عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2013, 02:55 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن،
فقرأ سورة النساء، فلما بلغ
قوله تعالى:{فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.
قال له عليه الصلاة والسلام: ((حسبك الآن)). قال: فنظرت فإذا عيناه تذرفان)).
إنه المحب سمع كلام حبيبه فبكى:
إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى فأما من بكى

فيذوب وجدًا لأنّ به من التقوى حراكا وصحَّ عنه عليه الصلاة والسلام
أنه استمع لأبي موسىى رضى الله عنه:
ثم قال له: لو رأيتني وأنا أستمع إلى قراءتك البارحة، لقد
أوتيت مزمارأً من مزامير آل داود فقال أبو موسى: لو علمت يا
رسول الله أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيراً)).

والمعنى لجملت صوتي أكثر وأكثر، فجعلت القرآن الكريم به
أكثر تأثيراً وروعة وجمالاً.

كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع الصحابة قال: يا أبا موسى ذكّرنا ربّنا

فيندفع أبو موسى يقرا بصوته الجميل وهم يبكون: وإني ليبكيني سماع
كلامه فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا تلا ذكر مولاه فحن حنينه وشوق
قلوب العارفين تجدّدًا

لما فسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين، ظهرت التربية

معوجة، والفطرة منكوسة، والأفهام سقيمة.

لما استبدل القرآن الكريم بغيره حل الفساد، وكثر البلاء،
واضطربت المفاهيم، وفشلت العزائم. فهل لنا أن نعيش مع القرآن الكريم

في رمضان وغير رمضان،

وهل لنا أن نعرف عظمة القرآن الكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقرآن الكريم،

ونورًا بالقرآن الكريم، وإشراقاً مع القرآن الكريم. هل لنا أن نفعل ذلك؟

أخي الكريم، ها قد عرفتَ من فضل القرآن ما قد عرفتَ، و علمتَ من ارتباط

هذا الشهر الكريم بالقرآن العظيم ما قد

علمتَ، فلم يبق إلا أن تُشمِّر عن ساعد الجد، وتأخذ نفسك بالعزم، و تدرع الصبر،

و تكون مع القرآن كما قال القائل:
أسرى مع القرآن في أفق فذ تبارك ذلك الأفق وسرى به في رحلة عجب من

واحة الإيمان تنطلق وارتاد منه عوالما ملئت سحرا به الأرواح تنعتق
يامن يريد العيش في دعة نبع السعادة منه ينبثق

" عباد الله هذا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، و في بقيته للعابدين مستمتع،

و هذا كتاب الله يتلى فيه بين

أظهركم و يسمع، و هو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع،

و مع هذا فلا قلب يخشع و لاعين تدمع ولا صيام يصان عن الحرام فينفع
ولا قيام استقام فيرجى في
صاحبه أن يشفع. [لطائف المعارف 364ا/365]

فهل للنفس إقبال؟
وهل للقلب اشتياق؟
وهل نملأ شهر القرآن بتلاوة القرآن؟



حالنا اليوم مع القرآن: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!

حالُنا اليوم مع كتاب الله تعالى حالٌ تأسف لها النفوس، وتتحرَّق لها الأفئدة،
وتدمع لها العيون، حالنا اليوم حال من ضيَّعَ شيئاً ثميناً ويطلبهُ ويبحثُ
عنه وهو أمامه، ولكن عميت

عنه بصيرته، حالنا حال من منّ الله عليه بكنز ولكن ما عرف كيف يتصرف به.

هذا هو الحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

انظر إلى حال النّاس اليوم مع القرآن الكريم. فمن النّاس من إذا دخل المسجد

صلى ركعتين تحية المسجد ثم جلس صامتاً ينتظر إقامة الصلاة.
والمسجد مليء بالمصاحف ولكن عميت

بصيرته فلا همَّ له إلّا أن تُقام الصلاة. أمّا القرآن لا مكان له

في قلبه. ولو قدمت إليه المصحف ليقرأ. قال: شكراً شكراً،

وكأنّه امتلأ بالحسنات. فلا إله إلّا الله.

تركوا كتاب الله، تركوا دستور هذه الأمة، وانكبوا على اللهو واللعب،

ومشاهدة الخبيث من الأفلام والمسلسلات الهابطة
التي في ظاهرتها السلامة وفي باطنها تبث أنواعاً من السموم والندامة.

انكبوا على تحريك القنوات الفضائية لمشاهدة العاهرات والفاجرات،
ومتابعة الملهيات وما يدعو

إلى السيئات. انكبوا على الأكل والشرب وكثرة النوم، فالليل

لعب ولهو وسهر إلى طلوع الفجر، والنهار نوم إلى قبيل الغروب،
والقرآن لا مكان له في القلوب، لا محل له في جدول
أولئك النّاس، فلا حول ولا قوة إلّا بالله. فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟

ما هو حالنا مع القرآن في رمضان في هذا

الوقت؟ فحال البعض ضياع ودمار وقتل للوقت والنفس وهولا يدري، فغيبة

ونميمة وكذب وغش وخداع وبغضاء وشحناء.
هكذا يتم قضاء الوقت في هذا الزمان مع الكثير من النّاس.أخي الكريم:

خصص لكتاب الله جزءاً من وقتك حتى تقرأه
فيه, فخصص ساعة أو نصف ساعة كل يوم للقرآن الكريم تراجع فيه

وتحفظ منه ما تيسر لك. حاول أن تختم كتاب الله
لتجده اللذة، والطمأنينة، ولتشعر بالسكينة، وتحفك الملائكة،
وتغشاك الرحمة, رحمة رب العباد. حاول وستجد أنّ ذلك سهلاً

ميسراً بإذن الله تعالى.
إنّها أمور يندى لها الجبين، ويتفطر لها القلب؛ عندما نرى تلك
السهرات

والجلسات على الأرصفة في ليالي شهر رمضان لمبارك، في الأعوام الماضية،
والتي يتمُّ فيها معصية الخالق سبحانه، يعصون الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة
والعتق من النّار، بينما لا مكان في قلوب أولئك للقرآن. فهي جلسات إلى قبيل الفجر،

ثم نوم إلى قبيل الغروب. فأين

هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟!! فرق شاسع وواسع بين
الفريقين. ضعف الإيمان واليقين فحصل هذا البعد عن حبل
الله المتين. أين هؤلاء من قول المولى - جل وعلا:

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا}
[الفرقان:30].

وأين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي
رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه. ويقول القرآن:
منعته النوم بالليل

فشفعني فيه، قال: فيشفعان»
[رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني•
فأولئك لم يعرفوا حقيقة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس