عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2014, 06:00 AM   رقم المشاركة : 11
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏93 ‏:‏ 94‏)‏
{‏ ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ‏.‏ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً‏}‏ أي لا أحد أظلم ممن كذب على اللّه فجعل له شركاء أو ولداً، أو ادعى أن اللّه أرسله إلى الناس ولم يرسله، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء‏}‏، قال عكرمة وقتادة‏:‏ نزلت في مسليمة الكذاب مسليمة‏:‏ هو أبو ثمامة، ابن حبيب، من بني أثال وهو حنيفة، عرفوا بأمهم وهي بنت كاهل بن أسد بن خزيمة، وكان يزعم مسليمة أن جبريل ينزل عليه، وكان يتسمى بالرحمن، ومثله الأسود بن كعب الذي يعرف بعيهلة، وبذي الخمار، وكان يدعي أن ملكين‏:‏ اسم أحدهما سحيق، والآخر شريق ، ‏{‏ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه‏}‏ أي ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند اللّه من الوحي مما يفتريه من القول في اللباب ‏:‏ أخرج ابن جرير نزلت‏:‏ ‏{‏ومن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء‏}‏ في مسليمة، ونزلت‏:‏ ‏{‏ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه‏}‏ في عبد اللّه بن سعد، كان يكتب للنبي صلى اللّه عليه وسلم، فيغير فيما يمليه عليه الرسول، وعن السدي‏:‏ أنه كان يقول‏:‏ إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي، وإن كان اللّه ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل‏.‏ قال محمد‏:‏ سميعاً عليماً، فقلت أنا‏:‏ عليماً حكيماً ، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا‏}‏ الآية‏.‏ قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت‏}‏ أي في سكراته وغمراته وكرباته، ‏{‏والملائكة باسطوا أيديهم‏}‏ أي بالضرب، كقوله‏:‏ ‏{‏لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏يبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء‏}‏ الآية، وقال الضحاك‏:‏ ‏{‏باسطوا أيديهم‏}‏ أي بالعذاب، كقوله‏:‏ ‏{‏ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم‏}‏، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏والملائكة باسطوا أيديهم‏}‏ أي بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم، ولهذا يقولون لهم‏:‏ ‏{‏أخرجوا أنفسكم‏}‏، وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن الرحيم، فتتفرق روحه في جسده، وتعصى وتأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم‏:‏ ‏{‏أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على اللّه غير الحق‏}‏ الآية، أي اليوم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على اللّه وتستكبرون اتباع آياته والانقياد لرسله، وقد وردت الأحاديث المتواترة في كيفية احتضار المؤمن والكافر، وهي مقررة عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة‏}‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة‏}‏، أي يقال لهم يوم معادهم في اللباب ‏:‏ أخرج ابن جرير وغيره‏:‏ قال النضر بن الحارث‏:‏ سوف تشفع لي اللات والعزى، فنزلت هذه الآية هذا، كما قال‏:‏ ‏{‏وعرضوا على ربك لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة‏}‏ أي كما بدأناكم أعدناكم، وقد كنتم تنكرون ذلك وتستبعدونه فهذا يوم البعث، وقوله‏:‏ ‏{‏وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم‏}‏ أي من النعم والأموال التي اقتنيتموها في الدار الدنيا وراء ظهوركم، وثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏يقول ابن آدم‏:‏ مالي مالي‏!‏ وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأبقيت‏؟‏ وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس‏)‏ وقال الحسن البصري‏:‏ يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بزج فيقول اللّه عزَّ وجلَّ‏:‏ أين ما جمعت‏؟‏ فيقول‏:‏ يا رب جمعته وتركته أوفر ما كان، فيقول له‏:‏ يا ابن آدم أين ما قدمت لنفسك‏؟‏ فلا يراه قدم شيئاً، وتلا هذه الآية‏:‏ ‏{‏ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء‏}‏ تقريع لهم وتوبيخ على ما كانوا اتخذوا في الدنيا من الأنداد والأصنام والأوثان، ظانين أنها تنفعهم في معاشهم ومعادهم إن كان ثم معاد، فإن كان يوم القيامة تقطعت بهم الأسباب وانزاح الضلال، وضل عنهم ما كانوا يفترون، ويناديهم الرب جلَّ جلاله على رؤوس الخلائق‏:‏ ‏{‏أين شركائي الذين كنتم تزعمون‏؟‏‏}‏ ويقال لهم‏:‏ ‏{‏أين ما كنتم تعبدون من دون اللّه هل ينصرونكم أو ينتصرون‏؟‏‏}‏ ولهذا قال ههنا‏:‏ ‏{‏وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء‏}‏ أي في العبادة، لهم فيكم قسط في استحقاق العبادة لهم، ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏لقد تقطع بينكم‏}‏ قرىء بالرفع أي شملكم، وبالنصب أي لقد تقطع ما بينكم من الأسباب والوصلات والوسائل، ‏{‏وضل عنكم‏}‏ أي ذهب عنكم، ‏{‏ما كنتم تزعمون‏}‏ من رجاء الأصنام والأنداد، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار وما لكم من ناصرين‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم‏}‏ الآية، والآيات في هذا كثيرة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏95 ‏:‏ 97‏)‏
‏{‏ إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون ‏.‏ فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ‏.‏ وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون‏}‏

يخبر تعالى أنه فالق الحب والنوى، أي يشقه في الثرى فتنبت منه الزروع على اختلاف أصنافها من الحبوب والثمار على اختلاف ألوانها وأشكالها وطعمومها من النوى، ولهذا فسر قوله‏:‏ ‏{‏فالق الحب والنوى‏}‏، بقوله‏:‏ ‏{‏يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي‏}‏ أي يخرج النبات الحي من الحب والنوى الذي هو كالجماد الميت كقوله‏:‏ ‏{‏وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ومخرج الميت من الحي‏}‏ معطوف على ‏{‏فالق الحب والنوى‏}‏، وقد عبروا عن هذا وهذا بعبارات كلها متقاربة مؤدية للمعنى، فمن قائل يخرج الدجاجة من البيضة وعكسه، ومن قائل يخرج الولد الصالح من الفاجر وعكسه، وغير ذلك من العبارات التي تنتظمها الآية وتشملها؛ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلكم اللّه‏}‏ أي فاعل هذا هو اللّه وحده لا شريك له، ‏{‏فأنّى تؤفكون‏}‏ أي كيف تصرفون عن الحق وتعدلون عنه إلى الباطل فتعبدون معه غيره‏؟‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فالق الإصباح وجعل الليل سكناً‏}‏ أي خالق الضياء والظلام كما قال في أول السورة ‏{‏وجعل الظلمات والنور‏}‏ أي فهو سبحانه يفلق ظلام الليل عن غرة الصباح فيضيء الوجود، ويستنير الأفق، ويضمحل الظلام، ويذهب الليل بسواده وظلام رواقه، ويجيء النهار بضيائه وإشراقه، كقوله‏:‏ ‏{‏يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً‏}‏، فبين تعالى قدرته على خلق الأشياء المتضادة المختلفة الدالة على كمال عظمته وعظيم سلطانه، فذكر أنه فالق الإصباح، وقابل ذلك بقوله‏:‏ وجعل الليل سكناً‏}‏ أي ساجياً مظلماً لتسكن فيه الأشياء كما قال‏:‏ ‏{‏والضحى والليل إذا سجى‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها‏}‏، وقال صهيب الرومي رضي اللّه عنه لامرأته وقد عاتبته في كثرة سهره‏:‏ إن اللّه جعل الليل سكناً، إلا لصهيب، إن صهيباً إذا ذكر الجنة طال شوقه، وإذا ذكر النار طار نومه ‏"‏رواه ابن أبي حاتم‏"‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏والشمس والقمر حسباناً‏}‏ أي يجريان بحساب مقنن مقدر لا يتغير ولا يضطرب، بل لكل منهما منازل يسلكها في الصيف والشتاء، فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً كما قال‏:‏ ‏{‏هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل‏}‏ الآية، وكما قال‏:‏ ‏{‏لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون‏}‏، وقال‏:‏ ‏{‏والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏ذلك تقدير العزيز العليم‏}‏ أي الجميع جار بتقدير العزيز الذي لا يمانع ولا يخالف، العليم بكل شيء فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وكثيراً ما إذا ذكر اللّه تعالى خلق الليل والنهار والشمس والقمر يختم الكلام بالعزة والعلم كما ذكر في هذه الآية، وكما في قوله‏:‏ ‏{‏وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم‏}‏، ولما ذكر خلق السموات الأرض وما فيهن في أول
