عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2013, 01:58 PM   رقم المشاركة : 26
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* القضيه الأولى يجب أن نحدد مسؤولية الإنسان تجاه نفسه .


فهو المسؤول الأول عن هذه الذات التي يحملها وليس عن الآخرين . ويوم القيامة سيكون السؤال الأول موجها الى ذاتك وليس إلى علاقاتك .. فالمسؤوليه تجاه الذات فرديه ومن هذا المنطلق فإن المحافظه على الذات واجب شخصي .

إن أكثر ما يدمر الذات البشريه هي الانفعالات وليس هناك أخطر على ذات الانسان من انفعالاته عندما لا يستطيع ضبطها .. ولهذا فإن الانفعالات هي أدوات تدمير للذات الإنسانيه أو أدوات تعمير حسب الاستخدام .

وإذ لم يستطع الإنسان أن يضبط انفعالاته وأصيب بالحزن أو القهر والضيق أوالتوتر النفسي لما يواجهه من أحداث خارجيه .. فإن النتيجه الطبيعيه هي اصابته بست أنواع من الامراض الجسديه منها :

الضغط ,, السكر ,, القولون ,,, القرحه ,, الصداع ,, تصلب الشرايين .

وهذا نتيجة عدم ضبط لانفعالاته أو برمجة انفعالاته حسب الاحداث الخارجيه .

وأريد أن أؤكد في هذا المقام أن هناك فرقا بين المشكلات وضبط الانفعالات .. فيمكن للإنسان أن يتعامل مع مشكلة ولده الدراسية ويبذل كل ما في وسعه لحلها وحثه على الدراسه دون أن يدمر نفسه بالتوتر النفسي نتيجة تلك المشكله الخارجيه .. وهذا الأمر يتطلب الوعي بأهمية قوة الاختيار في ذاتها وإمكانية استخدامها .. فإن لم يكن هذا اليقين واضحا عنده لم يستطع استخدامها .

وكذلك يستطيع أن يتدرب على ضبط الانفعالات باستخدام عنصر الحركه . فكلما أصابه انفعال قام إلى الحركه لكي يوازن في السلوك الداخلي .. فالحركه كفيله بترجيح كفة السلوك من الانفعال الى الحركه .. وبذلك يستطيع الإنسان أن يتخلص من الانفعالات المدمرة .

إذا استطاع الإنسان أن يضبط انفعالاته فإنه يمكن له أن يفكر بطريقة عقليه في كيفية مواجهة المشاكل الخارجيه ولكنه في حالة الانفعال لا يستطيع أن يفكر بطريقة سويه.

ونعود إلى مشكله الدراسه فالقضيه ليست مرتبطه بالولد بالدرجه الأولى .. وإنما مرتبطه بضبط انفعال الوالد .. فالمسؤوليه فرديه تجاه نفسه أولا ومن ثم يفكر في كيفية حل تلك المشكله الخارجيه .. دون أن يدمر ذاته بانفعالاته حتى ولو لم تحل المشكله فإن المحافظه على الذات مسؤولية الإنسان ذاته .. ولكن بعض الناس يظلم ذاته ليحل مشكله علاقاته وينشغل بالاطراف الخارجيه بينما يحترق من الداخل .

إن التفريق بين ضبط الانفعالات وحل المشكلات يعتبر اللبنه الأولى لحماية الذات .. وكذلك الفصل بين ذاتك وعلاقاتك - أي الانفعالات الداخليه والمشكلات الخارجيه- هو الأساس الذي يحافظ على الإنسان .

إن تطبيق الاختيار ينطلق بإن لكل مشكله حلا بشرط ضبط الانفعالات والتفكير بطريقة عقلية وسؤال أهل الذكر في حالة عدم معرفة المناسب لتلك المشكله .

المشكله الأساسيه ليست في وجود مشكله عند الانسان ولكن في كيفية التعامل مع تلك المشكله .. والذي يجعل المشكله معقده في حلها هو صبغها والتعامل معها بطريقة انفعاليه .


يتبع بإذن الله .... بنت العم العمياء


في الجزء الـ 11 من سلسلة اكتشف ذاتك







رد مع اقتباس