لن نستغرب إذَا مَارأينَا الكثِير من الشَّبَاب الخلِيجِي يَعزِفُ عن (الزَّوَاج) ويفضِّلُ العزوبِيَّة
لِعَدَم ثِقَته فِي بنَات هَذَا الوَطَن الخلِيجِي الكَبِير .. فهُنَاكَ مَن تَنفِثُ ( الدَّخَان ) ..
وغيرُهَا مَن كَرَّسَت جُلَّ وقتُهَا بِالغَزَل وَأخرَى بِالتَّسَكُّعِ فِي الأسوَاق للحَاجَة ودُونَ الحَاجَة
فمن يُحمِي بنَاتُنَا من هَذِهِ السَّفَاسِفُ الدَّخِيلَة على مُجتَمَعنَا؟!
وهُنَاكَ من تَقضِي وَقتهَا فِي ( المَقَاهِي ) أكثَرُ مِمَا تَقضِيهِ فِي درَاستهَا وَتَحصِيلُ علومهَا ..
فَمن يَأخُذ بِيَدهَا ويَرسُو بهَا على شَاطِيءُ الأمَان؟!
هُنَاكَ من حَصَلَت عَلَى تَصرِيح من ولِي ألأمر للسّفَر خَارِجُ اسوَار الوَطَن لِوَحدهَا بِلامحرَم
أوقَرِيب لهَا فمن يُسانِدُهَا وَيَقِفُ فِي صَفّهَا عِندَ التَّغرِيرُ بهَا؟!
وهُنَاكَ مَن إنفَتَحَت بِشَكلٍ مهَوِّل وفِي كُل يوم ومع إطلالة كُل صَبَاح جَدِيد نجِدُ لهَا صَدِيق..
فمن يقنِعهَا بِأنَّ مَاتَقُوم بهِ ( مُحَرَّم ) وَأنَّهَا لاتَعِي ابعَاده المُستَقبلِيَّة القَاسِيَة عَلَى حَيَاتُهَا ..
وحَيَاة ذَوِيهَا؟!
وَهُنَاكَ مَن إستَأثَرَت بِالمُسَلسَلات الأجنبيَّة المُدَبلَجَة ومِنهَا المَكسِيكِي وَالتركِي وَنحوِه
وَأضحَت تُقَلِّدُ وبشكلٍ اعمَى كُل مَايفعله بطَلات ذلك المُسَلسَل من تَعَرّ ٍوَاضِح وسفُور مَاجِن
وَرَقصَات صَاخِبَة فمَن يَستَطِيعُ أن يحُثَّهَا على العدُول عَن ذَلك ..
وإنَّ مَاتَقُوم بهِ .. لايُمَثِّل بِمَكَان تَقَاليد الفَتَاة العَرَبيَّة ذَات الأخلاق الإسلامِيَّة السَّمحَاء؟!
اشيَاء وأشيَاء كَثِيرَة ولايقِفُ الأمر عند ( التَّدخِين ) وإن كَان هَذَا اسَاس مَوضُوعنا اليَوم؟!
صَحِيح أنَّنِي لا أعمِّمُ ماذَكَرت ولكن نِسبَة أولئِكَ الفَتَيَات وحَسَب ماتَرَاهُ أعيُنُنَا كَثِيرة وكَثِيرَة
وفِي إزدِيَاد كَبِير وَمُتَوَاصِل ..
يَاتُرَى هَل نَِضِعُ أيادِينَا على خدُودنَا دُون حِرَاك مِنَّا وَنَأثِرُ الصَّمت ونُرمِ الحَبلِ على القَارِب
كَي يتَّخِذُ وَجهَته وكَأنَّ الأمرِلايَعنِينَا ام نَشحَذُ الهِمَم وَنُكَشِّرُ أنيَابُنَا ونُصِيحُ بِأعلَى صَوتِنَا
وَنَقُول كَفَاناً عَاراً وَمَهزَلَة؟!
ودعِينِي أكُون أكثَر صَرَاحَة كمَا تُخاَلِينِي دوماً فالحياة اليوم فِي ظِل مانَعِيشه من إنفِتَاح
لم تَعُد مَأمُونَة الجَانِب حتى بالنسبَة للفَتاة التي لاتشكُو من سَقطَات ولا ( تُدخِّنُ )!!
فكُل مَا في هَذهِ الدنيا في هذه الايام يشعركِ بعدم الاطمئنان من المُستقبل ..
وكل مَا فِي هَذه الحَيَاة من قِصص مأسَاويّة .. وعقُوق والدَين .. وتَعَامُلات مادية بَحتَة ..
وكَوَارِث طبيعيَّة وغيرهَا .. يجعلكِ بالفعل مُضطَرَّة لإعَادَة حِسَاباتُكِ من جَدِيد فِي كُل شَيء
بدءاً بعلاقتكِ بربكِ .. وهل هي على النَّحو الذي انتِ راضية عنه شخصياً؟!
ومروراً بعلاقتكِ بالآخرين وهل هم بالفعل من يستحقون حبكِ لهم ويقدّرون تضحياتكِ لهم
وانتهاءًا بسؤالكِ لنفسكِ ..
عَن أي رَصِيد سوف يبقى معكِ حينمَا تَسقُطِي أو ( تُدَخّنِي ) بِالأصَح وحينما ينفضُّ عنكِ
كل من حولكِ .. حينما تُبْقي وَحِيدَة .. وَأخَالُكِ فَهَمتِ مَا ارم ِإلَيهِ؟!
أعلَمُ أنكِ رُبَّما بدأتِي الآن في التفكير الجدِّي فيما أقُوله .. وَأعلَمُ انه ربما تحاولي الآن ..
مَنع تلك الدمعات الحَيرَى من النزول من مَآقِيْكِ .. خاصة حينما تعيشي مثل تلك الظروف
التي أقصدها .. بل وأعرفُ أيضاً انكِ رُبَّما قـُلتِي في نفسكِ الآن!!
سامحك الله يَا (إنتـَـر) لَقد فتَحت جرُوحاً للتَّو كَادَت أن تَلتَئِمُ وذكرتني من حَيثُ لاتَدري
بأمور اُحَاولُ نِسيَانُها ؟!
كل ما سوف يدور في رأسك وارد ولكن لكِ ان تعرفِي انكِ حينما تمري بتلك (الإسقَاطَات)
ولو بجزء منها وحينما تشعري أنها قد شَارَفَت بكِ على الهَاويَة ولم تعودِ تحتملي المزيد
فتذكري انكِ لستِ لوحدكِ؟!
بل أن هناكَ مَن سَيَقِفُ مَعكِ فِي صَفُّكِ ..
والاهم من ذلك كله ان تُعيدي حساباتكِ مع الله سبحانه وتعالى .. أن توطّدِي علاقتكِ بهِ
وتأكدي انه لن يخذلكِ .. المهم ان تبقي على تلك القيم الجميلة الراقية التي تعوّدتيها؟!
والمبادئ السامية التي تشرّبتيها .. ولا تنظري لها على أنها هي السبب فيما انتِ فيه؟!
بل انظري لتلك النواحي الجمالية التي تميّزكِ عن غيركِ؟!
على الاقل في نظر من يحبوكِ ولنتذكر ان إقلاعُنَا عن ( التَّدخِين ) وتحسين حياتنا للأفضَل
لا يكون بالتخلـِّي عن اجملُ ما نملك من صفات ومبادئ؟!
صحيح أننا مطالبون بتغيير نمط واسلوب حياتنا والإهتِمَام بصحَّتنَا كي نرتاح نفسياً ..
ونشعر بالرضا عن انفسنا وكي نُفهم غيرنا من نحن وإننا اقوِيَاء مهمَا ( دَخَّنَّا ) بِشَرَاهَة
ولكن هذا لا ينبغي ان يكون على حساب اجمل الصفات التي جعلتنا مميزين !!
وتذكري ان اجمل ما فيكِ هو كل ما فيكي .. فقط انظري لتلك الجوانب الجمالية في نفسكِ
وأشكري الله عليها .. ولا تنظري لِمَا هو خلفكِ .. او من يحاول ان يعرقلُ مسيرتكِ ..
او يقللُ من شَأنُكِ فقط انظرِ لذلكَ ولاتنسِ نفسكِ من الدعاءُ لِي وَلَكِ شكراً بِحَجم السَّمَاء؟
/
/
إنتـَــــر