سورة حم السجدة قال‏:‏ ‏{‏وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً، ذلك تقدير العزيز العليم‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر‏}‏، قال بعض السلف‏:‏ من اعتقد في هذه النجوم غير ثلاث فقد أخطأ وكذب على اللّه سبحانه‏:‏ أن اللّه جعلها زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏قد فصلنا الآيات‏}‏ أي قد بيناها ووضحناها ‏{‏لقوم يعلمون‏}‏ أي يعقلون ويعرفون الحق ويتجنبون الباطل‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏98 ‏:‏99‏)‏
‏{‏ وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ‏.‏ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة‏}‏ يعني آدم عليه السلام، كما قال‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فمستقر ومستودع‏}‏ اختلفوا في معنى ذلك‏:‏ فعن ابن مسعود ‏{‏فمستقر‏}‏‏:‏ أي في الأرحام ‏{‏ومستودع‏}‏ أي في الأصلاب وهو قول كثير من السلف منهم ابن عباس ومجاهد وعطاء والنخعي والضحّاك وقتاده والسدي وغيرهم ، وعن ابن مسعود وطائفة‏:‏ فمستقر في الدنيا ومستودع حيث يموت، وقال سعيد بن جبير‏:‏ فمستقر في الأرحام وعلى ظهر الأرض وحيث يموت، وقال الحسن البصري‏:‏ المستقر الذي مات فاستقر به عمله، وعن ابن مسعود‏:‏ ومستودع في الدار الآخرة، والقول الأول هو الأظهر، واللّه أعلم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون‏}‏ أي يفهمون ويعون كلام اللّه ومعناه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي أنزل من السماء ماء‏}‏ أي بقدر مباركاً ورزقاً للعباد وإحياء وغياثاً للخلائق، رحمة من اللّه بخلقه ‏{‏فأخرجنا به نبات كل شيء‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏وجعلنا من الماء كل شيء حي‏}‏، ‏{‏فأخرجنا منه خضراً‏}‏ أي زرعاً وشجراً أخضر، ثم بعد ذلك نخلق فيه الحب والثمر‏.‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏نخرج منه حباً متراكباً‏}‏ أي يركب بعضه على بعض كالسنابل ونحوها ‏{‏ومن النخل من طلعها قنوان‏}‏ أي جمع قنو وهي عذوق الرطب، ‏{‏دانية‏}‏ أي قريبة من المتناول، كما قال ابن عباس ‏{‏قنوان دانية‏}‏ يعني بالقنوان الدانية قصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض رواه ابن جرير‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجنات من أعناب‏}‏ أي ونخرج منه جنات من أعناب، وهذان النوعان هما أشرف الثمار عند أهل الحجاز، وربما كانا خيار الثمار في الدنيا، كما امتن اللّه بهما على عباده في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً‏}‏، وكان ذلك قبل تحريم الخمر، وقال‏:‏ ‏{‏وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه‏}‏، قال قتادة وغيره‏:‏ متشابه في الورق والشكل قريب بعضه من بعض، ومتخالف في الثمار شكلاً وطعماً وطبعاً، ‏{‏انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه‏}‏ أي نضجه، قال البراء وابن عباس والضحاك وغيرهم، أي فكروا في قدرة خالقه من العدم إلى الوجود بعد أن كان حطباً صار عنباً ورطباً، وغير ذلك مما خلق سبحانه وتعالى من الألوان والأشكال والطعوم والروائح كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل‏}‏ الآية، ولهذا قال ها هنا‏:‏ ‏{‏إن في ذلكم‏}‏ أيها الناس ‏{‏لآيات‏}‏ أي دلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحمكته ورحمته ‏{‏لقوم يؤمنون‏}‏ أي يصدقون به ويتبعون رسله‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس