عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2003, 10:09 AM   رقم المشاركة : 6
طيف حزين
(ود مميز )
 





طيف حزين غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الكريم بقايا جروح ..

لله درك على مشاعرك النبيلة وكلماتك التي تضع اليد على بعض جراحات الامة ..

ثبتك الله على الحق ووفقك لما يحبه ويرضاه ..

جميعنا نوقن صعوبة هذا السؤال .. ومع ذلك فان هذا لا يعفينا من الاجابة ..

بل وربما تردد هذا السؤال وامثاله في عقول الكثيرين منا .. فهو سؤال يطرح نفسه بقوة

ليجبرك على الصدق في الاجابة عليه ..

بالطبع يسهل علينا ان نتكئ بالقرب من شاشة التلفاز ونتابع الحدث والخبر ونصدر احكامنا

نعترض .. أو ننكر .. او نستغرب .. فكما يقال: من كانت يده في الماء ليس كمن يده في النار

أعتقد ان الامر بالنسبة للعراقيين هو كشخص يخرج من حفرة مظلمة خطرة مليئة بالمخاوف ..

ليقع في اخرى اشد خطرا ووعورة منها ,, وإن كانت توحي له في الظاهر بخلوها من الأذى

إلا أنها في حقيقة الامر تخفي بداخلها سموم الافاعي ...

إنهما امران .. احلاهما مر .. بل قد يكون علقما ..

لقد تجرع العراقيين من كأس صدام مرارة لم يذقها شعب .. جيرانهم يشربون الماء عذبا ..

لكنهم لا يمدونهم بقطرة .. ولا يسعفوهم بشربة .. فهم بداخل سجن حديدي صنعته امريكا ..

وكان صدام مجرد حارسا له وجلادا فيه ..

كثيرا منا .. انكر على الشعب العراقي فرحته بانتهاء حكم صدام .. ذاك الذي أذاقهم ويلا ..

واشبعهم عذابا .. أماتهم خوفا .. وحرمهم الأمن .. حرمهم الراحة .. سلبهم الاستقرار

لماذا لم ننكر مسبقا حياتهم المؤلمة ؟؟ ولم نفكر فيها حتى ..

والان .. نستغرب ان يهلل بعضهم للغزو الامريكي .. لكن لو فكرنا بصدق لعرفنا

انهم هللوا فرحا بانتهاء ألم الأمس القديم .. ورغم الغد المعتم المخيف .. إلا ان من

حقهم ان يبتسموا لبعض الوقت أملا في القادم .. وان كانت تحيطه بعض المحاذير

فالشعب يدرك انه احتلالا وليس تحريرا .. واستعمارا وليس اعمارا ..

إنه هدم وليس بناء .. وجميعهم يوقنون بذلك في اعماقهم .. لكنهم لا يملكون الا

أن يأملوا خيرا ,, ويعملون على عدم تحقيق غاية عدوهم وإن كان ساعدهم ...

لا اعتقد ان العراقي سعيد بان امريكا احتلت بلده .. لكنه سعيد لانها انهت حكم الطاغية ..

فمن ذا الذي لم يفرح بالقضاء على حكومة جبارة ظالمة ؟؟ من ذا الذي لا يهنأ بذلك ..

نعم .. انه كقتل جرثومة .. بالاستعانة بجرثومة أخرى .. لكن الاولى جعلتهم في جحيم ..

لا أمل ابدا في الخروج منه ... بينما الثانية .. وان كانت خطرة فهم يأملون مقاومتها

ويتفائلون بعدم قدرتها على السيطرة عليهم أمام صمودهم ..

لقد صمد الشعب العراقي صمودا .. ادهش حتى الغزو الاجنبي نفسه واستغرب منه ..

فمن تابع الاحداث يرى بان الجيش العراقي .. كان دوره ضئيلا جدا ولا يكاد يذكر

لقد كانت المقاومة العراقية .. مقاومة شبابه .. رجاله .. نسائه .. وحتى أطفاله ..

لقد اكتظت شوارع بغداد بالمقاومين .. فهل يستطيع شعب اخر ان يقاوم مثلهم ؟؟

لا أظن ذلك .. وإن كنا نأمل في رجالنا وشبابنا خيرا ..

ليس من حقنا انكار فرحتهم بالحاضر .. فهم وحدهم عرفوا قسوة الماضي ..

بل علينا ان نحتوي فرحتهم هذه .. بتوعيتهم بان حكم الشريعة هو وحده الذي

يضمن لهم السعادة والامان والاستقرار .. في الدنيا والاخرة ..

فان ارتضوا حكما غيره .. فانما سعادتهم ستكون وهما .. وراحتهم سرابا ..

انهم بحاجة لمن يخبرهم بان من حقهم ان يفرحوا لان المارد السابق أزيح عنهم

لكن في نفس الوقت .. عليهم الا يمكنوا منهم .. ذلك المارد الذي يسكن القمقم حاليا

أسال الله ان يفرج عن الامة الاسلامية همومها .. ويرزقها النصر على اعدائها ..

وان لا يسلط علينا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا .. انه ولي ذلك والقادر عليه ..







التوقيع :
سبحان الله وبحمده ~~ سبحان الله العظيم

سبحانك اللهم نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب إليك

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة