عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2014, 04:51 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : احذر .. إضاعة الوقت‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة بعنوان :
احذر .. إضاعة الوقت
والتي تحدَّث فيها عن الوقت وأهميته في حياة المسلمين؛
وذلك لاهتمام الشرع الحنيف بالوقت،
وذكرَ العديد من الأعمال التي يمكن للمسلم أن يستغلَّ فيها وقتَه
مع دخول موسم الصيف والأجازة.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمابعــــــــــــد ...
فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى؛
فتقوى الله طريقُ الهدى، ومُخالفتُها سبيلُ الشقاء.
أيها المسلمون:
الوقت زمن الإعمار وتحقيق السعادة، أو الهدم والشقاء،
ولشرفِه أقسمَ الله بأجزائِه بل أقسمَ بالزمن كلِّه ليله ونهاره، فقال:
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }
[ الليل: 1، 2
وفي مُضِيِّ الليالي والأيام ذِكرى وعِظةٌ للمتقين،
قال - جلَّ شأنُه -:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
[ الفرقان: 62 ].
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كانت حياتُه كلُّها لله
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[ الأنعام: 162 ].
واغتنَمَ الصحابةُ زمانَهم، وأخبرَ الله بشيءٍ من أعمالهم، فقال:
{ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
[ الفتح: 29 ].
ومن وصايا أبي بكرٍ لعُمر - رضي الله عنهما -:
[ إن لله عملاً بالنهار لا يقبلُه بالليل، وعملاً بالليل لا يقبلُه بالنهار
قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -:
[ ما ندِمتُ على شيءٍ ندَمي على يومٍ غرَبَت شمسُه ونقصَ فيه أجلي
ولم يزدَد فيه عملي ]
وكان السلفُ - رحمهم الله - يغتنِمُون لحظات أعمارِهم،
فعمَروا زمانَهم بما يُرضِي ربَّهم،
قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -:
[ أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منكم حِرصًا على دراهِمِكم ودنانيرِكم ]
( ولا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عُمره فيمَ أفناه )
رواه الترمذي.
وطولُ العُمر مع صلاح العمل من مِنَن الله العِظام،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( خيرُ الناس من طالَ عُمره وحسُن عملُه )
رواه الترمذي.
والأيام معدودةٌ إن ذهبَ يومٌ نقصَ عُمرُك، وذهابُ البعض أمارةٌ على ذهاب الكلِّ،
والعبدُ من حين استقرَّت قدمُه في هذه الدار فهو مُسافرٌ فيها إلى ربِّه،
والرابِحُ من العباد من اغتنَمَ زمانَه بما ينفعُه، والمغبونُ من فرَّط فيه،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( نعمتان مغبونٌ فيهما - أي: يُفرِّطُ فيهما - كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغ )
رواه البخاري.
قال ابن القيم - رحمه الله -:
[ إضاعةُ الوقت أشدُّ من الموت؛ لأن إضاعةَ الوقت تقطعُ عن الله والدار الآخرة،
والموتُ يقطعُك عن الدنيا وأهلها ]
ومن أضاعَ وقتَه تحسَّر على كل لحظةٍ منه،
ومن مضَى عليه يومٌ من عُمره من غير حقٍّ أدَّاه، ومن غير فرضٍ قضاه،
أو علمٍ علِمَه فقد عقَّ يومَه وضيَّع عُمرَه.
والحاذِقُ من يشغلُ وقتَه بما يُرضِي ربَّه، وإذا فرغَ من عملٍ قام بآخر،
قال - سبحانه -:
{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ }
[ الشرح: 7 ].
قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -:
[ أي: إذا فرغتَ من أمور الدنيا وأشغالِها وقطعتَ علائِقَها فانصَب إلى العبادة
وقُم إليها نشيطًا فارِغَ البال، وأخلِص لربِّك النيَّةَ والرَّغبةَ ]
وأفضلُ عبادةٍ تُقامُ: إفرادُ الله بالتوحيد وأداءُ أركان الإسلام على التمام.
ومن خير ما تُعمَرُ به الأوقات وتُرفعُ به الدرجات:
حِفظُ كتاب الله العظيم، ومُراجعتُه وتدبُّره؛ فهو كنزٌ ثمينٌ وتجارةٌ رابِحةٌ،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( أفلا يغدُو أحدُكم إلى المسجد فيعلمُ - أو يقرأُ - آيتين من كتاب الله
خيرٌ له من ناقتَين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ له من أربع،
ومن أعدادهنَّ من الإبِل )
رواه مسلم.
ومن نالَ حِفظَ كتاب الله شرُف، ومن تلاه عزَّ، ومن قرُب منه عظُم،
ومنزلةُ العبد في الجنة عند آخر آيةٍ يُرتِّلُها منه،
وفي زمن الفتن وانفِتاح أبواب الشُّبُهات والشهوات يكون الاعتِصامُ بكتاب الله ألزَم،
والقُرب منه أوجَب.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس