عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2014, 04:46 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏5‏)‏
{‏ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ‏}

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك‏}‏ أي المتصفون بما تقدم من الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق من الذي رزقهم الله والإيمان بما أنزل إلى الرسول، والإيقان بالآخرة ‏{‏على هدى‏}‏ أي على نور وبيان وبصيرة من اللّه تعالى، ‏{‏ولأولئك هم المفلحون‏}‏ أي في الدنيا والآخرة، وقال ابن عباس {‏على هدى من ربهم‏} أي على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم به ‏{‏وأولئك هم المفلحون‏}
‏ أي الذين أدركوا ما طلبوا، ونجوا من شر ما هربوا‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏6‏)‏
{‏ إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ‏}

يقول تعالى‏:‏{‏إن الذين كفروا‏} أي غطوا الحق وستروه، سواء عليهم إنذارك وعدمه، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ الذين حقَّت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آيةٍ حتى يروا العذاب الإليم‏}‏ أي إن من كتب اللّه عليه الشقاوة فلا مسعد له، ومن أضله فلا هادي له، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وبلغهم الرسالة، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر، ومن تولى فلا يهمنك ذلك ‏{‏فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب‏}
‏‏.‏
وعن ابن عباس في قوله {‏إن الذين كفروا‏}
الآية قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره اللّه تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من اللّه السعادةُ في الذكر الأول، ولا يضلّ إلاّ من سبق له من اللّه الشقاء في الذكر الأول‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يؤمنون‏}‏ جملة مؤكدة للتي قبلها أي هم كفّار في كلا الحالين‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏7‏)‏
{‏ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ‏}

‏{‏ختم اللّه‏}‏ أي طبع على قلوبهم وعلى سمعهم{‏وعلى أبصارهم غشاوة‏}‏ فلا يبصرون هدى، ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون‏.‏ قال مجاهد‏:‏ الختم‏:‏ الطبعُ، ثبتت الذنوب على القلب فحفَّت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبعُ، والطبعُ الختم، وقد وصف تعالى نفسه بالختم والطبع عل قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم كما قال‏:‏ ‏
{‏بل طبع الله عليها بكفرهم‏}
‏، وفي الحديث ‏(‏يا مقلِّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك‏)‏
قال ابن جرير‏:‏ وقال بعضهم‏:‏ إن معنى قوله تعالى‏:‏ {‏ختم الله على قلوبهم‏}‏ إخبار من اللّه عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دُعوا إليه من الحق، كما يقال‏:‏ فلان أصمَّ عن هذا الكلام، إذا امتنع من سماعه ورَفَع نفسه عن تفهمه تكبراً، قال‏:‏ وهذا لا يصح لأن اللّه قد أخبر أنه هو الذي ختم على قلوبهم وأسماعهم‏.‏ قلت‏:‏ وقد أطنب الزمخشري في تقرير ما ردّه ابن جرير ههنا، وتأول الآية من خمسة أوجه وكلها ضعيفة جداً، وما جرّأه على ذلك إلا اعتزاله، لأن الختم على قلوبهم ومنعها من وصول الحق إليه قبيح عنده يتعالى اللّه عنه في اعتقاده‏.‏ ولو فهم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم‏}‏ وقوله‏:‏
{‏ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة‏} وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم وحا بينهم وبين الهدى جزاء وفاقا على تماديهم في الباطل وتركهم الحق - وهذا عدل منه تعالى حسنٌ وليس بقبيح - فلو أحاط علماً بهذا لما قال ما قال‏.‏
قال ابن جرير‏:‏ والحق عندي في ذلك ما صح بنظيره الخبرُ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتةً سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون‏}‏‏) ‏"‏رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏ ومعنى استعتب‏:‏ رجع عن الإساءة، وطلب الرضى‏.‏ كذا في النهاية لابن الأثير‏.‏‏"‏فأخبر صلى اللّه عليه وسلم أن الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذٍ الختم من قبل اللّه تعالى والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلك، ولا للكفر عنها مخلص، فذلك هو الختم والطبع الذي ذكره اللّه في قوله‏:‏
{‏ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم‏}
‏ نظيرُ الطبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعيه والظروف‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس