عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2014, 12:20 AM   رقم المشاركة : 12
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏140 ‏:‏ 141‏)‏
‏{‏ قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ‏.‏ وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ‏}‏

يذكّرهم موسى عليه السلام نعم اللّه عليهم، من أسر فرعون وقهره، وما فيه من الهوان والذلة، وما صاروا إليه من العزة والاشتفاء من عدوهم، والنظر إليه في حال هوانه وهلاكه وغرقه ودماره، وقد تقدم تفسيرها في البقرة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏142‏)‏
‏{‏ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ‏}‏

يقول تعالى ممتناً على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية بتكلميه موسى عليه السلام وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم، فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة، فصامها موسى عليه السلام وطواها، فلما تم المقيات استاك بلحاء شجرة، فأمره اللّه تعالى أن يكمل بعشر أربعين، وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي‏؟‏ فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة، روي عن ابن عباس وغيره، فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر، وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام، وفيه أكمل اللّه الدين لمحمد صلى اللّه عليه وسلم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا‏}‏، فلما تم المقيات وعزم موسى على الذهاب إلى الطور استخلف على بني إسائيل أخاه هارون ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد، وهذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون عليه السلام نبي شريف كريم على اللّه، له وجاهة وجلالة صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏143‏)‏
‏{‏ ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ‏}‏

يخبر تعالى عن موسى عليه السلام أنه لما جاء لمقيات اللّه تعالى وحصل له التكليم من اللّه، سال اللّه تعالى أن ينظر إليه فقال‏:‏ ‏{‏رب أرني أنظر إليك قال لن تراني‏}‏ وقد أشكل حرف ‏{‏لن‏}‏ ههنا على كثير من العلماء، لأنها موضوعة لنفي التأبيد، فاستدل به المعتزلة على نفي الرؤية في الدينا والآخرة، وهذا أضعف الأقوال، لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأن المؤمنين يرون اللّه في الدار الآخرة، كما سنوردها عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة‏}‏، وقوله تعالى إخباراً عن الكفار ‏{‏كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‏}‏، وقيل‏:‏ إنها لنفي التأبيد في الدنيا جمعاً بين هذه الآية وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة، وقيل‏:‏ إن هذا الكلام في المقام كالكلام في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار‏}‏، وفي الكتب المتقدمة أن اللّه تعالى قال لموسى عليه السلام‏:‏ ‏(‏يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده‏)‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا‏}‏، قال ابن جرير الطبري‏:‏ ‏(‏لما تجلى ربه للجبل اشار بأصبعه فجعله دكاً وأرانا أبو إسماعيل بأصبعه السبابة‏)‏، وعن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ هذه الآية‏:‏ ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا‏}‏ قال‏:‏ هكذا بأصبعه، ووضع النبي صلى اللّه عليه وسلم إصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر، فساخ الجبل ‏"‏أخرجه ابن جرير وروى الترمذي وأحمد والحاكم قريباً منه‏"‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ ما تجلى منه إلا قدر الخنصر ‏{‏جعله دكاً‏}‏ قال‏:‏ تراباً ‏{‏وخر موسى صعقا‏}‏ قال‏:‏ مغشياً عليه ‏"‏أخرجه ابن جرير والطبري وهي رواية السدي عن ابن عباس‏"‏‏.‏ وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وخر موسى صعقا‏}‏ قال‏:‏ ميتاً، وقال الثوري‏:‏ ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب معه‏.‏ وعن عروة بن رويم قال‏:‏ كانت الجبال قبل أن يتجلى اللّه لموسى على الطور صماء ملساء، فلما تجلى اللّه لموسى على الطور دك وتفطرت الجبال فصارت الشقوق والكهوف
‏"‏رواه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏

وقال مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني‏}‏، فإنه أكبر منك وأشد خلقاً ‏{‏فلما تجلى ربه للجبل جعله‏}‏ فنظر إلى الجبل لا يتمالك وأقبل الجبل فدك على أوله، ورأى موسى ما يصنع الجبل فخر صعقاً‏.‏ وقال عكرمة ‏{‏جعله دكا‏}‏ قال‏:‏ نظر اللّه إلى الجبل فصار صحراء تراباً، والمعروف أن الصعق هو الغشي ها هنا كما فسره ابن عباس وغيره، لا كما فسره قتادة بالموت، وإن كان ذلك صحيحاً في اللغة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه‏}‏ فإن هناك قرينة تدل على الموت، كما أن هنا قرينة تدل على الغشي، وهي قوله‏:‏ ‏{‏فلما أفاق‏}‏ والإفاقة لا تكون إلا عن غشي، ‏{‏قال سبحانك‏}‏ تنزيهاً وتعظيماً وإجلالاً أن يراه أحد في الدنيا إلا مات، وقوله‏:‏ ‏{‏تبت إليك‏}‏، قال مجاهد‏:‏ أن أسألك الرؤية ‏{‏وأنا أول المؤمنين‏}‏، قال ابن عباس ومجاهد‏:‏ من بني إسرائيل، واختاره ابن جرير‏.‏ وفي رواية أخرى عنه ‏{‏وأنا أول المؤمنين‏}‏‏:‏ أنه لا يراك أحد، قال أبو العالية‏:‏ أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة، وهذا قول حسن له اتجاه، وقوله‏:‏ ‏{‏وخر موسى صعقا‏}‏ روي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قد لطم وجهه، وقال يا محمد إن رجلاً من أصحابك من الأنصار لطم وجهي قال‏:‏ ‏(‏ادعوه‏)‏، فدعوه، قال‏:‏ ‏(‏لم لطمت وجهه‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ يا رسول اللّه إني مررت باليهودي فسمعته يقول‏:‏ والذي اصطفى موسى على البشر، قال‏:‏ وعلى محمد‏؟‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ وعلى محمد‏؟‏ وأخذتني غضبة فلطمته فقال‏:‏ ‏(‏لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور‏)‏ ‏"‏رواه البخاري ومسلم وأبو داود‏"‏‏.‏ وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏ استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم‏:‏ والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي‏:‏ والذي اصطفى موسى على العالمين، فغضب المسلم على اليهودي فلطمه، فأتى اليهودي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسأله فأخبره، فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاعترف بذلك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏)‏لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق فإذا بموسى ممسك بجانب العرش، فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي أم كان ممن استثنى اللّه عز وجلَّ‏)‏ ‏"‏رواه الشيخان وأحمد‏"‏‏.‏
والكلام في قوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏لا تخيروني على موسى‏)‏ كالكلام على قوله‏:‏ ‏(‏لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى‏)‏ قيل‏:‏ من باب التواضع وقيل‏:‏ قبل أن يعلم بذلك، وقيل‏:‏ نهى أن يفضل بينهم على وجه الغضب والتعصب، وقيل‏:‏ على وجه القول بمجرد الرأي والتشهي، واللّه أعلم‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏فإن الناس يصعقون يوم القيامة‏)‏ الظاهر أن هذا الصعق يكون في عرصات القيامة يحصل أمر يصعقون منه، واللّه أعلم به، وقد يكون ذلك إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء وتجلى للخلائق الملك الديان كما صعق موسى من تجلي الرب تبارك وتعالى، ولهذا قال عليه السلام‏:‏ ‏(‏فلا أدري أفاق قبل أم جوزي بصعقة الطور‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏144 ‏:‏ 145‏)‏
‏{‏ قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ‏.‏ وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين ‏}‏

يذكر تعالى أنه خاطب موسى بأنه اصطفاه على أهل زمانه برسالاته تعالى وبكلامه، ولا شك أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم سيّد ولد آدم من الأولين والآخرين، ولهذا اختصه اللّه تعالى بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وأتباعه أكثر من أتباع سائر المرسلين كلهم، وبعده في الشرف والفضل إبراهيم الخليل عليه السلام، ثم ‏"‏موسى بن عمران‏"‏كليم الرحمن عليه السلام، ولهذا قال تعالى له ‏{‏فخذ ما آتيتك‏}‏ أي من الكلام والمناجاة ‏{‏وكن من الشاكرين‏}‏ أي على ذلك ولا تطلب ما لا طاقة لك به، ثم أخبر تعالى أنه كتب له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء، كتب له فيها مواعظ وأحكاماً مفصلة، مبينة للحلال والحرام، وكانت هذه الألواح مشتملة على التوراة، وقيل‏:‏ الألواح أعطيها موسى قبل التوراة فاللّه أعلم، وقوله ‏{‏فخذها بقوة‏}‏ أي بعزم على الطاعة ‏{‏وأمر قومك يأخذوا بأحسنها‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ أمر موسى عليه السلام أن يأخذ بأشد ما أمر قومه، وقوله‏:‏ ‏{‏سأريكم دار الفاسقين‏}‏ أي سترون عاقبة من خالف أمري وخرج عن طاعتي كيف يصير إلى الهلاك والدمار والتباب، قال ابن جرير‏:‏ وإنما قال‏:‏ ‏{‏سأريكم دار الفاسقين‏}‏ كما يقول القائل لمن يخاطبه‏:‏ سأريك غداً إلى ما يصير إليه حال من خالف أمري على وجه التهديد والوعيد لمن عصاه وخلف أمره نقل معنى ذلك عن مجاهد والحسن البصري ، وقيل‏:‏ منازل قوم فرعون، والأول أولى لأن هذا كان بعد انفصال موسى وقومه عن بلاد مصر، وهو خطاب لبني إسرائيل قبل دخولهم التيه،
واللّه أعلم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏146 ‏:‏ 147‏)‏
‏{‏ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ‏.‏ والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق‏}‏ أي سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي، قلوب المتكبرين عن طاعتي، ويتكبرون على الناس بغير حق، أي كما استكبروا بغير حق أذلهم بالجهل، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم‏}‏، وقال بعض السلف‏:‏ لا ينال العلم حيي ولا مستكبر، وقال آخر‏:‏ من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً، وقال سفيان بن عيينة‏:‏ أنزع عنهم فهم القرآن وأصرفهم عن آياتي، ‏{‏وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها‏}‏، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا‏}‏ أي وإن ظهر لهم سبيل الرشد أي طريق النجاة لا يسلكوها،

وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلاً، ثم علّل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله‏:‏ ‏{‏ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا‏}‏ أي كذبت بها قلوبهم ‏{‏وكانوا عنها غافلين‏}‏ أي لا يعملون بما فيها، وقوله‏:‏ ‏{‏والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم‏}‏ أي من فعل منهم ذلك واستمر عليه إلى الممات حبط عمله، وقوله‏:‏ ‏{‏هل يجزون إلا ما كانوا يعملون‏}‏‏؟‏ أي إنما نجازيهم بحسب أعمالهم التي أسلفوها، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وكما تدين تدان‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏148 ‏:‏ 149‏)‏
‏{‏ واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ‏.‏ ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين‏}‏

يخبر تعالى عن ضلال من ضل من بني إسرائيل في عبادتهم العجل الذي اتخذه لهم السامري من حلي القبط الذي كانوا استعاروه منهم، فشكل لهم منه عجلاً ثم ألقى فيه القبضة من التراب التي أخذها من أثر فرس جبريل عليه السلام فصار عجلاً جسداً له خوار، والخوار صوت البقر، وكان هذا منهم بعد ذهاب موسى لميقات ربه تعالى، فأعلمه اللّه تعالى بذلك وهو على الطور حيث يقول إخباراً عن نفسه الكريمة‏:‏ ‏{‏قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري‏}‏‏.‏ وقد اختلف المفسرون في هذا العجل هل صار لحماً ودماً له خوار، أو استمر على كونه من ذهب إلا أنه يدخل فيه الهواء فيصوّت كالبقر‏؟‏ على قولين واللّه أعلم، ويقال‏:‏ إنهم لما صوّت لهم العجل رقصوا حوله وافتتنوا به وقالوا‏:‏ ‏{‏هذا إلهكم وإله موسى فنسي‏}‏، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا‏}‏‏؟‏ وقال في هذه الآية الكريمة ‏{‏ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا‏}‏‏؟‏ ينكر تعالى عليهم ضلالهم بالعجل، وذهولهم عن خالق السموات والأرض، ورب كل شيء ومليكه، ان عبدوا معه عجلاً جسداً له خوار، لا يكلمهم ولا يرشدهم إلى خير، ولكن غطّى على أعين بصائرهم عمى الجهل والضلال، كما تقدم عن أبي الدرداء قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏)‏حبك الشيء يعمي ويصم‏)‏ ‏"‏أخرجه الإمام أحمد وأبو داود‏"‏‏.‏ وقوله ‏{‏ولما سقط في أيديهم‏}‏ أي ندموا على ما فعلوا ‏{‏ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين‏}‏ أي من الهالكين، وهذا اعتراف منهم بذنبهم والتجاء إلى اللّه عزَّ وجلَّ‏.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس