عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 02:26 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



وكان أبو هريرة - رضي الله عنه -
إذا ابتدَرَ الخروجَ من بيتِه وقفَ على بابِ أمِّه، فقال:
السلامُ عليكِ يا أمَّاه ورحمةُ الله وبركاتُه.
فتقول: وعليك السلامُ يا ولدِي ورحمةُ الله وبركاته،
فيقول: رحمَكِ الله كما ربَّيتِني صغيرًا،
فتقول: رحمَكَ الله كما برَرتَني كبيرًا. وإذا أراد أن يدخُل صنعَ مثلَ ذلك.
الله أكبر، الله أكبر! ما أروع هذا البرَّ وهذا الأدب. ووايْمُ الله؛
إنه أرجحُ من النُّضار والذَّهب، في أنموجٍ مُشرِقٍ مُتألِّقٍ من نماذِجِ حضارتِنا الإسلامية،
ومحاسِن دينِنا الحَنيف الذي بلغَ الثُّريَّا في رحمتِه وبرِّه وسماحتِه واعتِدالِه،
ولا مُقارنَة في ذلك بينَه وبين الحضارَةِ الماديَّة المُعاصِرَة
في النَّظرة إلى الوالدَين والأُسرَة،
والتمرُّغ في الثَّرَى ورميِهم في دُور الرِّعايَة الاجتماعيَّة !
ثم أين هذا من بعضِ صُور العُقوق المأساويَّة المُعاصِرة،
التي وصلَت - عياذًا بالله - إلى حدِّ القتلِ، في صُورٍ يائِسَة تنِمُّ عن قِلَّة الديانَة،
وتئِنُّ منها الفضيلة، وتبكِي منها الشهامة والمُروءة.
حين تجِفُّ المشاعِر، وتموتُ الضمائِر، وتجمُدُ الأحاسِيس عند هؤلاء المفالِيس.
وكأن لسان حالِ والدِيهم كما قال الأولُ:
غذَوتُك مــولــودًا وعُـلـتُـك يافعا تعل بـما أُحنِيَ عـليـك وتـنهَــلُ
فلما بلغت السن والغاية التيا اليها مــدَى ما كنت فيك أُؤمِّــلُ
جعلت جـزائِــي غـلـظــةً وفـظــاظــةً كانك انت المنعم المتفضل
فليتك إذ لـم تـرعَ حـقَّ أُبُــوَّتــي فعلت كما الـجـارُ الـمُـجـاوِرُ يـفـعـلُ
إن أعظمَ ما ينشُدُه المُسلمُ: رِضا ربِّه - جل وعلا -،
ورِضا الإله تعالى في رِضاهما؛
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( رِضا الربِّ في رِضا الوالدَين، وسخَطُ الربِّ في سخَط الوالدَين )
رواه الترمذي، وصحَّحه ابن حبان والحاكم.
أوسِــعــهــمــا بـــــرًّا ولا تـنــهَــرهــمــا وامـنَـحـهـمــا قــولاً كـريــمًــا واشــكــرِ
واخـفِـض جـنـاحَـكَ رحـمـةً لـكـلَـيـهـمـا تـمـهَـد لـنـفـسِــك لــو فـعـلــتَ وتـذخَــرِ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
[ الإسراء: 23، 24 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا وإياكم بهدي سيِّد المُرسَلين،
أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولوالدِينا ولجميع المُسلمين
من كل خطيئةٍ وإثمٍ؛ فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس