الموضوع: لماذا ؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-2009, 05:52 AM   رقم المشاركة : 6
جروح القصيد
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية جروح القصيد

اخوتي الافاااضل لابد من التحري والدقة قبل ادرااج المواضيع وبارك الله في الجميع


سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم عن هذا الموضوع فأجاب :


الجواب/ جزاك الله خيراً

وبارك الله فيك

لا شك أن هذا خوض فيما لا يَحسن الخوض فيه ، وتَكلّف ما لا عِلم له به ، وقد نهى الله عن التكلّف ، فقال لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التكلّف . روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : كنا عند عمر ، فقال : نُهينا عن التكلف .

قال وَبْرة بن عبد الرحمن : أوصاني ابن عباس بكلمات لهن أحسن من الدُّهْم الموقَفَة . قال لي : يا وبرة لا تعرّض فيما لا يعنيك فإن ذلك أفضل ، ولا آمن عليك الوزر ، ودَعْ كثيرا مما يَعنيك حتى ترى له موضعا ، فَرُبّ مُتكلِّف بِحَقّ تَقِيّ قد تَكَلَّم في الأمر يَعينه في غير موضعه فعطب . رواه البيهقي في شُعب الإيمان .

وطريقة السلف الوقوف حيث جاء النصّ لا يُزاد عليه ، ولا يُنقَص منه .قال الإمام الزهري : من الله الرسالة ، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ ، وعلينا التسليم .

وقال الإمام إسحاق بن راهوية : لا يجوز التفكر في الخالق ، ويجوز للعباد أن يتفكّروا في المخلوقين بما سمعوا فيهم ، ولا يزيدون على ذلك ، لأنهم إنْ فَعَلوا تاهُـوا . قال : وقال الله عز وجل : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) ولا يجوز أن يُقال : كيف تسبيح القِصاع والأخونة والخبز والمخبوز والثياب المنسوجة ؟ وكل هذا قد صحّ العلم فيهم أنهم يُسَبِّحُون ، فذلك إلى الله أن يَجْعَل تسبيحهم كيف شاء وكما شاء ، وليس للناس أن يخوضوا في ذلك إلا بما عَلِموا ، ولا يتكلموا في هذا وشبهه إلا بما أخبر الله ، ولا يزيدوا على ذلك . فاتقوا الله ولا تخوضوا في هذه الأشياء المتشابهة ، فإنه يُرديكم الخوض فيه عن سنن الحقّ . اهـ .

ولا شك أن الوقوف أسْلَم ، والكفّ أوجب .

قال الإمام الطحاوي : ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام ، فمن رام علم ما حُظِر عنه عِلْمه ، ولم يقنع بالتسليم فَهمه ، حَجَبه مَرامه عن خالص التوحيد وصافى المعرفة وصحيح الإيمان .

والكلام في أصل خَلْق الملائكة بما زاد عمّا أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلّف وتنطّع ، ومُجاوزة للحدّ .

قال عليه الصلاة والسلام : هلك المتنطعون – قالها ثلاثا – . رواه مسلم . قال ابن أبي العزّ : المتنطعون : أي : الْمُتَعَمِّقُون في البحث والاستقصاء .

فلا يَجوز الخوض في أمور غيبية لا عَهْد للإنسان بها ، ولا معرفة له بكيفيتها ، ولا بحقائقها . وعلى المسلم التسليم بما جاء في النصوص دون غلو ولا إسراف ، ولا تكلّف ما لا عِلم له به ، امتثالاً لقوله تبارك وتعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ) .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد



رابط الفتوى


يغلق الموضوع وينقل لمكانه المخصص







التوقيع :
يَا ربّ يا رحَمَن ، يا وَاهبِ الخيِر في كلّ مكانِ ..
لطفَك و رحمتَك لَا سِواهَا يا منَّانْ

.