عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2003, 02:27 PM   رقم المشاركة : 1
المفكر
( ود جديد )
 






المفكر غير متصل

http://alsaha.fares.net/sahat?128@142.0FyWgUUpJF5.0@.1dd411fc

الديموقراطيّة
- الديموقراطية هي نظام من أنظمة الحكم يكون الحكم فيها أو سلطـة إصدار القوانين والتشريعات من حق الشعب أو الأمة أو جمهور الناس، وهذا يصطدم صراحةً مع أصل أصيل في العقيدة الإسلاميّة، إذ أن الحـكم في الشريعة الإسـلاميّة لله وحده، قال تعالى((إن الحكم إلا لله))وأن الكتاب والسنّة هما المصدر التشريعي الوحيد للأمّة الإسلاميّة ولذلك تجد في الديموقراطية المشاورة أو التصويت على أي أمر كان دون النظر إلى حكمه الشرعي أو كونه يُرضي الله عز وجل أو يُسخطه، بل وحتى لو كان الأمر كفريّا ينظر إلى ما يقوله الشعب ويُرجّحه !!! وهذا يعني أن المُشرّع ليس الله جلّ وعلا إنما هو الشعب، فالحلال ما رآه الشعب حلالاً والحرام ما رآه الشعب حراماً، وهذا تراه جليّاً من خلال النظر إلى المجالس النيابيّة البرلمانيّة، فتجدهم أحيانا يعلنون التصويت على تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقهــا ..!!! وأحياناً يصوتون على وجود الخمور..هل يسمح بها أو لا يسمح؟؟!!والأمثلة في ذلك كثيرة، والنتيجة في التصويت للأغلبيّة إذا كانت ضد الإسـلام، أمّا إذا كانت لصالح الإسلام فما أهون من أن يُحلّ المجلس فيسقط التصويت والمشروع الذي صوّت عليه..والواقع يشهد بذلك.

- وللأسف الشديد أن كثيرا من المسلمين يعتقد أن الديموقراطيّة كالشورى في الإسلام، وهذا خطأ فاحش، لأن الشورى في الإسلام تقوم على مشاورة العلماء والحكماء في أمور لا تتعارض مع الكتاب والسنّة كإعلان الحروب ومعاهدات السلام واختيار الولاة وغيرها من الأمور التي ترك فيها الشرع مجال للنظر والمشورة حسب الظروف المستجدّة.

- ومن خصائص الديموقراطيّة أنها تسمح بحريّة الإعتقاد: وهي أن للإنسان الحريّة فيما يعتقده، والله سبحانه وتعالى يقول((ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين))، وله الحرية بأن يمارس عبادته سواء كان كافراً بوذيّاً أم مجوسيّاً أم نصرانيّاً أم يهوديّاً أو من أي ملّة كانت،بل وله الحريّة في إظهـار شعائره وطقوسه كما يريد، فلا تعجب إذا رأيت رجلا في الشـارع يسجد لصنم أو بقرة وإلا فأنت لست ديموقراطيّاً..!!وكأن الإسلام جاء ليحمي الكفار ويضمن لهم حريّة الكفر بالله..!!!

- ومن خصائصها كذلك الحريّة الشخصيّة: وهي تعني أن للإنسان أن يمارس حقه الشخصي في الزنـا واللواط وشرب الخمر دون التدخل في خصوصياته..!! لأن ذلك من حقه الشخصي الذي تعطيه إياه الديموقراطيّة، ولأن الدول التي تحكم بالديموقراطيّة مأمورة باحترام حقوق الأفراد وحريّاتهم وضمانها لهذا أنشأت شواطئ العراة..!!وأصدرت قوانين تجيز زواج الرجل برجل آخر وغير ذلك من القرارات الشاذّة، وليس لك أن تتذمّر أو تعترض فهذه حريّة شخصيّة..!!!! ومن الحريّات التي تكفلها الديموقراطيّة أيضـاً حريّة الرأي ولذلك يستطيع الإنسـان أن يتقدم إلى أي وسيلة من وسائل الإعلام ويقول ما شاء سواء كان الكلام كفراً أم ردّة أم إلحاداً أم فجوراً دون معاقبة لأن الدستور يكفل له ذلك..!!

- ومن هذا نستنتج أن الحريّات بكل أنواعهـا في الديموقراطيّة مُطلقة وغير محدودة ولا تراعي سوى المصلحة الشخصية، ولكنها في الإسـلام مُقيّدة بأمرين اثنين: 1- أن لا تتعارض هذه الحريّات مع أحكام الشريعة الإسلاميّة. 2- أن لا تتعدّى حريّة الآخرين، وبدون هذين الشرطين يصبح المجتمع كالغابة التي لا همّ لأهلها إلا المصلحة الشخصيّة وإشباع الغرائز الحيوانيّة مهما كان الوسائل وبصرف النظر عن النتائج.


المرجع الساحات الأسلامية