[إنتــَــــــر]

منذَ أن تبلُغ الفَتَاة سُن الرِّشد وَتَبدَأ فِي الحَيض ألاّ وَتُرَاوِدهَا

فِكرَة الزَّوَاج وَالحُلم بِفَارِس الأحلام الذِي يُملِي عَلَيهَا الحَيَاة

بَهجَة ًوَسَعَادَة ويَنتَشِلهَا من بَيت أبِيهَا وَعَلَى كفُوف الرَّاحَة

إلَى مَمْلكَتهَا الخَاصَّة التِي رَأتهَا كَثِيراً فِي مَنَامهَا ..

وحَتَّى فِي تَأمّلاتهَا ..

تَنتَظِر وَتَتنتَظِر هَذِهِ الفَتَاة وَتَبدَأ فِي عَد السَّنَوَات الوَاحِدَة

تِلو الأخرَى إلَى أن يَأتِي ذلك اليَوم المُنتَظَر ..

الذِي يَطرُق فِيهِ ذلك الشَّاب بَابهَا وَطَلَبهَا رَسمِيَّاً من أبِيهَا

أو وَلِي أمرِهَا ..

وَإن حَصَل ذلكَ فِعلِيَّاً فَنَجِدهَا تَنطَوِي عَلَى نَفسهَا فِي دَارِهَا

وَاضِعَة ًكَفَّيهَا عَلَى خَدَّيهَا..تَنظُر إلَى الأسفَل أو أحيَاناً..

إلى الأعلَى .. إلَى عِنَان السَّمَاء ..

يُصَاحِب ذلك إبتِسَامَة لا اُبَالِغ أن قُلت أنَّهَا أروَع إبتِسَامَة

تِشهَدهَا شَفَتَيهَا منذُ أن أبصَرَت الحَيَاة ..

تضلُّ تُفَكِّر وَتُفَكِّر..وَتَرسِم خُطَط المُستَقبَل ذلك المُستَقبَل

الذِي لَمْ يَبِق عَلَيهِ سِوَى أشهُر قَلائِل أن لَمْ تَكُن أيَّام مَعدُودَة

تَضظِلُّ فِي حِيرَة من أمرِهَا ..

وفِي ذَات الوَقت..بِمَعنَوِيَّات مُرتَفعَة جداً بالتَّفكِير فِي اي

فُسْتَان تَرتَدِيهِ فِي تِلك الليلَة الحَالِمَة ..

هَل تَرتَدِ فُستَاناًأبيضاً كَمَا جَرَت العَادَات وَالتَّقَالِيد فِي مِثل

هذهِ الليلَة التِي لَن تَتَكَرَّر؟

ام تَكسُر القَاعِدَة وَتَرتَدِي لَوناً آخَر تُمَيِّز فِيهِ نَفسُهَا عَن سَائِر

بَنَات جُنسهَا؟

وإن كَانَ الأمر كذَلك ..

تُرَى أي الأيَادِي الذَّهَبِيَّة الَّتِي سَتُحِيك خيُوط هَذَا الفُستَان

لِيظهَر فِي أبهَى حُلَّة وَأجمَل مَنظَر؟

بَل أينَ سَيُقَام حَفل الزَّفَاف هَل فِي أرقَى قَصراً فِي الحَي

أو أكبَر فُندُق فِي المَدِينَة .. وَكَم عَدَد المَدعُوِّين؟

وَهَل سَتَحضُر صَدِيقَة الطفُولَة نُورَة ( مُجَرَّد مثَال ) ..

أم انها سَتُغِيب؟

وإن حَضَرَت كَيف سَيَكُون إستِقبَالِي لَهَا هَل بِدمُوع حَارِقَة

ام إبتِسَامَة آنِيَة؟

وبعدَ ذلك أينَ سَيَكُون السَّكَن..هَل فِي( فِيلا )فاخِرَة

ام شُقَّة فُندقِيَّة..ذَات خَمسَة نجُوم وَمُوَاصَفَات عَالَمِيَّة؟

هِيَ تَسَاؤلات عِدَّة..تُرَاوِد كُل فَتَاة خَلِيجِيَّة فِي عُمر الزّهُور

وهَذَا حَق مَشرُوع لامَجَال لإنكَارِه..أو التَّقلِيل من شَأنِه..

فَكُل شَيء حَتَّى اللحظَة يَسِير عَلَى مَايُرَام ..

وَوِفق مَا خُطِّط له مُسبقاً بَينَ الفَتَاة .. وَفَارِس أحلامهَا ..

ولَكِن السُّؤال الذِي أوِد التَّطَرُّق له ..

مَاذَا لَو عَادَت هَذِهِ الفَتَاة إلَى مَنزِل أبِيهَا بَعدَ أيَّام مَعدُودَة

بِرِفقَتهَا ( وَرَقَة طَلاقهَا ) دُونَ أن يَكُون لَهَا سبَباً فِي ذلك

سِوَى أنَّهَا وَقَعَت ضَحِيَّة لِشَاب ..

أرَادهَا مُؤقتاً .. لِيُحَقِّق رَغبَة دَنِيئَة فِي نَفسه لَيسَ أكثَر؟

كَيف سَيَكُون وَقع ذلك عَلَى نَفسهَا .. وَمَاهِيَ ردُود فِعلهَا

إزَاء وَأد فَرحَة لَمْ تُكتَمَل وَلَم تُولَد بَعَد؟

مَاذَاسَيقُول النَّاس عَنهَا ..

وَكِيف سَيُفَسّرُون ( طَلاقِهَا ) بعَد أيَّام قَلائِل من زَوَاجهَا

وَمَاذَا سَتَقُول عَلَى وَجه التَّحدِيد ( نُورَة ) صَدِيقَة الطفُولَة

وبأي شَكلٍ سَتُقَابلهَا ( العَرُوس ) المَغدُور بِهَا كِيف؟

نعَم .. الَى مَتَى اظلُّ أنَا كَـ ( فَتَاة ) اقبل ما يُملى عَلَي

من غيري بَينَمَا لا استَطِيع حتَّى ان اقُول لا؟

كَفَى لا استَطِيع التَّحَمّل .. كَفَى الَى هَذا الحَد؟

الَى مَتَى تظل دمُوعِي تَنهَمِر عَلَى خَدِّي رَخِيصَة بسبب ..

ودون سبب ..

لمن يَستَحق ولِمَن لا يَستَحِق .. وَكأنَّهَا لا تَعنِي احَداً ..

بينَمَا هِيَ غَالِيَة وغاليَة جِداً علَى نَفسِي؟

الى متى يظل الظلام الدَامِس .. رفِيقُ دَربي وأنِيسِي ..

من وحدتي وشريكي في غُرفَتِي الى مَتَى؟

الى متى اظل انتظر وانتظر لكي اشعر ببصيص امل

يشعرني ان لهذا الانتظار فائدة ولو بسيطة كي اشعر

ان لحياتي معنى يستحق الانتظار؟

الى متى اظل اقول بان من حولي لا يستحقون ان ابكي

من اجلهم ..

او ان اقلق بشأنهم او حتى افكر بهم واشغل نفسي بهم

الى متى؟

الى متى اظل أتعلَّق بغُصن ضَعِيف يَابس سوف ينكَسر ..

مع اول هبة ريح حقيقية .. ومشاعري اقوى من ذلك؟

بَل الَى مَتَى اظلُّ غريبَة عَلَى نَفسِي لا أعرِفهَا ..

وابحث عمن يعرّفني عَلَيهَا وَيُقرّبنِي مِنهَا ويقدمني اليها

على انني هِيَ .. وهِيَ انَا؟

ومن هو ذلك الشخص القادر على القيام ..

بهذا الدور الصعب .. المتعب على روحِي ونَفْسِي؟

لاشك ان هناك فئة من المجتمع عرضة لإستغلال مشاعرها

اكثر من غيرها ..

ولكننا مع الاسف غير قادرين .. على فعل شيء حيالها؟

فئة بحاجة للمشاعر الصادقة المتبادلة والكلمات النابعة ..

من القلب الَى القَلْب .. فئة بحاجة لان تضحي ..

بأغلى ما تملك .. من اجل ان تجد من يحمي مشاعرها ..

ويحميها من الاستغلال..والعبث الذي بدأنا نلاحظه بصور

كثيرة ومختلفة..

انَا لا اريدُكِ ان تَحزَنِي اُختِي ( الفَتَاة ) حِينَمَا تَشعُرِي ..

بِمَن يَطعُن بِمَشَاعركِ .. التي هِيَ جُزء من كَرَامَتكِ ..

ولَكِن ثقِي بإذن الله..انَّكِ لَستِ لِوَحدُكِ مَهمَا كُنتِ بَعِيدَة

فَهُنَاكَ من هو على شاكلتكِ .. ومتعاطف مِعكِ ..

ليس مجاملة لكِ وعطفاً عليكِ .. بل قناعةً بكِ وإيماناً ..

بأهمية وجمال .. ما تحملينه فِي داخلكِ من جماليات ..

لا يعرفها الاّ من هُو مثلكِ ..

وحينئذٍ .. فانتِ لَستِ فِي حَاجَة لِمَن يُحمِي مَشَاعِركِ ..

بل لمن يجعلها اكثر تجدداً وعطاءً ..

لِمَا لا وأنتِ المَشَاعِر فِي الأصل؟

/

/

المَحبِرَة اللامُنتَهْيَة

وانا ماذا عني؟

ماذا عن مشاعري؟

ماذا افعل بها؟

حين ترفضها انت ..

في هذا الوقت بالذات ..

وقت حاجتي لكَ ..

وقت عدم استغنائي عنك؟

/

/

قل لي ارجوكَ ..

ماذا افعل بمشاعري؟

لمن اعطيها غيرك؟

لمن لا يستحقها سواك؟

لمن لا يعرف قيمتها بعدك؟

/

/

وأين هو ذلك الانسان ..

بعد ان ( طلَّقتَنِي )؟

الذي استطيع ان اثق به..

دون حدود؟

الذي ابوح له..

دون قيود؟

الذي اتحدث معه..

بمنتهى الصراحة ..

دون أن اخشى ..

اساءة فهمه لي..

دون ان اخاف..

ردة فعله مني؟

اين هو ذلك الانسان ..

وانت موجود .. اين؟

/

/

اين اذهب انا؟

وماذا عن مشاعري وعواطفي؟

من يقدرها ويحميها؟

من يتفهمها ويداريها؟

ولمن اتجه بعد الله؟

اذا كنت انت ..

وانت اقرب الناس لي..

لا تأبه بي؟

لا ترد علي؟

لا اراك حينما اريدك؟

لا اسمعك حينما اناديك؟

/

/

من يحسُّ بما اعانيه؟

من يشعرُ بما اقاسِيه؟

من يقدر تضحياتي؟

من يحقق امنياتي؟

من يحنُّ ويعطف علي ..

بعد ان ( طَلَّقتَنِي ) !!

من يأخذ بيدي ..

بعد ان تخلَّيتُ عني؟

/

/

بل ..

من هو غيرك ايها الدلال ..

اعطيه قلبي .. دون تردد؟

ومن هو غيرك ايها الآمال!!

اتمنى ان يكون رفيق دربي
/

/

صحيح انك لم تقلها لي ..

لم تصارحني بها ..

لم تقل لي انني لا اريدكِ ..

ولكن .. يكفِي ( وُرَيقَة طَلاقِي ) ..

يكفي ان تكون عواطفك ..

باردة فاترة معي؟

لاعرف انك لا تريدني؟

يكفي انك قلق معي؟

لا اعرف انني ثقيلة عليك؟

يكفي انك لستُ انت ..

في الآونة الاخيرة..

لا اعرف انك تغيرت علي؟

لم تعُد كما كنت؟

/

/

الا يحق لي بعد ذلك ..

ان اخاف المستقبل؟

ان اخشى المجهول؟

ان اطالبكَ ان تكون معي؟

على الاقل بجانبي..

لاشعر بالاطمئنان ..

ولأحسُّ بالأمان ..

بعد الله؟

.