عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2009, 01:19 AM   رقم المشاركة : 4
brens - 818
( مشرف القسم الاسلامي )
 
الصورة الرمزية brens - 818

سئل الشيخ عبدالرحمن السحيمي عن هذا الموضوع فأجاب



الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً، بعضه صحيح جاءت به الأحاديث ، وبعضه ظن وقول على الله بغير عِلم . أما الصحيح فهو :

الملائكة التي تتعاقب على الإنسان في الليل والنهار ، وذلك في قوله تعالى : ( وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون . رواه البخاري ومسلم .

والْحَفَظة ، لقوله تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) . والْكَتَبَة ، الذين يكتبون الحسنات والسيئات ، لقوله تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) .
قال ابن المبارك : وُكِّل بابن آدم خمسة أملاك : مَلَكًا الليل ، ومَلَكًا النهار ، يجيئان ويذهبان ، والخامس لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً . نقله ابن رجب في الفتح .
قال ابن كثير :
وقوله : (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) أي : للعبد ملائكة يتعاقبون عليه ، حَرَس بالليل وحَرَس بالنهار ، يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال مِن خير أو شر، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين وعن الشمال يكتبان الأعمال ، صاحب اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات ، وملكان آخران يحفظانه ويَحرسانه ، واحدا من ورائه وآخر من قُدّامه ، فهو بين أربعة أملاك بالنهار ، وأربعة آخرين بالليل بَدلاً حافظان وكاتبان ، كما جاء في الصحيح: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر .

أما الذي ذُكِر أنه يكون على الجبين فأين الدليل الصحيح عليه ؟ ولا يُمكن إثباته إلا بِنَـصّ صحيح ، لأنه مُتعلّق بِعالَم الغيب . وكذلك الذي العينين وعلى الشفتين وعلى البلعوم .وهذا مما يُعلَم بُطلانه ، لأنه لو كان كذلك ما عصى الله مؤمن !

قال ابن كثير : وقد روى الإمام أبو جعفر ابن جرير هاهنا حديثًا غريبا جدا ، فقال : حدثني المثنى ، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري، حدثنا علي بن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي قال : دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله، أخبرني عن العبد ، كم معه من ملك ؟ فقال : " مَلَك على يمينك على حسناتك ، وهو آمِر على الذي على الشمال ، إذا عملت حسنة كتبت عشرا، فإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب ؟ قال : لا لعله يستغفر الله ويتوب . فإذا قال ثلاثا قال : نعم ، اكتب أراحنا الله منه ، فبئس القرين . ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه منا" . يقول الله : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ، وملكان من بين يديك ومن خلفك، يقول الله : (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) ، وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت لله رفعك ، وإذا تجبرت على الله قصمك ، وملكان على شفتيك ، ليس يحفظان عليك إلاّ الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ، وملك قائم على فِيك لا يَدَع الحية أن تدخل في فِيك ، وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي ، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار؛ لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار ، فهؤلاء عشرون مَلَكًا على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل" . اهـ .

وهذا مُرْسَل ، والحديث الْمُرْسَل ضعيف ، فإن كنانة العدوي تابعي ، وهو يروي قصة دخول عثمان رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو يروي قصة لم يُدرِكها .

ووردَتْ أعداد أخرى ، فيها ذِكْر أعداد الملائكة التي تُحيط بالإنسان ، وقد أورَد بعضها الزيلعي في " نصب الراية " ولا يصحّ منها شيء .


وأسوأ ما في الحديث في التفسير التجريبي الدخول في عالم الغيب .فالذين يتكلّمون في الإعجاز العلمي لهم جهود مشكورة ، إلا أن بعضهم لا يقتصر على ما يتعلق بالأمور المشاهَدة ( عالم الشهادة ) وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية ( عالم الغيب ) .

وهذا لا شك أنه خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم . وبعضهم يخوض في مثل هذه الأمور ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط ، بل قد يضرب بعقائد المسلمين من أكثر من ألف سنة عرض الحائط .

أحدهم خاض في قوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ )

فَزَعَم أن هذا في عالم الميكروبات ، وهذا لا شك أنه مُخالفة صريحة للقرآن ، وجهل بالعقيدة ، وجُرأة على القول على الله بغير عِلم .والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد



يغلق الموضوع و ينقل للقسم المناسب .