عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2014, 05:26 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏19 ‏:‏ 21‏)‏
{‏ والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ‏.‏ والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ‏.‏ أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ‏}‏

يخبر تعالى أنه يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر، وسيجزي كل عامل بعمله يوم القيامة إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ثم أخبر أن الأصنام التي يدعونها من دون اللّه لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، كما قال الخليل‏:‏ ‏{‏أتعبدون ما تنحتون‏؟‏ واللّه خلقكم وما تعملون‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏أموات غير أحياء‏}‏ أي هي جمادات لا أرواح فيها فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل ‏{‏وما يشعرون أيان يبعثون‏}‏ أي لا يدرون متى تكون الساعة فكيف يرتجى عند هذه نفع أو ثاب أو جزاء‏؟‏ إنما يرجى ذلك من الذي يعلم كل شيء وهو خالق كل شيء‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏ 22 ‏:‏ 23‏)‏
‏{‏ إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون ‏.‏ لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين ‏}‏

يخبر تعالى أنه لا إله إلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد، وأخبر أن الكافرين تنكر قلوبهم ذلك كما أخبر عنهم متعجبين من ذلك‏:‏ ‏{‏أجعل الآلهة إلها واحد‏؟‏ إن هذا لشيء عجاب‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وهم مستكبرون‏}‏ أي عن عبادة اللّه مع إنكار قلوبهم التوحيد‏.‏ كما قال‏:‏ ‏{‏إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏}‏، ولهذا قال ههنا‏:‏ ‏{‏لا جرم‏}‏ أي حقاً، ‏{‏أن اللّه يعلم ما يسرون وما يعلنون‏}‏ أي وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء ‏{‏إنه لا يحب المستكبرين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏24 ‏:‏ 25‏)‏
‏{‏ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ‏.‏ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ وإذا قيل لهؤلاء المكذبين ‏{‏ماذا أنزل ربكم قالوا‏}‏ معرضين عن الجواب ‏{‏أساطير الأولين‏}‏ أي لم ينزل شيئاً إنما هذا الذي تتلى علينا أساطير الأولين، أي مأخوذ من كتب المتقدمين، كما قال تعالى‏:‏
‏{‏وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا‏}‏

أي يفترون على الرسول ويقولون أقوالاً متضادة مختلفة كلها باطلة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا‏}‏ وذلك أن كل من خرج عن الحق فمهما قال أخطأ، وكانوا يقولون‏:‏ ساحر وشاعر وكاهن ومجنون، ثم استقر أمرهم إلى ما اختلقه لهم شيخهم المسمى بالوليد بن المغيرة لما ‏{‏فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر، ثم نظر، ثم عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر‏}‏ أي ينفل، ويحكى‏:‏ فتفرقوا عن قوله ورأيه قبحهم اللّه، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم‏}‏، أي إنما قدرنا عليهم أن يقولوا ذلك ليتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ووافقونهم، أي يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً‏)‏، روى العوفي عن ابن عباس في الآية‏:‏ ‏{‏ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم‏}‏ إنها كقوله‏:‏ ‏{‏وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم‏}‏، وقال مجاهد‏:‏ يحملون أثقالهم، ذنوبهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئاً‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏26 ‏:‏ 27‏)‏
{‏ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ‏.‏ ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين ‏}‏

قال ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏قد مكر الذين من قبلهم‏}‏ قال‏:‏ هو النمروذ الذي بنى الصرح؛ وقال زيد بن أسلم‏:‏ أول جبار كان النمروذ، وقال آخرون‏:‏ بل هو بختنصر، وقال آخرون‏:‏ هذا من المثل لأبطال ما صنعه هؤلاء الذين كفروا باللّه وأشركوا في عبادته غيره، كما قال نوح عليه السلام‏:‏ ‏{‏ومكروا مكرا كبار‏}‏ أي احتالوا في إضلال الناس بكل حيلة وأمالوهم إلى شركهم بكل وسيلة كما يقول لهم أتباعهم يوم القيامة، ‏{‏بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادا‏}‏ الآية‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فأتى اللّه بنيانهم من القواعد‏}‏ أي اجتثه من أصله وأبطل عملهم، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اللّه‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب‏}‏، وقال اللّه ههنا‏:‏ ‏{‏فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم يوم القيامة يخزيهم‏}‏ أي يظهر فضائحهم وما كانت تجنه ضمائرهم فيجعله علانية كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يوم تبلى السرائر‏}‏ أي تظهر وتشتهر، كما في الصحيحين عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند أسته بقدر غدرته، فيقال‏:‏ هذه غدرة فلان بن فلان‏)‏ وهكذا هؤلاء يظهر للناس ما كانوا

يسرونه من المكر ويخزيهم اللّه على رؤوس الخلائق، ويقول لهم الرب تبارك وتعالى مقرعاً وموبخاً‏:‏ ‏{‏أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم‏؟‏‏}‏ تحاربون وتعادون في سبيلهم أين هم عن نصركم وخلاصكم ههنا‏؟‏ ‏{‏هل ينصرونكم أو ينتصرون‏}‏، ‏{‏فما له من قوة ولا ناصر‏}‏، فإذا توجهت عليهم الحجة وقامت عليهم الدلالة‏:‏ وحقت عليهم الكلمة وسكتوا عن الاعتذار حين لا فرار، ‏{‏قال الذين أوتوا العلم‏}‏ وهم السادة في الدنيا والآخرة، ‏{‏إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين‏}‏ أي الفضحية والعذاب محيط اليوم بمن كفر باللّه، وأشرك به ما لا يضره وما لا ينفعه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏ 28 ‏:‏ 29‏)‏
‏{‏ الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون ‏.‏ فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ‏}‏

يخبر تعالى عن حال المشركين الظالمي أنفسهم عند احتضارهم ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم الخبيثة ‏{‏فألقوا السلم‏}‏ أي أظهروا السمع والطاعة والانقياد قائلين‏:‏ ‏{‏ما كنا نعمل من سوء‏}‏، كما يقولون يوم المعاد‏:‏ ‏{‏والله ربنا ما كنا مشركين‏}‏، قال اللّه مكذباً لهم في قيلهم ذلك‏:‏ ‏{‏بلى إن اللّه عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين‏}‏ أي بئس المقيل والمقام، والمكان، من دار هوان لمن كان متكبراً عن آيات اللّه واتباع رسله، وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، وينال أجسادهم في قبورها من حرها وسمومها، فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم، وخلدت في نار جهنم ‏{‏لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها‏}‏، كما قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏30 ‏:‏ 32‏)‏
‏{‏ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين ‏.‏ جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين ‏.‏ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ‏}‏

هذا خبر عن السعداء بخلاف ما أخبر به عن الأشقياء، فإن أولئك قيل لهم‏:‏ ‏{‏ماذا أنزل ربكم‏}‏ قالوا‏:‏ معرضين عن الجواب، لم ينزل شيئاً إنما هذا أساطير الأولين، وهؤلاء قالوا‏:‏ خيراً أي أنزل خيراً، أي رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به، ثم أخبر عما وعد اللّه عباده فيما أنزله على رسله، فقال‏:‏ ‏{‏للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة‏}‏ الآية، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة‏}‏ أي من أحسن عمله في الدنيا أحسن اللّه إليه عمله في الدنيا والآخرة، ثم أخبر بأن دار الآخرة خير، أي من الحياة الدنيا والجزاء فيها أتم من الجزاء

في الدنيا، كقوله‏:‏ ‏{‏وما عند اللّه خير للأبرار‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والآخرة خير وأبقى‏}‏، وقال لرسوله صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وللآخرة خير لك من الأولى‏}‏، ثم وصف الدار الآخرة فقال‏:‏ ‏{‏ولنعم دار المتقين‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏جنات عدن‏}‏ بدل من دار المتقين، أي لهم في الآخرة جنات عدن أي مقام يدخلونها، ‏{‏تجري من تحتها الأنهار‏}‏ أي بين أشجارها وقصورها، ‏{‏لهم فيها ما يشاؤون‏}‏، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون‏}‏، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم، فلا يشتهي أحد منهم شيئاً إلا أمطرته عليه، حتى إن منهم ليقول‏:‏ أمطرينا كواعب أتراباً فيكون ذلك‏)‏، ‏{‏كذلك يجزي اللّه المتقين‏}‏، أي كذلك يجزي اللّه كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله‏.‏ ثم أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏}‏‏.‏ وقد قدمنا الأحاديث الواردة في قبض روح المؤمن وروح الكافر عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت‏}‏‏.‏ الآية‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏33 ‏:‏ 34‏)‏
‏{‏ هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ‏.‏ فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ‏}‏

يقول تعالى مهدداً للمشركين على تماديهم في الباطل واغترارهم بالدنيا‏:‏ هل ينتظر هؤلاء إلا الملائكة أن تأتيهم لقبض أرواحهم، قاله قتادة، ‏{‏أو يأتي أمر ربك‏}‏ أي يوم القيامة وما يعاينونه من الأهوال‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏كذلك فعل الذين من قبلهم‏}‏ أي هكذا تمادى في شركهم أسلافهم ونظراؤهم وأشباههم من المشركين، حتى ذاقوا بأس اللّه، وحلوا فيما هم من العذاب والنكال، ‏{‏وما ظلمهم اللّه‏}‏ لأنه تعالى أعذر إليهم وأقام حججه عليهم بإرسال رسله، وإنزال كتبه، ‏{‏ولكن كانوا أنفسهم يظلمون‏}‏ أي بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاءوا به؛ فلهذا أصابتهم عقوبة اللّه على ذلك، ‏{‏وحاق بهم‏}‏ أي أحاط بهم من العذاب الأليم، ‏{‏ما كانوا به يستهزئون‏}‏ أي يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب اللّه فلهذا يقال لهم يوم القيامة ‏{‏هذه النار التي كنتم بها تكذبون‏}‏‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس