليؤرق مضجعهم .. فرحوا بهذا الانتصار الوقتي كم لم يفرحوا من قبل ..!!
هذا حالهم منذ أكثر من ثلاثين سنة يفرحون مرتين .. مرة بفوز فريقهم ومرة أخرى بسقوط زعيمهم .. وإن كان فرحهم بالأخير أكثروأعمق فهم دأبوا بالتلذذ بخسارته وسقوطه .. لا لشيء ولكن لأنه في نظرهم بطل واستحوذعلى البطولات وأكل الأخضر واليابس ولم يتركوا لهم شيء حتى الفتات الذي ينتظرونه أخذه منهم .. كما أنت قاسي أيها الزعيم .. !!
المصيبة أن هذا الشعور المتأصل ليس بين جماهيرهم فقط .. ولو كان كذلك لعذرناهم لأن بينهم الجاهل والحاقد ومن وضع نفسه (ببغاء) يردد ما يقوله كبارهم .. ولكن الوضع أكبر وأخطر من ذلك بل وصل الأمر إلى كتابهم بالتصريح بالأمر وتمني سقوط الزعيم في هذه البطولة وأقسم على نفسه بتقديم الذبائح كقربان لهذا الخروج ..!!
وفي النهاية نلتمس لهم العذر فعندما يكون شقك الثاني ومن بدأت معه لعبة كرة القدم وكان بينكم سجال في الماضي من ناحية البطولات أو الانتصارات .. يتقدم عليك بخطوات متسارعة وأنت ما زلت مكانك راوح .. ويستأثر بأغلب البطولات خلال عشر سنوات .. وأنت تستجدي بطولة واحدة حتى لو كانت تنشيطية ويقف واقعك الأليم عثرة في تحقيقها .. وتشاهد هذا الفريق يمتلك نجوم ولاعبين كبار .. ويستقبل فريقك المتردية والنطيحة .. وترى بأم عينك إدارة هذا الفريق تعمل بصمت وباحترافية متناهية ويوفر أدوات ممتازة في سبيل البقاء على القمة .. وفريقك يرأسه من لا يملك المال ولا الفكر وعشمهم بفريق لا يقهر وتأتيهم الصدمات متتالية بهشاشة بناء هذا الفريق ..!!
لا تقسو عليهم فهذا نتاج سنوات متراكمة فهم وجدوا أنفسهم يكرهون الهلال أكثر من حبهم لفريقهم .. وشربوه منذالصغر .. وما نقش في الصغر يكون كالنقش على الحجر .. !!
أخيراً أقول لجماهير فريق ((الشعب)) ونصف الأرض .. أرفع رأسك أنت هلالي .. غيرك يدحدر وأنت في العلالي ..!!
وآ خيراً الحمدالله على نعمة الإسلام ..!!