عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 04:55 AM   رقم المشاركة : 20
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الأية رقم ‏(‏140‏)‏
‏{‏ قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء
على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ قد خسر الذين فعلوا هذه الأفاعيل في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فخسروا أولادهم بقتلهم وضيقوا عليهم في أموالهم فحرموا أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، وأما في الآخرة فيصيرون إلى أسوأ المنازل بكذبهم على اللّه وافترائهم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين يفترون على اللّه الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون‏}‏، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‏:‏ إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام‏:‏ ‏{‏قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم اللّه افتراء على اللّه قد ضلوا وما كانوا مهتدين‏}‏ "‏رواه البخاري في المناقب وأخرجه ابن مردويه في تفسير هذه الآية‏"‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏141 ‏:‏ 142‏)‏
‏{‏ وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ‏.‏ ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ‏}‏
يقول تعالى مبيناً أنه الخالق لكل شيء من الزروع والثمار والأنعام التي تصرف فيها هؤلاء المشركون بآرائهم الفاسدة، وقسموها وجزؤوها فجعلوا منها حراماً وحلالاً، فقال‏:‏ ‏{‏وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات‏}‏، قل ابن عباس‏:‏ ‏{‏معروشات‏}‏ مسموكات‏.‏ وفي رواية‏:‏ فالمعروشات ما عرش الناس، وغير معروشات ما خرج في البر والجبال من الثمرات، وعنه‏:‏ معروشات ما عرش من الكرم، وغير معروشات ما لم يعرش من الكرم‏.‏ وقال ابن جريج‏:‏ ‏{‏متشابهاً وغير متشابه‏}‏ قال‏:‏ متشابهاً في المنظر، وغير متشابه في المطعم، ‏{‏كلوا من ثمره إذا أثمر‏}‏ من رطبه وعنبه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وآتوا حقه يوم حصاده‏}‏ قال بعضهم‏:‏ هي الزكاة المفروضة‏.‏ قال ابن عباس ‏{‏وآتوا حقه يوم حصاده‏}‏‏:‏ يعني الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله "‏وروي عن أنَس بن مالك وسعيد بن المسيب وهو قول طاووس وقتادة والحسن والضحاك‏"‏، وعنه قال‏:‏ إن الرجل كان إذا زرع فكان يوم حصاده لم يخرج مما حصد شيئاً، فقال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وآتوا حقه يوم حصاده‏}‏ وذلك أن يعلم ما كيله وحقه من كل عشرة واحد وما يلقط الناس من سنبله، وقد روي عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر من كل جاذّ عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المساجد للمساكين ‏"‏رواه أحمد وأبو داود، وقال ابن كثير‏:‏ وإسناده قوي جيد‏"‏‏.‏ وقال الحسن البصري‏:‏ هي الصدقة من الحب والثمار، وقال آخرون‏:‏ هو حق آخر سوى الزكاة، روى نافع عن ابن عمر في قوله‏:‏ ‏{‏وآتوا حقه يوم حصاده‏}‏ قال‏:‏ كانوا يعطون شيئاً سوى الزكاة‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ إذا حضرك المساكين طرحت لهم منه، وعنه قال‏:‏ عند الزرع يعطى القبضة، وعند الصرام يعطى القبضة، ويتركهم فيتبعون آثار الصرام، وقال سعيد بن جبير‏:‏ كان هذا قبل الزكاة للمساكين القبضة والضغث لعلف دابته، وقال آخرون‏:‏ هذا شيء كان واجباً، ثم نسخه اللّه بالعشر أو نصف العشر ‏"‏حكاه ابن جرير رحمه اللّه واختاره‏"
‏، وقد ذم اللّه سبحانه الذين يصرمون ولا يتصدقون، كما ذكر عن أصحاب الجنة في سورة ن ‏:‏ ‏{‏إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون * فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم‏}‏ أي كالليل المدلهم سوداء محترقة‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين‏}‏ قيل‏:‏ معناه لا تسرفوا في الإعطاء فتعطوا فوق المعروف‏.‏ قال ابن جريج‏:‏ نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جذّ نخلاً له فقال‏:‏ لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين‏}
‏ ‏"‏رواه ابن جرير من حديث ثابت بن قيس‏"‏، وقال عطاء‏:‏ نهوا عن السرف في كل شيء، وقال إياس بن معاوية‏:‏ ما جاوزت به أمر اللّه فهو سرف، وقال السدي‏:‏ لا تعطوا أموالكم فتقعدوا فقراء‏.‏ وقال سعيد ابن المسيب في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تسرفوا‏}‏ قال‏:‏ لا تمنعوا الصدقة فتعصوا ربكم، والمختار عند ابن جرير قول عطاء‏:‏ أنه نهى عن الإسراف في كل شيء، ولا شك أنه صحيح، لكن الظاهر واللّه أعلم من سياق الآية حيث قال تعالى‏:‏ ‏{‏كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا‏}‏ أن يكون عائداً على الأكل أي لا تسرفوا في الأكل لما فيه من مضرة العقل والبدن، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كلوا واشربوا ولا تسرفوا‏}‏ الآية‏.‏ وفي صحيح البخاري تعليقاً‏:‏ ‏(‏كلوا واشربوا والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة‏)‏، وهذا من هذا، واللّه أعلم‏.‏ وقوله عزَّ وجلَّ‏:‏ ‏{‏ومن الأنعام حمولة وفرشاً‏}‏ أي وأنشأ لكم من الأنعام ما هو حمولة وما هو فرش، قيل‏:‏ المراد بالحمولة ما يحمل عليه من الإبل، والفرش الصغار منها، روي عن ابن مسعود في قوله‏:‏ ‏{‏حمولة‏}‏ ما حمل عليه من الإبل، ‏{‏وفرشاً‏}‏ الصغار من الإبل، قال ابن عباس‏:‏ الحمولة هي الكبار، والفرش الصغار من الإبل، وكذا قال مجاهد‏.‏

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‏:‏ ‏{‏ومن الأنعام حمولة وفرشاً‏}‏ أما الحمولة فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه، وأما الفرش فالغنم، واختاره ابن جرير، قال وأحسبه إنما سمي فرشاً لدنوه من الأرض، وقال الضحاك وقتادة‏:‏ الحمولة الإبل والبقر، والفرش الغنم‏.‏ وقال السدي‏:‏ أما الحمولة فالإبل، وأما الفرش فالفصلان والعجاجيل والغنم، وما حمل عليه فهو حمولة‏.‏ وقال ابن أسلم‏:‏ الحمولة ما تركبون، والفرش ما تأكلون وتحلبون‏:‏ شاة لا تحمل تأكلون لحمها وتتخذون من صوفها لحافاً وفرشاً، وهذا الذي قاله عبد الرحمن في تفسير هذه الآية الكريمة حسن ويشهد له قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين‏}‏ إلى أن قال‏:‏ ‏{‏ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اللّه الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون‏}‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كلوا مما رزقكم اللّه‏}‏ أي من الثمار والزروع والأنعام فكلها خلقها اللّه وجعلها رزقاً لكم، ‏{‏ولا تتبعوا خطوات الشيطان‏}‏ أي طريقه وأوامره كما اتبعها المشركون الذين حرموا ما رزقهم اللّه أي من الثمار والزروع افتراء على اللّه، ‏{‏إنه لكم‏}‏ أي إن الشيطان أيها الناس لكم ‏{‏عدو مبين‏}‏ أي بين ظاهر العداوة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة‏}‏ الآية، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً‏}‏ والآيات في هذا كثيرة في القرآن‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏143 ‏:‏ 144‏)‏
‏{‏ ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ‏.‏ ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ‏}‏
هذا بيان لجهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرموا من الأنعام، وجعلوها أجزاء وأنواعاً بحيرة وسائبة ووصيلة وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار، فبين تعالى أنه أنشأ جنات معروشات وغير معروشات، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشاً، ثم بين أصناف الأنعام، وأنه تعالى لم يحرم شيئاً من ذلك ولا شيئاً من أولادها بل كلها مخلوقة لبني آدم أكلاً وركوباً وحمولة وحلباً وغير ذلك من وجوه المنافع، كما قال‏:‏ ‏{‏وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج‏}‏ الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين‏}‏ رد عليهم في قولهم‏:‏ ‏{‏ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا‏}‏ الآية، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏نبئوني بعلم إن كنتم صادقين‏}‏ أي أخبروني عن يقين كيف حرم اللّه عليكم ما زعمتم تحريمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك، قال ابن عباس‏:‏ يقول لم أحرم من ذلك شيئاً، ‏{‏أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين‏}‏ يعني هل يشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى فلم تحرمون بعضاً وتحلون بعضاً‏؟‏ ‏{‏نبئوني بعلم إن كنتم صادقين‏}‏ يقول تعالى‏:‏ كله حلال، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أم كنتم شهداء إذ وصاكم اللّه بهذا‏}‏ تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على اللّه من تحريم ما حرموه من ذلك، ‏{‏فمن أظلم ممن افترى على اللّه كذباً ليضل الناس بغير علم‏}‏ أي لا أحد أظلم منه، ‏{‏إن اللّه لا يهدي القوم الظالمين‏}‏ وأول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي بن قمعة لأنه أول من غيّر دين الأنبياء، وأول من سيّب السوائب، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الأية رقم ‏(‏145‏)‏
‏{‏ قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ‏}‏
يقول تعالى آمراً عبده ورسوله صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏قل‏}‏ يا محمد لهؤلاء الذين حرموا ما رزقهم اللّه افتراء على اللّه، ‏{‏لا أجد فيما أوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه‏}‏ أي آكل يأكله، قيل‏:‏ معناه لا أجد شيئاً مما حرمتم حراماً سوى هذه، وقيل‏:‏ معناه لا أجد من الحيوانات شيئاً حراماً سوى هذه، وقال ابن عباس‏:‏ ‏{‏أو دماً مسفوحاً‏}‏ يعني المهراق، وقال عكرمة‏:‏ لولا هذه الآية لتتبع الناس ما في العروق كما تتبعه اليهود، وقال حماد‏:‏ إنما نهى اللّه عن الدم المسفوح، وقال قتادة‏:‏ حرم من الدماء ما كان مسفوحاً، فأما اللحم خالطه الدم فلا بأس به، عن عائشة رضي اللّه عنها‏:‏ أنها كانت لا ترى بلحوم السباع بأساً والحمرة والدم يكونان على القدر بأساً، وقرأت هذه الآية ‏"‏رواه ابن جرير عن عائشة، قال ابن كثير‏:‏ صحيح غريب‏"‏‏.‏ وقال الحميدي عن عمرو بن دينار قال، قلت لجابر بن عبد اللّه‏:‏ إنهم يزعمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر، فقال‏:‏ قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولكن أبى ذلك البحر يعني ابن عباس وقرأ‏:‏ ‏{‏قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه‏}‏ ‏"‏رواه البخاري وأبو داود والحاكم‏"‏الآية، وعن ابن عباس قال‏:‏ كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذراً، فبعث اللّه نبيه وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وقرأ هذه الآية‏:‏ ‏{‏قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه‏}‏ الآية ‏"‏هذا لفظ ابن مردويه ورواه أبو داود، وقال الحاكم‏:‏ صحيح الإسناد ولم يخرجاه‏"‏، روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال‏:‏ ماتت شاة لسودة بنت زمعة، فقالت يا رسول اللّه ماتت فلانة تعني الشاة، قال‏:‏ ‏(‏فلم لا أخذتم مسكها‏)‏ قالت‏:‏ نأخذ مسك شاة قد ماتت‏؟‏ فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إنما قال اللّه‏:‏ ‏{‏قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير‏}‏ وإنكم لا تطعمونه، وأن تدبغوه فتنتفعوا به‏)‏، فأرسلت فسلخت مسكها، فدبغته، فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها ‏"‏أخرجه أحمد، ورواه البخاري والنسائي بنحوه‏"‏‏.‏ وقال سعيد بن منصور عن نميلة الفزاري قال‏:‏ كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن أكل القنفذ فقرأ عليه‏:‏ ‏{‏قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه‏}‏ الآية، فقال شيخ عنده‏:‏ سمعت أبا هريرة يقول‏:‏ ذكر عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏خبيث من الخبائث‏)‏، فقال ابن عمر‏:‏ إن كان النبي صلى اللّه عليه وسلم قاله فهو كما قال ‏"‏ورواه أبو داود عن سعيد بن منصور‏"‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فمن اضطر غير باغ ولا عاد‏}‏ أي فمن اضطر إلى أكل شيء مما حرم اللّه في هذه الآية الكريمة وهو غير متلبس ببغي ولا عدوان، ‏{‏فإن ربك غفور رحيم‏}‏ أي غفور له رحيم به، وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة البقرة بما فيه كفاية، والغرض من سياق هذه الآية الكريمة الرد على المشركين الذين ابتدعوا ما ابتدعوه من تحريم المحرمات على أنفسهم بآرائهم الفاسدة من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك، فأمر رسوله أن يخبرهم أنه لا يجد فيما أوحاه اللّه إليه أن ذلك محرم، وإنما حرم ما ذكر في هذه الآية من الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، وما أهل لغير اللّه به، وما عدا ذلك فلم يحرم، وإنما هو عفو مسكوت عنه، فكيف تزعمون أنتم أنه حرام ومن أين حرمتموه ولم يحرمه اللّه‏؟‏ وعلى هذا فلا يبقى تحريم أشياء أخرى فيما بعد هذا، كما جاء النهي عن لحوم الحمر الأهلية ولحوم السباع وكل ذي مخلب من الطير على المشهور من مذاهب العلماء‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس