عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2012, 09:06 PM   رقم المشاركة : 1
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس
*’, هل الشيطان يعلم خواطر الانسان ونواياه ’,*







هل الشيطان يعلم خواطر الانسان
ونواياه ؟؟؟



السؤال: هل الشيطان يعلم ما يحاك فيصدورنا من كلام لا يعلمه إلا الله فيوسوسما يناسب خواطرنا أم ماذا
؟
الجواب:


الحمد لله
دلت الأدلة الصحيحة على أن الشيطان
قريب من الإنسان ، بل يجري منه مجرى
الدم ، فيوسوس له في حال غفلته ،
ويخنس في حال ذكره ، ومن خلال هذه
الملازمة فإنه يعلم ما يهواه الإنسان
من الشهوات فيزينها له ، ويوسوس له
بخصوصها .
روى البخاري (3281) ومسلم (2175) عَنْ
صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها أن النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ
يجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "
وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة
خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين
يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان
بن عيينة] ، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك
، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل
ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ، بل
الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس
، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ،
ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ،
ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له .


وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله
عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضي الله
عنها ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم
مجرى الدم ).
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن
آدم مما تواترت به الآثار ، سواء كان
العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من

"مجموع الفتاوى" (5/508) .
فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان
لنفسه ، ويعلم ما يميل إليه ويهواه
من الخير والشر، فيوسوس له بحسب
ذلك .


وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله – ضمن
سؤال طويل - : وإذا نويت عمل خير في
قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول
صرفي عنه؟


فأجاب : " كل إنسان معه شيطان ومعه
ملك , كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم : (ما منكم من أحد إلا ومعه
قرينه من الجن وقرينه من الملائكة .
قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا
إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني
إلا بخير) . وأخبر صلى الله عليه وسلم أن
الشيطان يملي على الإنسان الشر
ويدعوه إلى الشر وله لَمَّة في قلبه ،
وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده
العبد وينويه من أعمال الخير والشر ,
والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه
الخير ويدعوه إلى الخير ، فهذه
أشياء مكنهم الله منها : أي مكن
القرينين ، القرين من الجن والقرين
من الملائكة , وحتى النبي صلى الله عليه
وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن
كما تقدم الحديث بذلك ...

والمقصود أن كل إنسان معه قرين من
الملائكة وقرين من الشياطين , فالمؤمن
يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على
دينه , ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا
لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير
ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله ,
والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه
حتى يقوى على مساعدته على الباطل ,
وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن
الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن
يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله
والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أ
يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله
ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه
وتعالى " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن

باز" (9/369).